فوائد قوله تعالى : (( له ما في السماوات وما في الأرض وهو العلي العظيم )) . حفظ
من فوائد قوله تعالى: (( له ما في السماوات وما في الأرض )) عموم ملك الله سبحانه وتعالى لقوله : (( ما في السماوات وما في الأرض )) لأن ما اسم موصول يفيد العموم .
ومن فوائدها: أن ذلك مختص بالله لا يشاركه فيه أحد وذلك بتقديم الخبر، والقاعدة البلاغية أن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر والاختصاص، فإن قال قائل: يرد على قولكم هذا أن الله تعالى أثبت للإنسان الملك فقال: (( إلا على أزواجهم وما ملكت أيمانهم )) وقال : (( أو ما ملكتم مفاتحه )) وما أشبه ذلك، فالجواب أن ملك الإنسان الشيء ليس ملكا مطلقا ولا ملكا عاما، فهو ليس ملكا مطلقا إذ أن الإنسان لا يملك أن يتصرف في ماله كما شاء لو أراد أن يحرق ماله فهل له ذلك ؟ لا، ليس له ذلك، ولو أراد أن يستعمله في الحرام لم يكن له ذلك، وليس أيضا عاما فملك كل إنسان منا خاص به، أنت لا تملك مالي وأنا لا أملك مالك، ملك الله عز وجل مطلق عام، فظهر الفرق بين ملك الرب عز وجل وملك المخلوق، وحينئذ لا معارضة، واضح يا جماعة، طيب.
من فوئد الآية الكريمة: إثبات عدد السماوات حيث جاءت بالجمع، وقد بين الله تعالى في موضع آخر أنها سبع سماوات، وأما الأرض فقد جاءت في القرآن مفردة لكن الله أشار إلى أنها جمع في قوله: (( ومن الأرض مثلهن )) .
ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات علو الله عز وجل بقوله: (( وهو العلي )).
ومن فوائدها: أن العلو صفة لازمة ليست من صفات الأفعال التي إن شاء فعلها وإن شاء لم يفعلها، وجه الدلالة أن العلي صفة مشبهة والصفة المشبهة تفيد الثبوت وعدم التحول.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: عموم علو الله عز وجل الشامل لعلو الذات وعلو الصفة.
ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات عظمة الله سبحانه وتعالى لقوله: (( العظيم )) .
ومن فوائدها: إثبات هذين الاسمين لله عز وجل العلي العظيم، واعلم أن كل اسم من أسماء الله فإنه دال على صفة، وليس كل صفة يشتق منها اسم، وحينئذ يتبين أن الصفات أوسع من الأسماء، لأن كل اسم متضمن لصفة، وليس كل صفة يشتق منها اسم، فمثلا من صفات الله تبارك وتعالى المكر بمن يستحق المكر، وهل يجوز أن نشتق من هذه الصفة اسم من أسماءه ؟ لا، لا يجوز لأن باب الصفات أوسع طيب. من صفات الله الصنع (( صنع الله الذي أتقن كل شيء )) هل يمكن أن نشتق من ذلك اسما لله هو الصانع ؟ لا، وعلى هذا فقس.
ثم اعلم أن دلالة الصفة على مدلولها تنقسم إلى ثلاثة أقسام: دلالة تضمن ودلالة مطابقة ودلالة التزام، فدلالة الاسم على جميع معناه يسمى دلالة مطابقة، وعلى جزئه دلالة تضمن، وعلى لازمه دلالة التزام، فأنواع الدلالة ثلاثة: مطابقة وتضمن والتزام، فإن دل اللفظ على جميع معناه فهو مطابقة، وعلى جزئه فهو تضمن، وعلى شيء خارج لازم دلالة التزام، ونحن نمثل لكم الآن بالمحسوس والمعقول، إذا قلت هذه دار أو هذا بيت دلالته على جميع ما أدخل السور دلالة مطابقة، يعني يشمل الحجر وهي الغرف الأسفل ويشمل الغرف التي في الدور الثاني والثالث وهلم جرا، نسمي هذه دلالة مطابقة، ودلالة هذا اللفظ على الصالة وعلى المطبخ وعلى المعشى وما أشبه ذلك على واحد منها دلالة تضمن، لأنه يدل على جزء المعنى، ودلالته على بان بناه دلالة التزام، لأنه لا يمكن أن يوجد بيت إلا ببان، هذا مثال في المحسود واضح.
أنا الآن معي هذا القلم دلالته على غطاه وعلى أصله ؟ مطابقة. ودلالته على واحد منها ؟ تضمن ودلالته على أن هناك من صنعه ؟ دلالة التزام. هذه الدلالة نأتي عل أسماء الله عز وجل نقول: من أسماء الله تعالى الخالق البارئ المصور، الخالق دلالته على الذات الإلهية وعلى الصفة التي هي الخلق جميعا دلالة مطابقة، ودلالته على الذات وحدها أو على الخلق وحده دلالة تضمن، ودلالته على العلم والقدرة ـ لأنه ما من خالق إلا وهو عالم وما من خالق إلا وهو قادر ـ هذه دلالة التزام، أما النوعان الأولان دلالة المطابقة والتضمن هذا لا يشكل على أحد، كل طالب علم يمكن أن يعرف، وأما دلالة الالتزام فهي التي تخفى على كثير من الناس، ولذلك يختلف فيها العلماء اختلافا كثيرا.
وهنا نسأل هل دلالة التزام لازمة في كل قول أو فيما قال الله ورسوله ؟ الجواب: الثاني، لأن دلالة الالتزام قد ينكرها من تكلم بالكلام فمثلا نقول: الجهمية يقولون: إن الله في كل مكان من لازم قولهم أن يكون في الحشوش والأماكن القذرة هم لا يلتزمون بهذا، لو التزموا بهذا لكفروا على طول، ولا أحد يشك في كفرهم، لكن لا يلتزمون بهذا، ولذلك عبر العلماء عن هذه المسألة: "هل لازم القول قول أو لا " نقول: أما قول الله ورسوله فلازمهما حق ومن قول الله ورسوله، وأما غيرهما فلا، لأنه يحتمل إذا ألزمناه به ألا يلتزم، ويحتمل إذا ألزمناه به أن يدع قوله لئلا يلزم منه هذا اللازم الباطل، ويحتمل أنه حين تكلم لم يطرأ على باله هذا اللازم، على كل حال بارك الله فيكم نحن نقول: أهم شيء عندي ـ هذا ظهرت مني انسيابا وإلا فيها صعوبة عليكم ـ لكن إني أقول الآن: أسماء الله تعالى تدل على الذات العلية، على ذات الله وعلى الوصف الذي تضمنه هذا الاسم فالعلي يدل على الرب عز وجل وعلى صفة العلو، العظيم كذلك يدل على الرب وعلى صفة العظيمة.
ومن فوائدها: أن ذلك مختص بالله لا يشاركه فيه أحد وذلك بتقديم الخبر، والقاعدة البلاغية أن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر والاختصاص، فإن قال قائل: يرد على قولكم هذا أن الله تعالى أثبت للإنسان الملك فقال: (( إلا على أزواجهم وما ملكت أيمانهم )) وقال : (( أو ما ملكتم مفاتحه )) وما أشبه ذلك، فالجواب أن ملك الإنسان الشيء ليس ملكا مطلقا ولا ملكا عاما، فهو ليس ملكا مطلقا إذ أن الإنسان لا يملك أن يتصرف في ماله كما شاء لو أراد أن يحرق ماله فهل له ذلك ؟ لا، ليس له ذلك، ولو أراد أن يستعمله في الحرام لم يكن له ذلك، وليس أيضا عاما فملك كل إنسان منا خاص به، أنت لا تملك مالي وأنا لا أملك مالك، ملك الله عز وجل مطلق عام، فظهر الفرق بين ملك الرب عز وجل وملك المخلوق، وحينئذ لا معارضة، واضح يا جماعة، طيب.
من فوئد الآية الكريمة: إثبات عدد السماوات حيث جاءت بالجمع، وقد بين الله تعالى في موضع آخر أنها سبع سماوات، وأما الأرض فقد جاءت في القرآن مفردة لكن الله أشار إلى أنها جمع في قوله: (( ومن الأرض مثلهن )) .
ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات علو الله عز وجل بقوله: (( وهو العلي )).
ومن فوائدها: أن العلو صفة لازمة ليست من صفات الأفعال التي إن شاء فعلها وإن شاء لم يفعلها، وجه الدلالة أن العلي صفة مشبهة والصفة المشبهة تفيد الثبوت وعدم التحول.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: عموم علو الله عز وجل الشامل لعلو الذات وعلو الصفة.
ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات عظمة الله سبحانه وتعالى لقوله: (( العظيم )) .
ومن فوائدها: إثبات هذين الاسمين لله عز وجل العلي العظيم، واعلم أن كل اسم من أسماء الله فإنه دال على صفة، وليس كل صفة يشتق منها اسم، وحينئذ يتبين أن الصفات أوسع من الأسماء، لأن كل اسم متضمن لصفة، وليس كل صفة يشتق منها اسم، فمثلا من صفات الله تبارك وتعالى المكر بمن يستحق المكر، وهل يجوز أن نشتق من هذه الصفة اسم من أسماءه ؟ لا، لا يجوز لأن باب الصفات أوسع طيب. من صفات الله الصنع (( صنع الله الذي أتقن كل شيء )) هل يمكن أن نشتق من ذلك اسما لله هو الصانع ؟ لا، وعلى هذا فقس.
ثم اعلم أن دلالة الصفة على مدلولها تنقسم إلى ثلاثة أقسام: دلالة تضمن ودلالة مطابقة ودلالة التزام، فدلالة الاسم على جميع معناه يسمى دلالة مطابقة، وعلى جزئه دلالة تضمن، وعلى لازمه دلالة التزام، فأنواع الدلالة ثلاثة: مطابقة وتضمن والتزام، فإن دل اللفظ على جميع معناه فهو مطابقة، وعلى جزئه فهو تضمن، وعلى شيء خارج لازم دلالة التزام، ونحن نمثل لكم الآن بالمحسوس والمعقول، إذا قلت هذه دار أو هذا بيت دلالته على جميع ما أدخل السور دلالة مطابقة، يعني يشمل الحجر وهي الغرف الأسفل ويشمل الغرف التي في الدور الثاني والثالث وهلم جرا، نسمي هذه دلالة مطابقة، ودلالة هذا اللفظ على الصالة وعلى المطبخ وعلى المعشى وما أشبه ذلك على واحد منها دلالة تضمن، لأنه يدل على جزء المعنى، ودلالته على بان بناه دلالة التزام، لأنه لا يمكن أن يوجد بيت إلا ببان، هذا مثال في المحسود واضح.
أنا الآن معي هذا القلم دلالته على غطاه وعلى أصله ؟ مطابقة. ودلالته على واحد منها ؟ تضمن ودلالته على أن هناك من صنعه ؟ دلالة التزام. هذه الدلالة نأتي عل أسماء الله عز وجل نقول: من أسماء الله تعالى الخالق البارئ المصور، الخالق دلالته على الذات الإلهية وعلى الصفة التي هي الخلق جميعا دلالة مطابقة، ودلالته على الذات وحدها أو على الخلق وحده دلالة تضمن، ودلالته على العلم والقدرة ـ لأنه ما من خالق إلا وهو عالم وما من خالق إلا وهو قادر ـ هذه دلالة التزام، أما النوعان الأولان دلالة المطابقة والتضمن هذا لا يشكل على أحد، كل طالب علم يمكن أن يعرف، وأما دلالة الالتزام فهي التي تخفى على كثير من الناس، ولذلك يختلف فيها العلماء اختلافا كثيرا.
وهنا نسأل هل دلالة التزام لازمة في كل قول أو فيما قال الله ورسوله ؟ الجواب: الثاني، لأن دلالة الالتزام قد ينكرها من تكلم بالكلام فمثلا نقول: الجهمية يقولون: إن الله في كل مكان من لازم قولهم أن يكون في الحشوش والأماكن القذرة هم لا يلتزمون بهذا، لو التزموا بهذا لكفروا على طول، ولا أحد يشك في كفرهم، لكن لا يلتزمون بهذا، ولذلك عبر العلماء عن هذه المسألة: "هل لازم القول قول أو لا " نقول: أما قول الله ورسوله فلازمهما حق ومن قول الله ورسوله، وأما غيرهما فلا، لأنه يحتمل إذا ألزمناه به ألا يلتزم، ويحتمل إذا ألزمناه به أن يدع قوله لئلا يلزم منه هذا اللازم الباطل، ويحتمل أنه حين تكلم لم يطرأ على باله هذا اللازم، على كل حال بارك الله فيكم نحن نقول: أهم شيء عندي ـ هذا ظهرت مني انسيابا وإلا فيها صعوبة عليكم ـ لكن إني أقول الآن: أسماء الله تعالى تدل على الذات العلية، على ذات الله وعلى الوصف الذي تضمنه هذا الاسم فالعلي يدل على الرب عز وجل وعلى صفة العلو، العظيم كذلك يدل على الرب وعلى صفة العظيمة.