التعليق على تفسير الجلالين : (( ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة )) أي على دين واحد ، وهو الإسلام (( ولكن يدخل من يشاء في رحمته والظالمون )) الكافرون (( ما لهم من ولي ولا نصير )) يدفع عنهم العذاب . حفظ
" (( ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة )) أي على دين واحد هو الإسلام " نعم لو شاء الله أن يجعل الناس أمة واحدة لجعلهم أمة واحدة على الضلال أو على الهدى، يعني لو شاء هذا أو هذا، لأن الأمر كله بيده عز وجل، وقوله: (( لجعلهم أمة واحدة )) يعني فرقة واحدة على دين واحد، وقوله: " وهو الإسلام " قد ينازع فيه لأن الآية مطلقة وليس فيها ما يدل على أنه الإسلام أو غير الإسلام لأن قوله : (( ولكن يدخل من يشاء في رحمته والظالمون ما لهم من ولي ولا نصير )) ذكر الأمرين فنقول : إن الآية تحتمل المعنيين جميعا لو شاء الله لجعلهم أمة واحدة يعني على الإسلام أو على الكفر، ولكنه عز وجل لحكمته جعلهم متفرقين: (( هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن )) قال : (( ولكن يدخل من يشاء في رحمته )) قوله : (( يدخل من يشاء )) من اسم موصول عامة، ولكن يجب أن نعلم أن هذا العموم مقيد بمن علم الله فيه خيرا، فهو الذي يدخله في رحمته، لأن كل فعل أضافه الله إلى مشيئته فلابد أن يكون لحكمة كما قال الله تعالى : (( لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين )) وقال تعالى : (( وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما )) طيب إذا: (( يدخل من يشاء في رحمته )) ممن علم الله فيه خيرا ليكون إدخاله في الرحمة على وفق الحكمة وقوله : (( في رحمته )) المراد هنا بالرحمة التي هي وصفه أو المراد الرحمة التي هي خلقه ؟ الثانية، لأن الرحمة التي هي وصفه لا يدخلها الناس، وإنما يدخلون في الرحمة التي هي خلقه، وهي الجنة، ويدل لهذا قوله تبارك وتعالى في الحديث القدسي للجنة : ( أنت رحمتي أرحم بك من أشاء ) فقال لها : أنت رحمتي،
" (( والظالمون )) الكافرون " الظالمون: مبتدأ وليست معطوفة على من لفساد المعنى واللفظ، والظالمون الكافرون، فسر المؤلف هنا الظالمون بالكافرين، لأن الله تبارك وتعالى وصف الكافرين بالظلم فقال: (( والكافرون هم الظالمون )) وقال الله تبارك وتعالى : (( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم )) فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بالشرك وقال : ( ألم تسمعوا قول الرجل الصالح إن الشرك لظلم عظيم )
(( والظالمون )) الكافرون (( ما لهم من ولي ولا نصير )) ما نافية، ولهم خبر مقدم، وولي مبتدأ مؤخر دخل عليه حرف الجر الزائد للتوكيد " (( ما لهم من ولي ولا نصير )) يدفع عنهم العذاب " أي من ولي يتولاهم ويتحمل عنهم، ولا نصير يدفع عنهم، فليس لهم من يسليهم في حال المصيبة ولا من يدفع عنهم إذا وقعت.