التعليق على تفسير الجلالين : (( أم اتخذوا من دونه )) أي الأصنام (( أولياء )) أم منقطعة بمعنى : بل التي للانتقال ، والهمزة للإنكار أي ليس المتخذون أولياء (( فالله هو الولي )) أي الناصر للمؤمنين والفاء لمجرد العطف (( وهو يحي الموتى وهو على كل شيء قدير )). حفظ
يقول الشارح رحمه الله تعالى: " أي الأصنام " إشارة منه إلى أن المفعول الأول لاتخذوا محذوف، والتقدير أم اتخذوا من دون الأصنام أولياء، لأن اتخذوا تنصب مفعولين كقوله تعالى : (( واتخذ الله إبراهيم خليلا ))، هذه الآية: (( أم اتخذوا من دونه أولياء )) ليس أمام أعينا إلا مفعول واحد: (( أم اتخذوا من دونه أولياء )) نقول : بل المفعول الأول محذوف والتقدير أم اتخذوا الأصنام أولياء (( أولياء )): يعني أنصارا يستغيثون بهم ويستنصرون بهم ويوالونهم ويتقربون إليهم كأنهم رب.
قال المؤلف الشارح: " أم منقطعة بمعنى بل التي للانتقال والهمزة للإنكار أي ليس المتخذين أولياء " يعني هؤلاء اتخذوا أولياء الأصنام، والأصنام بعضها شجر وبعضها حجر وبعضها مخلوقات كونية كالشمس والقمر، وبعضها مخلوقات بشرية كل هذه لا تنفع صاحبها، ولذلك تجد المشركين إذا وقعوا في الضرورة من يدعون ؟ يدعون الله عز وجل إذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين، فهي لا تنفع، وهم أيضا مقرون بهذا يقولون : (( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى )).
" (( فالله هو الولي )) أي الناصر للمؤمنين، والفاء لمجرد العطف " الفاء في قوله : (( فالله )) يعني أنها ليست جوابا لشرط ولكنها لمجرد العطف (( فالله هو الولي )) انتبه في إعراب الجملة هذه، الله: مبتدأ وهو: ضمير فصل والولي: خبر المبتدأ، واعلم أن ضمير الفصل حرف وليس اسما هذه واحدة نعم وله ثلاث فوائد :
الفائدة الأولى: الحصر .
والفائدة الثانية : الفصل بين الخبر والصفة، يعني مثلا إذا قلت: فلان الكريم، فلان مبتدأ والكريم خبر، ويحتمل أن يكون فلان مبتدأ والكريم صفته والخبر محذوف، فلان الكريم حاضر، فإذا قلت : فلان هو الكريم تعين أن تكون الكريم خبرا وليست صفة، ولهذا يسمونه ضمير الفصل لأنه يفصل أن يميز بين الخبر وبين الصفة، ليس له محل من الإعراب، ولهذا نقول : الله: مبتدأ والولي: خبره وهو: ضمير فصل لا محل له من الإعراب، إذا هو يفيد الحصر والتوكيد، والتمييز بين الخبر والصفة، واضح ؟ طيب نزيد ذلك بالمثال: محمد الرسول، يحتمل أن تكون الرسول صفة لمحمد وأن التقدير محمد الرسول صادق طيب إذا أتيت بهو وقلت : محمد هو الرسول، يتعين أن الرسول خبر هذه واحدة، أيضا هو الرسول يفيد الحصر يعني لا غيره، ولا شك أن محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام هو الرسول لهذه الأمة ولا رسول غيره .
الفائدة الثالثة : التوكيد، هو الرسول، هذا فائدة ضمير الفصل، أما إعرابه فليس له محل من الإعراب لأنه حرف.
(( فالله هو الولي )) قوله : (( هو الولي )) يقول المؤلف : " أي الناصر للمؤمنين " وفي هذا نظر لأن المؤلف الآن قصر الولاية على الولاية الخاصة، والصواب أنها عامة هو الولي لكل أحد في الولاية العامة والولاية الخاصة، الولاية العامة لكل أحد فإنه لا يتولى شؤون الخلق إلا الله عز وجل، الولاية الخاصة هي ولاية النصرة والتأييد، وعلى هذا فاقتصار المؤلف رحمه الله على الولاية الخاصة فيه نظر، إذا هو الولي على كل أحد بالولاية العامة والولاية الخاصة، والفرق بين الولاية العامة أن الولاية العامة تشمل كل أحد فكل أحد فالله وليه يتولى أمره حتى الكافرون الله وليهم، الولاية الخاصة تقتضي النصر والتأييد ومنه قوله تعالى : (( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ))[البقرة:257] (( فالله هو الولي )) الجملة هذه فيها حصر أو لا ؟ فيها حصر، ما هو طريقه ؟ ضمير الفصل (( فالله هو الولي وهو يحيي الموتى )) وغيره لا يمكن أن يحيي الموتى، لأن الإحياء هو جعل الشيء حيا بعد أن كان ميتا، وهذا لا يقدر عليه إلا الله، بل إن الله عز وجل إذا أراد أن يميت أحدا لا يمكن لأحد أن يمنع الموت كما قال عز وجل : (( فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها )) يعني هلا ترجعونها (( إن كنتم صادقين )) الجواب يمكن أو لا يمكن ؟ لا يمكن، إذا الله يحيي الموتى ويميت الأحياء عز وجل: (( وهو يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير )) على كل شيء، أي شيء معدوم فالله قادر على إيجاده، أي شيء موجود فالله قادر على إعدامه، كل شيء فالله تعالى قدير عليه، ضد القدرة العجز، ولهذا قال الله عز وجل : (( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا ))[فاطر:44]
قال المؤلف الشارح: " أم منقطعة بمعنى بل التي للانتقال والهمزة للإنكار أي ليس المتخذين أولياء " يعني هؤلاء اتخذوا أولياء الأصنام، والأصنام بعضها شجر وبعضها حجر وبعضها مخلوقات كونية كالشمس والقمر، وبعضها مخلوقات بشرية كل هذه لا تنفع صاحبها، ولذلك تجد المشركين إذا وقعوا في الضرورة من يدعون ؟ يدعون الله عز وجل إذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين، فهي لا تنفع، وهم أيضا مقرون بهذا يقولون : (( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى )).
" (( فالله هو الولي )) أي الناصر للمؤمنين، والفاء لمجرد العطف " الفاء في قوله : (( فالله )) يعني أنها ليست جوابا لشرط ولكنها لمجرد العطف (( فالله هو الولي )) انتبه في إعراب الجملة هذه، الله: مبتدأ وهو: ضمير فصل والولي: خبر المبتدأ، واعلم أن ضمير الفصل حرف وليس اسما هذه واحدة نعم وله ثلاث فوائد :
الفائدة الأولى: الحصر .
والفائدة الثانية : الفصل بين الخبر والصفة، يعني مثلا إذا قلت: فلان الكريم، فلان مبتدأ والكريم خبر، ويحتمل أن يكون فلان مبتدأ والكريم صفته والخبر محذوف، فلان الكريم حاضر، فإذا قلت : فلان هو الكريم تعين أن تكون الكريم خبرا وليست صفة، ولهذا يسمونه ضمير الفصل لأنه يفصل أن يميز بين الخبر وبين الصفة، ليس له محل من الإعراب، ولهذا نقول : الله: مبتدأ والولي: خبره وهو: ضمير فصل لا محل له من الإعراب، إذا هو يفيد الحصر والتوكيد، والتمييز بين الخبر والصفة، واضح ؟ طيب نزيد ذلك بالمثال: محمد الرسول، يحتمل أن تكون الرسول صفة لمحمد وأن التقدير محمد الرسول صادق طيب إذا أتيت بهو وقلت : محمد هو الرسول، يتعين أن الرسول خبر هذه واحدة، أيضا هو الرسول يفيد الحصر يعني لا غيره، ولا شك أن محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام هو الرسول لهذه الأمة ولا رسول غيره .
الفائدة الثالثة : التوكيد، هو الرسول، هذا فائدة ضمير الفصل، أما إعرابه فليس له محل من الإعراب لأنه حرف.
(( فالله هو الولي )) قوله : (( هو الولي )) يقول المؤلف : " أي الناصر للمؤمنين " وفي هذا نظر لأن المؤلف الآن قصر الولاية على الولاية الخاصة، والصواب أنها عامة هو الولي لكل أحد في الولاية العامة والولاية الخاصة، الولاية العامة لكل أحد فإنه لا يتولى شؤون الخلق إلا الله عز وجل، الولاية الخاصة هي ولاية النصرة والتأييد، وعلى هذا فاقتصار المؤلف رحمه الله على الولاية الخاصة فيه نظر، إذا هو الولي على كل أحد بالولاية العامة والولاية الخاصة، والفرق بين الولاية العامة أن الولاية العامة تشمل كل أحد فكل أحد فالله وليه يتولى أمره حتى الكافرون الله وليهم، الولاية الخاصة تقتضي النصر والتأييد ومنه قوله تعالى : (( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ))[البقرة:257] (( فالله هو الولي )) الجملة هذه فيها حصر أو لا ؟ فيها حصر، ما هو طريقه ؟ ضمير الفصل (( فالله هو الولي وهو يحيي الموتى )) وغيره لا يمكن أن يحيي الموتى، لأن الإحياء هو جعل الشيء حيا بعد أن كان ميتا، وهذا لا يقدر عليه إلا الله، بل إن الله عز وجل إذا أراد أن يميت أحدا لا يمكن لأحد أن يمنع الموت كما قال عز وجل : (( فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها )) يعني هلا ترجعونها (( إن كنتم صادقين )) الجواب يمكن أو لا يمكن ؟ لا يمكن، إذا الله يحيي الموتى ويميت الأحياء عز وجل: (( وهو يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير )) على كل شيء، أي شيء معدوم فالله قادر على إيجاده، أي شيء موجود فالله قادر على إعدامه، كل شيء فالله تعالى قدير عليه، ضد القدرة العجز، ولهذا قال الله عز وجل : (( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا ))[فاطر:44]