التعليق على تفسير الجلالين : (( فاطر السموات والأرض )) مبدعهما (( جعل لكم من أنفسكم أزواجا )) حيث خلق حواء من ضلع آدم (( ومن الأنعام أزواجا )) ذكورا وإناثا (( يذرؤكم )) بالمعجمة يخلقكم (( فيه )) في الجعل المذكور ، أي يكثركم بسببه بالتوالد والضمير للأناسي والأنعام بالتغليب . حفظ
يقول المفسر: " (( فاطر السماوات والأرض )) مبدعهما " يريد أن يفسر فاطر بمعنى مبدع، ولكنا فسرناها بمعنى بديع، وتفسيرنا لا ينافي تفسيره المعنى واحد، لكن مطابقة اللفظ لما جاء به القرآن أولى، والذي جاء في القرآن بديع أو مبدع ؟ بديع طيب.
(( جعل لكم من أنفسكم أزواجا )) أي صير لكم من أنفسكم أزواجا قال الشارح : " حيث خلق حواء من ضلع آدم " كأنه يميل رحمه الله إلى أن المراد بالأزواج هنا حواء، ولكن هذا غير صحيح، بل جعل من أنفسنا أزواجا يعني نساء مشاكلات لنا، لم تكن الأنثى بعيدة عن شكل الرجل، لأنها لو كانت بعيدة عن شكل الرجل ما ألفها ولا جعل الله بينهم مودة ورحمة، وقوله إذا : (( من أنفسكم )) أي من جنسكم، وليس المراد من نفس الإنسان جعل له زوجة لا، لو كانت من نفسه لم تكن زوجة لأنه تكون بنته، لأنها تكون بنته، لكن المراد من أنفسكم أي من جنسكم، كما قال الله تعالى (( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها )).
(( و )) جعل لكم أيضا (( من الأنعام أزواجا )) الأنعام جمع نعم كبهيمة الأنعام، أزواجا أي ذكورا وإناثا من أجل الإنتاج والتنمية وغير ذلك من المصالح، قال : " (( يذرؤكم فيه )) بالمعجمة يخلقكم " ما معنى المعجمة ؟ هل في القرآن شيء عجمي ؟ لا، لكن يعبرون عن المنقوط بأنه معجم من باب تسمية الشيء بضده، وإلا فهو معرب في الواقع، لأنه لولا هذه النقط مثلا لأشكل ولم يفهم المعنى، إذا المعجم المنقط، وسمي بذلك من باب تسمية الشيء بضده، كما يسمون التعبد بالتحنث كما في حديث بدء الوحي: يتحنث فيه أي يتعبد، طيب المعجمة ضدها المهملة، الشين ضد السين، الذال معجمة ضد الدال، أما الحركات فيسمونها مثلثة أو بالوجهين أو ما أشبه ذلك، وأحيانا يقولون : إذا كانت الكلمتان المشتبهتان كلتاهما معجمة قالوا : بالمثلثة مثل التاء والثاء لو قالوا : معجمة ما زال الإشكال ولكن يقولون : بالمثلثة، الطاء والظاء يقولون بالظاء المشالة التي فيها ألف احترازا من الضاد لأنها غير مشالة، المهم اصطلاحات معروفة عند العلماء وقوله : " يخلقكم " فسر يذرأ بيخلق وهو تفسير ناقص، لأن يذرأ لها معنى زائد على الخلق وهو البث والانتشار، كما قال تعالى في آية أخرى : (( وبث فيها من كل دابة )) فالذرء أخص من الخلق، فمعنى يذرؤكم إذا: يبثكم وينشركم، ثم قال: " (( فيه )) أي الجعل المذكور أي يكثركم بسببه " فسر أولا يذرؤكم بيخلقكم ثم قال : أي يكثركم، والتفسير الثاني هو الأصح، التكثير والبث والنشر بالتوالد قال : " والضمير للأناسي والأنعام بالتغليب " يذرؤكم يقول : إن الضمير وهو الكاف والميم للأناسي والأنعام، الأناسي البشر والأنعام البهائم، للتغليب، كيف للتغليب ؟ لأن الضمير هنا جاء ضمير العاقل، والأنعام لا يأتي لها ضمير العاقل لأنها غير عاقلة، لكن جاء ذلك للتغليب لما كان الذرء للإنسان والبهائم قال : (( يذرؤكم فيه )) ولم يقل : يذرؤكن يذرؤكم فيه، انتبهوا أن التغليب قد يكون بتغيير الاسم قد يكون بالضمير وما أشبه ذلك، القمران للشمس والقمر تغليب بتغيير الاسم لأنه القمران لو فكيته على التثنية لكان قمر وقمر وليس كذلك، المراد قمر وشمس فهنا بتغيير الاسم، الضمير في قوله : (( يذرؤكم )) يعود على ما سبق ذكره من بهائم وأناسي على سبيل التغليب، لولا التغليب لوجب أن يكون الضمير ضمير المؤنث للبهائم وضمير مذكر للأناسي.
(( جعل لكم من أنفسكم أزواجا )) أي صير لكم من أنفسكم أزواجا قال الشارح : " حيث خلق حواء من ضلع آدم " كأنه يميل رحمه الله إلى أن المراد بالأزواج هنا حواء، ولكن هذا غير صحيح، بل جعل من أنفسنا أزواجا يعني نساء مشاكلات لنا، لم تكن الأنثى بعيدة عن شكل الرجل، لأنها لو كانت بعيدة عن شكل الرجل ما ألفها ولا جعل الله بينهم مودة ورحمة، وقوله إذا : (( من أنفسكم )) أي من جنسكم، وليس المراد من نفس الإنسان جعل له زوجة لا، لو كانت من نفسه لم تكن زوجة لأنه تكون بنته، لأنها تكون بنته، لكن المراد من أنفسكم أي من جنسكم، كما قال الله تعالى (( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها )).
(( و )) جعل لكم أيضا (( من الأنعام أزواجا )) الأنعام جمع نعم كبهيمة الأنعام، أزواجا أي ذكورا وإناثا من أجل الإنتاج والتنمية وغير ذلك من المصالح، قال : " (( يذرؤكم فيه )) بالمعجمة يخلقكم " ما معنى المعجمة ؟ هل في القرآن شيء عجمي ؟ لا، لكن يعبرون عن المنقوط بأنه معجم من باب تسمية الشيء بضده، وإلا فهو معرب في الواقع، لأنه لولا هذه النقط مثلا لأشكل ولم يفهم المعنى، إذا المعجم المنقط، وسمي بذلك من باب تسمية الشيء بضده، كما يسمون التعبد بالتحنث كما في حديث بدء الوحي: يتحنث فيه أي يتعبد، طيب المعجمة ضدها المهملة، الشين ضد السين، الذال معجمة ضد الدال، أما الحركات فيسمونها مثلثة أو بالوجهين أو ما أشبه ذلك، وأحيانا يقولون : إذا كانت الكلمتان المشتبهتان كلتاهما معجمة قالوا : بالمثلثة مثل التاء والثاء لو قالوا : معجمة ما زال الإشكال ولكن يقولون : بالمثلثة، الطاء والظاء يقولون بالظاء المشالة التي فيها ألف احترازا من الضاد لأنها غير مشالة، المهم اصطلاحات معروفة عند العلماء وقوله : " يخلقكم " فسر يذرأ بيخلق وهو تفسير ناقص، لأن يذرأ لها معنى زائد على الخلق وهو البث والانتشار، كما قال تعالى في آية أخرى : (( وبث فيها من كل دابة )) فالذرء أخص من الخلق، فمعنى يذرؤكم إذا: يبثكم وينشركم، ثم قال: " (( فيه )) أي الجعل المذكور أي يكثركم بسببه " فسر أولا يذرؤكم بيخلقكم ثم قال : أي يكثركم، والتفسير الثاني هو الأصح، التكثير والبث والنشر بالتوالد قال : " والضمير للأناسي والأنعام بالتغليب " يذرؤكم يقول : إن الضمير وهو الكاف والميم للأناسي والأنعام، الأناسي البشر والأنعام البهائم، للتغليب، كيف للتغليب ؟ لأن الضمير هنا جاء ضمير العاقل، والأنعام لا يأتي لها ضمير العاقل لأنها غير عاقلة، لكن جاء ذلك للتغليب لما كان الذرء للإنسان والبهائم قال : (( يذرؤكم فيه )) ولم يقل : يذرؤكن يذرؤكم فيه، انتبهوا أن التغليب قد يكون بتغيير الاسم قد يكون بالضمير وما أشبه ذلك، القمران للشمس والقمر تغليب بتغيير الاسم لأنه القمران لو فكيته على التثنية لكان قمر وقمر وليس كذلك، المراد قمر وشمس فهنا بتغيير الاسم، الضمير في قوله : (( يذرؤكم )) يعود على ما سبق ذكره من بهائم وأناسي على سبيل التغليب، لولا التغليب لوجب أن يكون الضمير ضمير المؤنث للبهائم وضمير مذكر للأناسي.