التعليق على تفسير الجلالين : (( ليس كمثله شيء )) الكاف زائدة لأنه تعالى لا مثل له (( وهو السميع )) لما يقال (( البصير )) لما يفعل . حفظ
قال : (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) السميع لما يقال، البصير لما يفعل جل وعلا، قال: " (( ليس كمثله )) الكاف زائدة لأنه تعالى لا مثل له " الكاف زائدة وزيادة الكاف ليس غريبا، تأتي دائما زائدة، ولهذا قال ابن مالك رحمه الله في الألفية التي ينبغي لطالب النحو ألا يترك حفظها يقول : " شبه بكاف " هذا تشبيه " وبها التعليل قد يعنى " أي قد يراد بها التعليل " وزائدا لتوكيد ورد " يعني وقد تأتي زائدة، في هذه الآية الكاف زائدة بمعنى أنها لو حذفت لاستقام الكلام، لو قيل ليس مثله شيء يستقيم الكلام أو لا ؟ يستقيم الكلام لا شك، لكن لماذا جاءت الكاف ؟ جاءت الكاف للتوكيد، كأنه نفى المثل مرتين: ليس كهو ليس مثله، فالزيادة هنا فيها زيادة معنى، وهو كأنه نفى المثلية مرتين، مرة عن طريق الكاف ومرة عن طريق مثل، وبعضهم يقول: إن الزائد مثل وإن التقدير: ليس كهو شيء، لكن هذا قول ضعيف، لأنه إذا دار الأمر بين أن تكون الزيادة حرفا أو اسما فالواجب أن تكون الزيادة حرفا، لأنه لم يأت في اللغة العربية زيادة الأسماء، ولأن الحرف معناه في غيره فمجيئه زائدا ليس بغريب، والاسم يدل على معنى في نفسه، فإتيانه زائدا بعيد، إذا عندنا قولان:
الأول أن الكاف زائدة وهذا سهل وجرى في اللغة العربية مثله، وتكون الزيادة هنا للتوكيد، وبعضهم قال: الزاد مثل وهو قول ضعيف، بعضهم يقول : إن المثل هنا بمعنى الصفة، يعني: ليس كصفته شيء، والمثل تأتي بمعنى الصفة مثل قوله تعالى : (( مثل الجنة التي وعد المتقون )) أي صفتها وهذا أيضا ضعيف، لأننا نقول : إن الله ليس مثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته، بعضهم يقول : إن هذا على سبيل المبالغة، يعني إذا لم يكن لمثله مثل لو فرض أن له مثلا فمن باب أولى ألا يكون له هو مثل، وأن هذا مما جرى على لسان العرب للمبالغة في المبالغة في الوصف، وأنشدوا على ذلك: " ليس كمثل الفتى زهير " من المبالغة، يعني هذا لا نظير له إطلاقا، وهذا الأخير والأول هما أقرب الأقوال في إعراب هذه الجملة، لكن من حيث المعنى والاعتقاد نؤمن بأن الله تعالى ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، ليس كمثله شيء في كل شيء، يجب علينا أن نؤمن بهذا، فذاته مخالفة لجميع الذوات، نحن نرى الذوات مختلفة، الإنسان مركب من عظم ولحم وعصب ودم هناك أشياء مركبة من جواهر أخرى، الرب عز وجل مباين لكل شيء موجود في الكون في ذاته لا تقل مثلا : إنه مثل الذهب مثل الفضة وما أشبه ذلك لا، ولهذا لما قال المشركون للرسول: يا محمد هل ربك من ذهب أو من فضة أو من كذا أو من كذا أنزل الله تعالى قوله تعالى : (( قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد )) فلا تتصور ذات الرب عز وجل أبدا، لأنك مهما تصورت على أي شيء تتصورها ؟ لا مثيل له ولا نظير له، كذلك في صفاته ليس له مثيل ليس له نظير في أي صفة من صفاته.
ولنأخذ العلم، العلم من صفات الله عز وجل، هل له نظير في هذه الصفة ؟ لا نظير له في هذه الصفة أبدا، علم كل ذي علم محدود، أعلم الناس علمه محدود، أليس كذلك ؟ قال الله عز وجل : (( إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا )) أنت بنفسك لا تدري ما تكسب غدا، قد تقدر أنك ستعمل كذا وكذا ولكن لا تعمل، إما لصرف الهمة أو لمانع خارجي، كلنا نقدر أن غدا سنفعل كذا وكذا لكن ما نفعله، ولا ندري ما يكون، قد يصرف الله همتنا عن هذا الفعل أو توجد موانع خارجية من مرض أو سفر أو حيلولة بيننا وبين مرادنا ما ندري عنه، أيضا علمك محدود بالمشاهدة، الغائب لا تفكر أن عندك علما منه حتى في المشاهد علمك ناقص، الإنسان لا يعلم ماذا يفعل ولده في بيته ولا أهله في بيته، بل أشد من هذا وأضعف في العلم أنك لا تعلم عن نفسك ـ سبحان الله ـ روحك التي بها حياتك وهي في جسمك لا تدري عنها، لما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح أنزل الله تعالى: (( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي )) ثم وبخهم على هذا السؤال فقال : (( وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ))[الإسراء:85] كأنه يقول سبحانه وتعالى : تسألون عن الروح وأنتم ما أحطتم بالأشياء، ما علمتم عن الأشياء إلا قليلا، ما بقي عليكم إلا علم الروح حتى تسألوا عنها ، فإذا كان الإنسان لا يعلم روحه التي بين جنبيه وبها حياته فهو دليل على نقصان العلم، علم الله عز وجل اسمع ماذا يقول : (( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه )) كل إنسان كل حيوان فالله عز وجل يعلم ما في نفسه، واضح هل علم المخلوق مثل هذا ؟.
في القدرة، القدرة ليس أحد، بل لو اجتمع الخلق كلهم بقدرهم ما ساووا شيئا من قدرة الله، فإن الله عز وجل على كل شيء قدير، اسمع قال الله عز وجل : (( إن كانت إلا صيحة واحدة )) يعني البعث صيحة واحدة يصيح الله بهم: (( فإذا هم جميعا لدينا محضرون )) كلهم في أقطار الدنيا ولو في الغابات والكهوف وأعماق البحار كلهم يأتون في آن واحد (( فإذا هم جميعا لدينا محضرون )) هذه القدرة هل يمكن أن يشابهها أو يماثلها قدرة ؟ لا يمكن أبدا، لذلك نقول : إن الله ليس كمثله شيء.
الأول أن الكاف زائدة وهذا سهل وجرى في اللغة العربية مثله، وتكون الزيادة هنا للتوكيد، وبعضهم قال: الزاد مثل وهو قول ضعيف، بعضهم يقول : إن المثل هنا بمعنى الصفة، يعني: ليس كصفته شيء، والمثل تأتي بمعنى الصفة مثل قوله تعالى : (( مثل الجنة التي وعد المتقون )) أي صفتها وهذا أيضا ضعيف، لأننا نقول : إن الله ليس مثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته، بعضهم يقول : إن هذا على سبيل المبالغة، يعني إذا لم يكن لمثله مثل لو فرض أن له مثلا فمن باب أولى ألا يكون له هو مثل، وأن هذا مما جرى على لسان العرب للمبالغة في المبالغة في الوصف، وأنشدوا على ذلك: " ليس كمثل الفتى زهير " من المبالغة، يعني هذا لا نظير له إطلاقا، وهذا الأخير والأول هما أقرب الأقوال في إعراب هذه الجملة، لكن من حيث المعنى والاعتقاد نؤمن بأن الله تعالى ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، ليس كمثله شيء في كل شيء، يجب علينا أن نؤمن بهذا، فذاته مخالفة لجميع الذوات، نحن نرى الذوات مختلفة، الإنسان مركب من عظم ولحم وعصب ودم هناك أشياء مركبة من جواهر أخرى، الرب عز وجل مباين لكل شيء موجود في الكون في ذاته لا تقل مثلا : إنه مثل الذهب مثل الفضة وما أشبه ذلك لا، ولهذا لما قال المشركون للرسول: يا محمد هل ربك من ذهب أو من فضة أو من كذا أو من كذا أنزل الله تعالى قوله تعالى : (( قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد )) فلا تتصور ذات الرب عز وجل أبدا، لأنك مهما تصورت على أي شيء تتصورها ؟ لا مثيل له ولا نظير له، كذلك في صفاته ليس له مثيل ليس له نظير في أي صفة من صفاته.
ولنأخذ العلم، العلم من صفات الله عز وجل، هل له نظير في هذه الصفة ؟ لا نظير له في هذه الصفة أبدا، علم كل ذي علم محدود، أعلم الناس علمه محدود، أليس كذلك ؟ قال الله عز وجل : (( إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا )) أنت بنفسك لا تدري ما تكسب غدا، قد تقدر أنك ستعمل كذا وكذا ولكن لا تعمل، إما لصرف الهمة أو لمانع خارجي، كلنا نقدر أن غدا سنفعل كذا وكذا لكن ما نفعله، ولا ندري ما يكون، قد يصرف الله همتنا عن هذا الفعل أو توجد موانع خارجية من مرض أو سفر أو حيلولة بيننا وبين مرادنا ما ندري عنه، أيضا علمك محدود بالمشاهدة، الغائب لا تفكر أن عندك علما منه حتى في المشاهد علمك ناقص، الإنسان لا يعلم ماذا يفعل ولده في بيته ولا أهله في بيته، بل أشد من هذا وأضعف في العلم أنك لا تعلم عن نفسك ـ سبحان الله ـ روحك التي بها حياتك وهي في جسمك لا تدري عنها، لما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح أنزل الله تعالى: (( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي )) ثم وبخهم على هذا السؤال فقال : (( وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ))[الإسراء:85] كأنه يقول سبحانه وتعالى : تسألون عن الروح وأنتم ما أحطتم بالأشياء، ما علمتم عن الأشياء إلا قليلا، ما بقي عليكم إلا علم الروح حتى تسألوا عنها ، فإذا كان الإنسان لا يعلم روحه التي بين جنبيه وبها حياته فهو دليل على نقصان العلم، علم الله عز وجل اسمع ماذا يقول : (( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه )) كل إنسان كل حيوان فالله عز وجل يعلم ما في نفسه، واضح هل علم المخلوق مثل هذا ؟.
في القدرة، القدرة ليس أحد، بل لو اجتمع الخلق كلهم بقدرهم ما ساووا شيئا من قدرة الله، فإن الله عز وجل على كل شيء قدير، اسمع قال الله عز وجل : (( إن كانت إلا صيحة واحدة )) يعني البعث صيحة واحدة يصيح الله بهم: (( فإذا هم جميعا لدينا محضرون )) كلهم في أقطار الدنيا ولو في الغابات والكهوف وأعماق البحار كلهم يأتون في آن واحد (( فإذا هم جميعا لدينا محضرون )) هذه القدرة هل يمكن أن يشابهها أو يماثلها قدرة ؟ لا يمكن أبدا، لذلك نقول : إن الله ليس كمثله شيء.