بيان اختلاف الفرق الإسلامية في فهم هذه الآية : (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) . حفظ
واعلم أن هذه الآية استدل بها المعطلة والممثلة وأهل السنة، كل الثلاثة: الممثلة والمعطلة وأهل السنة، الممثلة قالوا : (( وهو السميع البصير )) إثبات يدل على المماثلة لأن الله سبحانه وتعالى ـ هذه شبهتهم ـ خاطبنا بالقرآن، والقرآن جعله الله بلسان عربي من أجل أن نعقل ونفهم قال الله تعالى : (( إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون )) قالوا : فإذا خاطبنا الله بشيء مما وصف به نفسه وجب أن نحمله على ما نفهم، ونحن لا نفهم إلا ما نحس به فيجب أن تحمل كل صفة لله على ما كان معلوما، ولذلك قالوا : إن الله تعالى مثل خلقه، نسأل الله العافية، والله لو كان مثلنا ما عبدناه، ولا يمكن أن يعبد الإنسان مثله، لكن هم بعقولهم الضالة قالوا: يلزم مما أخبر الله به عن نفسه من الصفات أن تكون مثل صفاتنا، والشبهة ؟ أن الله خاطبنا بما نفهم ونعقل ونحن لا نفهم إلا ما نشاهد، فإذا خاطبنا عن شيء غائب وجب أن نحمله على المعلوم عندنا.
المعطلة استدلوا بقوله : (( ليس كمثله شيء )) وقالوا : كل صفة أثبتها الله لنفسه فإنها تدل على التمثيل فيجب أن تكون منفية، والذي فتح لهم الباب هم الممثلة يقولون : كل صفة أثبتها الله لنفسه فإنها تستلزم التمثل، والتمثيل ممتنع، إذا يجب أن تمتنع كل صفة، مثال ذلك يقولون : إن الله عز وجل لم يستوي على العرش الاستواء الحقيقي، لأنه لو استوى على العرش لكان جسما فيكون مماثلا للمخلوق، فتصوروا الآن هم تصوروا أن استواء الله على عرشه كاستواء الإنسان على الأنعام، فلما فهموا هذا الفهم أنكروا الاستواء، الإنسان يستوي على البعير كما قال تعالى : (( وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون لتستووا على ظهوره )) هم فهموا أن استواء الله على العرش كاستواء الإنسان على البعير على الأنعام، وقالوا : هذا تمثيل والتمثيل مستحيل على الله فيجب إنكاره.
وهذا قول المعتزلة والجهمية ومن ضاهاهم، نفوا كل صفة لله، وقالوا : لا يمكن أن نصف الله بشيء، الحجة ؟ أن الإثبات يستلزم التمثيل والله عز وجل قد نفى أن يكون له مثل، وأيضا المماثلة مستحيلة عقلا فيكون دل العقل ـ على زعمهم ـ دل العقل والشرع على أن الله ليس له مثيل، فيجب أن ننفي جميع الصفات، فهؤلاء حقيقة أمرهم أنهم مثلوا أولا ثم عطلوا ثانيا، مثلوا أولا حيث اعتقدوا أن الأدلة تدل على التمثيل وهذا اعتقاد فاسد، ثم بعد ذلك عطلوا وأنكروا، ولكن هذه الشبهة دفعها يسير، نقول لهم: هل تثبتون لله وجودا ؟ إما أن يقولوا : لا وإما أن يقولوا: نعم، أليس كذلك ؟ ما يمكن يحيصون، إما أن يقولوا : نعم أو يقولوا : لا، فإذا أثبتوا لله وجودا، نقول: هل هو وجود حقيقي أو وهمي ؟ إن قالوا : وهمي كفروا ما فيه إشكال، وإن قالوا : حقيقي قلنا : طيب هل تثبتون لأنفسكم وجودا ؟ إما أن يقولوا : نعم أو يقولوا : لا، إن قالوا : لا، قلنا : لا نخاطب أشباحا بلا شيء، لكن لن يقولون : لا، يقولون :نعم نثبت لأنفسنا وجودا، نقول : إذا يلزمكم التمثيل لأنكم أثبتم لله تعالى صفة هي ثابتة للمخلوق فيلزمكم التمثيل، شف الباطل لابد أن يندحر، لكن انفك قوم عن هذا الإلزام من الغلاة قالوا : لا نقول : إن الله موجود، أعوذ بالله تعبدون من ؟ قالوا : لا نقول: إن الله موجود، قلنا: معدوم، إذا قلتم : غير موجود لزم أن تقولوا: إنه معدوم، إن قلتم: إنه معدوم مثلتم، لأن الموجود من الخلق يكون معدوما قبل وجوده وبعد وجوده، قال الله تعالى : (( هل أتى على الإنسان حينا من الدهر لم يكن شيئا مذكورا )) وهذا حقيقية، الواحد منا قبل ولادته بسنتين ليس بشيء معدوم، فإن قلتم أن الله معدوم شبهتم ومثلتم على قاعدتكم، قالوا : إذا نقول : لا موجود ولا معدوم، أعوذ بالله : لا موجود ولا معدوم، نقول : الله أكبر هل يمكن أن يكون الشيء لا موجودا ولا معدوما ؟ كل شيء فهو إما موجود وإما معدوم، لأن تقابل الوجود والعدم تقابل تناقض، والمتناقضان لابد من وجود أحدهما، لا يمكن أن يجتمعا ولا أن يمتنعا، فإذا قالوا: لا موجود ولا معدوم نقول: شبهتموه الآن بالمستحيلات والممتنعات، فأهل الباطل لا مفر لهم من لوازمه الباطلة.
تكايس قوم وقالوا: نحن لا نقول أنه لا يتصف بصفة لكننا نصفه بما نحكم به عليه ولا يحكم به على نفسه، انتبه قالوا: لا ننكر الصفات، لكن نصفه بما نحكم به عليه لا بما يحكم به على نفسه، وهؤلاء المتكايسون هم الأشعرية أثبتوا بعض الصفات وأنكروا أكثر الصفات، أثبتوا من الصفات سبعا وأنكروا الباقي، فأثبتوا الحياة، والعلم، والقدرة، والسمع، والبصر، والإرادة، والكلام، وأنكروا الباقي قالوا : لا نثبت من الصفات على وجه الحقيقة إلا هذه الصفات السبع، فهذه ثابتة حقيقة على اختلاف بينهم وبين أهل السنة في بعضها، الكلام عندهم غير الكلام عند أهل السنة، والباقي لا نثبته، ايش تعملون به ؟ قالوا لنا : فيه طريقان : إما التفويض بأن نقول : لا ندري ما معناه، وإما التأويل الذي يسمونه تأويلا وهو في الحقيقة تحريفا، والأشاعرة هم أكثر الناس انتشارا في البلاد الإسلامية، ولهذا يجب أن نعرف مذهبهم تماما، ونعرف الرد عليهم حتى يتقلص هذا المذهب أو يزول بالكلية، ونسأل الله تعالى أن يزيله إلى الحق، نسأل الله تعالى أن يشملنا وإياكم برحمته، وأن يوفقنا وإياكم إلى ما يحب ويرضى.
المعطلة استدلوا بقوله : (( ليس كمثله شيء )) وقالوا : كل صفة أثبتها الله لنفسه فإنها تدل على التمثيل فيجب أن تكون منفية، والذي فتح لهم الباب هم الممثلة يقولون : كل صفة أثبتها الله لنفسه فإنها تستلزم التمثل، والتمثيل ممتنع، إذا يجب أن تمتنع كل صفة، مثال ذلك يقولون : إن الله عز وجل لم يستوي على العرش الاستواء الحقيقي، لأنه لو استوى على العرش لكان جسما فيكون مماثلا للمخلوق، فتصوروا الآن هم تصوروا أن استواء الله على عرشه كاستواء الإنسان على الأنعام، فلما فهموا هذا الفهم أنكروا الاستواء، الإنسان يستوي على البعير كما قال تعالى : (( وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون لتستووا على ظهوره )) هم فهموا أن استواء الله على العرش كاستواء الإنسان على البعير على الأنعام، وقالوا : هذا تمثيل والتمثيل مستحيل على الله فيجب إنكاره.
وهذا قول المعتزلة والجهمية ومن ضاهاهم، نفوا كل صفة لله، وقالوا : لا يمكن أن نصف الله بشيء، الحجة ؟ أن الإثبات يستلزم التمثيل والله عز وجل قد نفى أن يكون له مثل، وأيضا المماثلة مستحيلة عقلا فيكون دل العقل ـ على زعمهم ـ دل العقل والشرع على أن الله ليس له مثيل، فيجب أن ننفي جميع الصفات، فهؤلاء حقيقة أمرهم أنهم مثلوا أولا ثم عطلوا ثانيا، مثلوا أولا حيث اعتقدوا أن الأدلة تدل على التمثيل وهذا اعتقاد فاسد، ثم بعد ذلك عطلوا وأنكروا، ولكن هذه الشبهة دفعها يسير، نقول لهم: هل تثبتون لله وجودا ؟ إما أن يقولوا : لا وإما أن يقولوا: نعم، أليس كذلك ؟ ما يمكن يحيصون، إما أن يقولوا : نعم أو يقولوا : لا، فإذا أثبتوا لله وجودا، نقول: هل هو وجود حقيقي أو وهمي ؟ إن قالوا : وهمي كفروا ما فيه إشكال، وإن قالوا : حقيقي قلنا : طيب هل تثبتون لأنفسكم وجودا ؟ إما أن يقولوا : نعم أو يقولوا : لا، إن قالوا : لا، قلنا : لا نخاطب أشباحا بلا شيء، لكن لن يقولون : لا، يقولون :نعم نثبت لأنفسنا وجودا، نقول : إذا يلزمكم التمثيل لأنكم أثبتم لله تعالى صفة هي ثابتة للمخلوق فيلزمكم التمثيل، شف الباطل لابد أن يندحر، لكن انفك قوم عن هذا الإلزام من الغلاة قالوا : لا نقول : إن الله موجود، أعوذ بالله تعبدون من ؟ قالوا : لا نقول: إن الله موجود، قلنا: معدوم، إذا قلتم : غير موجود لزم أن تقولوا: إنه معدوم، إن قلتم: إنه معدوم مثلتم، لأن الموجود من الخلق يكون معدوما قبل وجوده وبعد وجوده، قال الله تعالى : (( هل أتى على الإنسان حينا من الدهر لم يكن شيئا مذكورا )) وهذا حقيقية، الواحد منا قبل ولادته بسنتين ليس بشيء معدوم، فإن قلتم أن الله معدوم شبهتم ومثلتم على قاعدتكم، قالوا : إذا نقول : لا موجود ولا معدوم، أعوذ بالله : لا موجود ولا معدوم، نقول : الله أكبر هل يمكن أن يكون الشيء لا موجودا ولا معدوما ؟ كل شيء فهو إما موجود وإما معدوم، لأن تقابل الوجود والعدم تقابل تناقض، والمتناقضان لابد من وجود أحدهما، لا يمكن أن يجتمعا ولا أن يمتنعا، فإذا قالوا: لا موجود ولا معدوم نقول: شبهتموه الآن بالمستحيلات والممتنعات، فأهل الباطل لا مفر لهم من لوازمه الباطلة.
تكايس قوم وقالوا: نحن لا نقول أنه لا يتصف بصفة لكننا نصفه بما نحكم به عليه ولا يحكم به على نفسه، انتبه قالوا: لا ننكر الصفات، لكن نصفه بما نحكم به عليه لا بما يحكم به على نفسه، وهؤلاء المتكايسون هم الأشعرية أثبتوا بعض الصفات وأنكروا أكثر الصفات، أثبتوا من الصفات سبعا وأنكروا الباقي، فأثبتوا الحياة، والعلم، والقدرة، والسمع، والبصر، والإرادة، والكلام، وأنكروا الباقي قالوا : لا نثبت من الصفات على وجه الحقيقة إلا هذه الصفات السبع، فهذه ثابتة حقيقة على اختلاف بينهم وبين أهل السنة في بعضها، الكلام عندهم غير الكلام عند أهل السنة، والباقي لا نثبته، ايش تعملون به ؟ قالوا لنا : فيه طريقان : إما التفويض بأن نقول : لا ندري ما معناه، وإما التأويل الذي يسمونه تأويلا وهو في الحقيقة تحريفا، والأشاعرة هم أكثر الناس انتشارا في البلاد الإسلامية، ولهذا يجب أن نعرف مذهبهم تماما، ونعرف الرد عليهم حتى يتقلص هذا المذهب أو يزول بالكلية، ونسأل الله تعالى أن يزيله إلى الحق، نسأل الله تعالى أن يشملنا وإياكم برحمته، وأن يوفقنا وإياكم إلى ما يحب ويرضى.