فوائد قوله تعالى : (( فاطر السماوات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجا ومن الأنعام أزواجا يذرؤكم فيه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) . حفظ
قال الله تبارك وتعالى: (( فاطر السماوات والأرض ... )) إلى آخره من فوائد الآية:
أن الله تعالى هو الذي خلق السماوات والأرض ابتداء على غير مثال سبق.
ومن فوائدها: تمام قدرة الله تبارك وتعالى لأن هذه السماوات العظيمة لا يقدر عليها أحد إلا الله، ثم إنه خلقها في ستة أيام، جاءت مفصلة في سورة فصلت .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : أن السماوات جمع، كم هي ؟ سبع، والأرض ؟ سبع، لكن من غير هذه الآية .
ومن فوائدها : حكمة الله عز وجل ورحمته حيث جعل لنا من أنفسنا أزواجا، فإن هذا حكمة حيث كانت من أنفسنا، ورحمة حيث جعل لنا أزواجا نتمتع بهن من جهة، وننمو ونزداد من جهة أخرى.
ومن فوائد الآية الكريمة أيضا: رحمة الله تعالى بنا حيث جعل لنا من الأنعام أزواجا، لأن هذا لا شك من مصلحتنا .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : أن الله سبحانه وتعالى ينشر ويبث ويكثر بني آدم وما خلق لهم من أنعام بسبب التزاوج لقوله : (( يذرؤكم فيه )) .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : الرد على المشركين الذين جعلوا مع الله إلها آخر حيث قال: (( ليس كمثله شيء )) فهو سبحانه وتعالى لا مثل له، لا في الخلق ولا في الصفات ولا غيرها .
ومن فوائد الآية الكريمة : الرد على أهل التمثيل في قوله : (( ليس كمثله شيء )) .
ومن فوائدها : إثبات اسمين من أسماء الله هما السميع والبصير .
ومن فوائد الآية : إثبات السمع والبصر وصفا لله عز وجل، لأن السميع من السمع، والبصير من البصر.
وهنا قاعدة نشير إليها: كل اسم من أسماء الله فإنه متضمن لشيئين:
الأول: إثبات كونه اسما من أسماء الله، والثاني: إثبات الصفة التي دل عليها، فمن قال: إن الله سميع ولكن بلا سمع، فإنه لم يؤمن بالاسم، لأنه لابد أن تؤمن بما دل عليه من صفة وإلا لم تؤمن به، أيضا إثبات أن هذه الصفة متعدية للغير إذا كانت متعدية.
فمثلا السميع نؤمن بأن الله من أسمائه السميع ومن صفاته السمع، ونؤمن بأمر زائد وهو أنه يسمع كل شيء، ولهذا قال أهل العلم: الاسم إذا كان لازما لم يتم الإيمان به إلا بشيئين:
الأول: إثبات كونه اسما من أسماء الله، والثاني: إثبات الصفة التي دل عليها، وإذا كان متعديا فلابد في الإيمان به من أمور ثلاثة:
الأول: إثبات كونه اسما لله، والثاني: إثبات الصفة التي دل عليها، والثالث: إثبات تعدي هذه الصفة إلى ما تتعلق به، بمعنى أن السمع يتعلق بكل مسموع، والبصر بكل مبصر، فإثبات السمع لا بد أن نثبت أنه يسمع.
طيب فيه أيضا، يقولون: الأسماء تتضمن الدلالات الثلاث دلالة المطابقة ودلالة التضمن ودلالة الالتزام، وإن شئت فقل: دلالة اللزوم، الدلالات ثلاث مطابقة وتضمن ولزوم، فدلالة الاسم على الذات وحدها دلالة تضمن، وعلى الصفة وحدها دلالة تضمن، وعليهما جميعا دلالة مطابقة، ودلالة ذلك الاسم على معنى لازم له دلالة التزام، هذه من القواعد المهمة. الدلالات كم ؟
الطالب: ثلاثة: مطابقة وتضمن والتزام.
الشيخ : فدلالة الاسم على الذات وحدها ؟
الطالب: تضمن.
الشيخ : وعلى الصفة وحدها ؟
الطالب: تضمن.
الشيخ : وعليهما ؟
الطالب: مطابقة.
الشيخ : وعلى أمر لازم ؟ التزام.
نضرب لهذا مثلا الخالق، من أسماء الله تعالى الخالق، فدلالته على الذات وحدها تضمن، وعلى صفة الخلق وحدها تضمن أيضا، وعليهما جميعا مطابقة، إذن فهمنا أن دلالة اللفظ على جميع معناه دلالة مطابقة، وعلى بعضه تضمن، على اللازم الخارج الذي يلزم منه دلالة التزام، المثال الذي معنا الآن لا يزال باقيا، الخالق يدل على صفة الخلق، وعلى الخالق نفسه، ويدل أيضا على شيء لازم، من لازم الخلق القدرة، من لازم الخلق العلم، إذ من ليس بقادر لا يمكن أن يخلق، ومن ليس بعالم لا يمكن أن يخلق، فتكون دلالة الخالق على العلم والقدرة دلالة التزام.
من فوائد هذه الآية الكريمة: الرد على أهل التعطيل في قوله : (( وهو السميع البصير ))
نحن ذكرنا السميع من فوائد الآية الكريمة إثبات السميع اسما لله، والبصير اسما لله، وإثبات البصر صفة لله، وإثبات السمع صفة لله، فإن قال قائل : أيهما أوسع الصفة أو الاسم ؟ الجواب: الصفة أوسع، لأن الله يوصف بما لا يسمى به، ولكن كل ما سمي به فهو متضمن للصفة، افهموا القاعدة ثم يأتي المثال بعد، أن كل اسم متضمن لصفة وبهذا يكون الاسم والصفة متوازيين، هناك صفات لا يمكن أن يسمى الله بها، فالصفة أوسع، ألسنا نقول: عبر الله بكذا وكذا ألسنا نقول : تحدث الله عن كذا، ومع ذلك لا نسمي الله تعالى متحدث ولا نسميه معبر، لأن الوصف أوسع من الاسم، وهذه فائدة أيضا مهمة، عكس ما يقولون: إن الأسماء لا تتضمن الصفات.