تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( كبر )) عظم (( على المشركين ما تدعوهم إليه )) من التوحيد (( الله يجتبي إليه )) إلى التوحيد (( من يشاء ويهدي إليه من ينيب )) يقبل إلى طاعته . حفظ
(( كبر على المشركين ما تدعوهم إليه )) كبر: بمعنى عظم واشتد عليهم (( على المشركين )) يعني بالله (( ما تدعوهم إليه )) من التوحيد، لأن المشرك ما يكبر عليه هو التوحيد، أكبر شيء عنده هو التوحيد، يعني أكبر شيء يشق عليه هو التوحيد، ولهذا قالوا في الرسول صلى الله عليه وسلم : (( أجعل الإلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد )) شف صبروا أنفسهم على الشرك والعياذ بالله، وقالوا في التوحيد : (( إن هذا لشيء عجاب )) أي عجيب جدا، فما هو الشيء العجاب حقيقة ؟ هو إشراكهم بالله عز وجل، الذي يقرون هم أنه خالقهم ولا خالق سواه، من هنا نأخذ أن المشركين يعظم عليهم التوحيد، وأقول لكم : إذا كان يعظم عليهم التوحيد فلا بد أن يفعلوا كل سبب يحول بين هذا التوحيد وقيامه وانتشاره، أليس كذلك ؟ كل شيء عظيم عليك لابد أن تدافعه، فهم الآن حرب على التوحيد وأهله، ولهذا تسمع الآن مخططات النصارى على ما في ديانتهم التي هم عليها من الضلال والمخالفة للمعقول والمحسوس تجدهم يبثون الإذاعات القوية التي ليس فيها تشويش، والتي تأتي في أوقات مناسبة للدعوة إلى الدين الذي هم عليه، ما أقول إلى دين المسيح، المسيح بريء منهم، لكن إلى الدين الذي هم عليه، تجد بعض أهل البدع يكبر عليهم جدا من يدعوا إلى السنة، ويحاربون من يدعوا إلى السنة، ويشوهون السمعة، لأنه عظيم عليهم، فهنا يقول : (( كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب )).
يقول : (( الله يجتبي إليه )) يجتبي بمعنى يختار ويصطفي وقوله : (( إليه )) أعاد الضمير رحمه الله إلى التوحيد، ولكن فيه احتمالا أقوى مما قال وهو أن الضمير يعود إلى الله عز وجل، أي الله يجتبي إلى نفسه عز وجل من يشاء، ويهدي إلى نفسه من ينيب، وهذا أحسن مما سلك المؤلف، فالله تعالى يختار إليه من يشاء، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم مما اختارهم إليه، ويكره آخرين، فالأولون يهديهم صراطه المستقين، والآخرون يضلهم، لأنهم هم الذين فعلوا السبب، (( الله يجتبي إليه من يشآء )) ولكنه مر علينا قريبا جدا أن كل شيء علقه الله بالمشيئة فإنه مقرون بحكمة، لا يشاء شيئا إيجادا أو إعداما أو تغييرا إلا لحكمة، (( ويهدي إليه من ينيب )) أي من يقبل على طاعته، يقول الشارح: " يقبل إلى طاعته " فهو يهديه الله إليه، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه عن ربه أن الله تعالى يقول: ( ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ) يعني الفرائض أحب إلى الله من النوافل: ( ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها )، وكذلك قال تبارك وتعالى في الحديث القدسي: ( من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ومن أتاني يمشي أتيته هرولة ) فمن أناب إلى الله فإن الله يهديه إليه ويعينه ويسدده، واضح طيب
يقول : (( الله يجتبي إليه )) يجتبي بمعنى يختار ويصطفي وقوله : (( إليه )) أعاد الضمير رحمه الله إلى التوحيد، ولكن فيه احتمالا أقوى مما قال وهو أن الضمير يعود إلى الله عز وجل، أي الله يجتبي إلى نفسه عز وجل من يشاء، ويهدي إلى نفسه من ينيب، وهذا أحسن مما سلك المؤلف، فالله تعالى يختار إليه من يشاء، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم مما اختارهم إليه، ويكره آخرين، فالأولون يهديهم صراطه المستقين، والآخرون يضلهم، لأنهم هم الذين فعلوا السبب، (( الله يجتبي إليه من يشآء )) ولكنه مر علينا قريبا جدا أن كل شيء علقه الله بالمشيئة فإنه مقرون بحكمة، لا يشاء شيئا إيجادا أو إعداما أو تغييرا إلا لحكمة، (( ويهدي إليه من ينيب )) أي من يقبل على طاعته، يقول الشارح: " يقبل إلى طاعته " فهو يهديه الله إليه، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه عن ربه أن الله تعالى يقول: ( ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ) يعني الفرائض أحب إلى الله من النوافل: ( ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها )، وكذلك قال تبارك وتعالى في الحديث القدسي: ( من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ومن أتاني يمشي أتيته هرولة ) فمن أناب إلى الله فإن الله يهديه إليه ويعينه ويسدده، واضح طيب