فوائد قوله تعالى : (( فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير )) . حفظ
قال الله تبارك وتعالى : (( فلذلك فادع واستقم كما أمرت )) .
من فوائد الآية الكريمة : وجوب الدعوة إلى توحيد الله عز وجل لقوله : (( فلذلك فادع )) وتقديم المعمول يدل على الاهتمام به .
ومن فوائد الآية الكريمة : أنه يجب على المرء أن يستقيم كما أمر فلا يحدث في دين الله ما ليس منه لقوله : (( فاستقم كما أمرت )) .
ومن فوائد الآية الكريمة : أنه يجوز توجيه الأمر لمن كان متصفا به من قبل من أجل الثبات عليه لقوله : (( واستقم كما أمرت )) لأن النبي صلى الله عليه وسلم استقام كما أمر من حين ما أرسل، بل من حين ما بعث، لكن المراد بذلك الثبوت على هذا الشيء .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن النبي صلى الله عليه وسلم عبد مأمور يوجه إليه الأمر وليس له من الأمر شيء كما قال الله تعالى : (( ليس لك من الأمر شيء )) وهنا قال: (( كما أمرت )) .
ومن فوائد الآية الكريمة : الرد على أولئك القوم الذين يدعون أن للنبي صلى لله عليه وسلم تصرفا في الكون وتدبيرا له، ومن باب أولى أن يكون فيها رد على القائلين بأن من دون الرسول صلى الله عليه وسلم له تصرف في الكون، كقول الرافضة، وبعض الصوفية الذين يدعون أن من أئمتهم من يتصرف في الكون، وأولئك الصوفية يدعون أن من أقطابهم من يتصرف في الكون، فهؤلاء لا شك أنهم ضالون مشركون بالله عز وجل .
ومن فوائد الآية الكريمة : النهي عن إتباع الهوى لقوله تعالى : (( ولا تتبع أهواءهم )) فإن قال قائل : هل إتباع الهوى محمود أو مذموم ؟ قلنا : أما ما كان موافقا للشريعة فهو محمود، ولهذا روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به ) وأما ما خالف الشريعة فإنه مذموم .
ومن فوائد هذه الآية : تثبيت الله تبارك وتعالى لنبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأن مثل هذه الأوامر والنواهي تؤيده وتثبته وتقويه .
ومن فوائد الآية الكريمة : وجوب الإيمان بكل ما أنزل الله من كتاب لقوله : (( وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب )) ولكن كيف يكون الإيمان بالكتب السابقة ؟ الإيمان بالكتب السابقة يكون بالإيمان بأنها نازلة من عند الله عز وجل حقا. وأما إتباعها فإنه منسوخ بهذه الشريعة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
فإن قال قائل : وهل نؤمن بأن الكتب التي بأيدي النصارى واليهود الآن هي الكتب النازلة على أنبيائهم ؟ فالجواب: لا، لأن الله تعالى ذكر أنهم حرفوها وأخفوا كثيرا منها، فذلك لا ثقة لنا بما عندهم من الكتب التي يزعمونها كتب الله .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة وجوب العدل لقوله : (( وأمرت لأعدل بينكم )) في كل معاملة، بل حتى في معاملة الله عز وجل فإن الواجب العدل قال الله تعالى : (( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى )) ولما بعث النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن رواحة إلى اليهود في خيبر من أجل مقاسمتهم جمعهم وقال لهم : " إني أتيت من أحب الناس إلي وإنكم لأبغض إلي من عدتكم من القردة والخنازير وليس حبي إياه وبغضي إياكم بمانع من أن أقوم فيكم بالعدل. فقالوا : بهذا قامت السماوات والأرض ".
وقد ذكر العلماء رحمهم الله : أنه لو اجتمع مسلم وكافر في خصومة بين يدي القاضي فإن الواجب عليه أن يعدل بينهما في الجلوس وفي النظر وفي الكلام، يعني لا يتكلم للكافر بغلظة وينظر إليه شذرا وإنما يعامله كما يعامل المسلم، لأن العدل واجب، ولا يجوز في مقام الحكم أن نفرق بين فلان وفلان ولهذا قال : (( وأمرت لأعدل بينكم )).
ومن فوائد الآية الكريمة : إعلان ما به الإلزام للخصم لقوله : (( الله ربنا وربكم )) يعني وإذا كان ربنا وربكم فالواجب أن ننقاد جميعا لأوامره، فإن قال قائل : وهل الله تعالى رب للكافرين ؟ فالجواب: نعم رب كل شيء، لكن لا يضاف إليه فيقال : رب الكافرين كذا اللهم إلا في مقام الاحتجاج، لأنه وإن كان الله تعالى خالق كل شيء ورب كل شيء لكن لا ينبغي أن تضاف ربوبيته وخلقه إلى أقبح خلقه. كما أننا نعلم أنه سبحانه وتعالى رب الكلاب ورب الخنازير ورب القردة وما أشبه ذلك لكن لا نقول : رب القردة ورب الكلاب وما أشبه ذلك، وهذه نقطة قد لا يتفطن لها بعض الناس وهو الأدب في التعبير.
ويذكر أن أحد الملوك رأى في المنام أن أسنانه ساقطة فدعا معبرا يعبر الرؤيا فعبرها هذا العابر بأن حاشيته تموت وأهله، لأن الإنسان بأسنانه يتغذى ويحفظ حياته، فأمر بسجنه، ثم إنه دعا عابرا آخر فقال له: أطولهم عمرا، فأكرمه وارتاح لقوله، والمعنى واحد، لأنه إذا مات أهله قبله صار أطولهم عمرا لكن التعبير يختلف، هنا (( الله ربنا وربكم )) أضاف ربوبيته عز وجل إلى الكافرين لكن في مقام الاحتجاج، ثم إنه يسهل الأمر أنه قال : (( ربنا وربكم )) لإفادة العموم .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : أن الله سبحانه وتعالى سوف يجمع بين الناس يوم القيامة ويحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون لقوله : (( الله يجمع بيننا )) .
ومن فوائدها : أن المرجع إلى الله خاصة لقوله : (( إليه المصير )) لكن في شيء ؟ هل معنى: (( إليه المصير )) يوم الحساب أو: (( إليه المصير )) في كل شيء ؟ الجواب: الثاني (( إليه المصير )) في كل شيء، إن أردنا الحكم الشرعي فالمصير إلى الله، الحكم القدري المصير إلى الله، الحكم في الدنيا المصير إلى الله، الحكم في الآخرة المصير إلى الله، فكل شيء فإن مصيره إلى الله عز وجل، يتفرع على هذه القاعدة أن الإنسان لا يرجو ولا يخاف ولا يدعوا إلا الله وحده لا شريك له، ولا يستغيث إلا بالله، ولا يستعين إلا به
من فوائد الآية الكريمة : وجوب الدعوة إلى توحيد الله عز وجل لقوله : (( فلذلك فادع )) وتقديم المعمول يدل على الاهتمام به .
ومن فوائد الآية الكريمة : أنه يجب على المرء أن يستقيم كما أمر فلا يحدث في دين الله ما ليس منه لقوله : (( فاستقم كما أمرت )) .
ومن فوائد الآية الكريمة : أنه يجوز توجيه الأمر لمن كان متصفا به من قبل من أجل الثبات عليه لقوله : (( واستقم كما أمرت )) لأن النبي صلى الله عليه وسلم استقام كما أمر من حين ما أرسل، بل من حين ما بعث، لكن المراد بذلك الثبوت على هذا الشيء .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن النبي صلى الله عليه وسلم عبد مأمور يوجه إليه الأمر وليس له من الأمر شيء كما قال الله تعالى : (( ليس لك من الأمر شيء )) وهنا قال: (( كما أمرت )) .
ومن فوائد الآية الكريمة : الرد على أولئك القوم الذين يدعون أن للنبي صلى لله عليه وسلم تصرفا في الكون وتدبيرا له، ومن باب أولى أن يكون فيها رد على القائلين بأن من دون الرسول صلى الله عليه وسلم له تصرف في الكون، كقول الرافضة، وبعض الصوفية الذين يدعون أن من أئمتهم من يتصرف في الكون، وأولئك الصوفية يدعون أن من أقطابهم من يتصرف في الكون، فهؤلاء لا شك أنهم ضالون مشركون بالله عز وجل .
ومن فوائد الآية الكريمة : النهي عن إتباع الهوى لقوله تعالى : (( ولا تتبع أهواءهم )) فإن قال قائل : هل إتباع الهوى محمود أو مذموم ؟ قلنا : أما ما كان موافقا للشريعة فهو محمود، ولهذا روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به ) وأما ما خالف الشريعة فإنه مذموم .
ومن فوائد هذه الآية : تثبيت الله تبارك وتعالى لنبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأن مثل هذه الأوامر والنواهي تؤيده وتثبته وتقويه .
ومن فوائد الآية الكريمة : وجوب الإيمان بكل ما أنزل الله من كتاب لقوله : (( وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب )) ولكن كيف يكون الإيمان بالكتب السابقة ؟ الإيمان بالكتب السابقة يكون بالإيمان بأنها نازلة من عند الله عز وجل حقا. وأما إتباعها فإنه منسوخ بهذه الشريعة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
فإن قال قائل : وهل نؤمن بأن الكتب التي بأيدي النصارى واليهود الآن هي الكتب النازلة على أنبيائهم ؟ فالجواب: لا، لأن الله تعالى ذكر أنهم حرفوها وأخفوا كثيرا منها، فذلك لا ثقة لنا بما عندهم من الكتب التي يزعمونها كتب الله .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة وجوب العدل لقوله : (( وأمرت لأعدل بينكم )) في كل معاملة، بل حتى في معاملة الله عز وجل فإن الواجب العدل قال الله تعالى : (( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى )) ولما بعث النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن رواحة إلى اليهود في خيبر من أجل مقاسمتهم جمعهم وقال لهم : " إني أتيت من أحب الناس إلي وإنكم لأبغض إلي من عدتكم من القردة والخنازير وليس حبي إياه وبغضي إياكم بمانع من أن أقوم فيكم بالعدل. فقالوا : بهذا قامت السماوات والأرض ".
وقد ذكر العلماء رحمهم الله : أنه لو اجتمع مسلم وكافر في خصومة بين يدي القاضي فإن الواجب عليه أن يعدل بينهما في الجلوس وفي النظر وفي الكلام، يعني لا يتكلم للكافر بغلظة وينظر إليه شذرا وإنما يعامله كما يعامل المسلم، لأن العدل واجب، ولا يجوز في مقام الحكم أن نفرق بين فلان وفلان ولهذا قال : (( وأمرت لأعدل بينكم )).
ومن فوائد الآية الكريمة : إعلان ما به الإلزام للخصم لقوله : (( الله ربنا وربكم )) يعني وإذا كان ربنا وربكم فالواجب أن ننقاد جميعا لأوامره، فإن قال قائل : وهل الله تعالى رب للكافرين ؟ فالجواب: نعم رب كل شيء، لكن لا يضاف إليه فيقال : رب الكافرين كذا اللهم إلا في مقام الاحتجاج، لأنه وإن كان الله تعالى خالق كل شيء ورب كل شيء لكن لا ينبغي أن تضاف ربوبيته وخلقه إلى أقبح خلقه. كما أننا نعلم أنه سبحانه وتعالى رب الكلاب ورب الخنازير ورب القردة وما أشبه ذلك لكن لا نقول : رب القردة ورب الكلاب وما أشبه ذلك، وهذه نقطة قد لا يتفطن لها بعض الناس وهو الأدب في التعبير.
ويذكر أن أحد الملوك رأى في المنام أن أسنانه ساقطة فدعا معبرا يعبر الرؤيا فعبرها هذا العابر بأن حاشيته تموت وأهله، لأن الإنسان بأسنانه يتغذى ويحفظ حياته، فأمر بسجنه، ثم إنه دعا عابرا آخر فقال له: أطولهم عمرا، فأكرمه وارتاح لقوله، والمعنى واحد، لأنه إذا مات أهله قبله صار أطولهم عمرا لكن التعبير يختلف، هنا (( الله ربنا وربكم )) أضاف ربوبيته عز وجل إلى الكافرين لكن في مقام الاحتجاج، ثم إنه يسهل الأمر أنه قال : (( ربنا وربكم )) لإفادة العموم .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : أن الله سبحانه وتعالى سوف يجمع بين الناس يوم القيامة ويحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون لقوله : (( الله يجمع بيننا )) .
ومن فوائدها : أن المرجع إلى الله خاصة لقوله : (( إليه المصير )) لكن في شيء ؟ هل معنى: (( إليه المصير )) يوم الحساب أو: (( إليه المصير )) في كل شيء ؟ الجواب: الثاني (( إليه المصير )) في كل شيء، إن أردنا الحكم الشرعي فالمصير إلى الله، الحكم القدري المصير إلى الله، الحكم في الدنيا المصير إلى الله، الحكم في الآخرة المصير إلى الله، فكل شيء فإن مصيره إلى الله عز وجل، يتفرع على هذه القاعدة أن الإنسان لا يرجو ولا يخاف ولا يدعوا إلا الله وحده لا شريك له، ولا يستغيث إلا بالله، ولا يستعين إلا به