فوائد قوله تعالى : (( والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد )) . حفظ
من فوائد هذه الآيات الكريمة بيان بطلان جميع الحجج المخالفة لدين الله لقوله : (( والذين يحاجون في الله حجتهم داحضة عند ربهم )) .
ومن فوائد هذه الآيات الكريمة : أن أولئك المحاجين لا وجه لمحاجتهم لأن الحق قد بان وقبله الناس لقوله : (( من بعد ما استجيب له )) .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : بطلان حجج أهل الباطل بقوله : (( حجتهم داحضة عند ربهم )) .
ومن فوائدها : أن هؤلاء المبطلين وإن غلبوا أهل الحق في الظاهر فإن حجتهم عند الله لا تنفعهم بل هي باطلة، وهذا من فوائد قوله: (( عند ربهم )) لأن حجة الكافر والمبطل قد لا تندحض أمام الناس، قد يكون الذي حاجه ضعيفا في علمه أو فهمه أو في خصومته لكن مهما كان فهي عند الله باطلة بل داحضة .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : إثبات الغضب لله عز وجل لقوله: (( عليهم غضب )) فإن قال قائل: كيف تثبت الغضب لله عز وجل وهو لم يضف إلى الله هنا ؟ بل قال : (( وعليهم غضب )) وهو نكرة فكيف تثبته لله ؟
فالجواب: أن السياق يعين هذا لقوله : (( حجتهم داحضة عند ربهم )) وإذا دحضت عند ربهم فهل يرضى الله عنهم أو يغضب ؟ يغضب، هذا وجه .
الوجه الثاني : أن الله تعالى قد أثبت لنفسه الغضب في آيات أخرى، إذا يصح أن نثبت غضب الله أو أن نثبت الغضب لله بهذه الآية الكريمة، وإنما أوردت هذا الإيراد لأنه لا يجوز لنا أن نثبت لله إلا ما أضافه لنفسه.
وانظر إلى قول الله تعالى : (( يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون )) هل يمكن أن نثبت لله الساق في هذه الآية ؟ لا، لا يجوز لأن الله تعالى لم يضفه إلى نفسه بل قال : (( يوم يكشف عن ساق )) ولهذا روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه فسرها بقوله : " عن شدة " ولكننا نقول: هذه الآية لا نستطيع أن نثبت منها الساق لربنا عز وجل لأن ظاهرها خلاف ذلك، لكن سياقها يوافق حديث إثبات الساق لله عز وجل حيث جاء مصرحا به أن الله تعالى يكشف عن ساقه وحينئذ نقول: ما دام سياق الآية مطابقا لسياق الحديث فإن النبي صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بتفسير كتاب الله، وإلا فلا يجوز أن نثبت لله عز وجل ما لم يضفه إلى نفسه.
الخلاصة أنه يستفاد من هذه الآية إثبات الغضب لله، ما وجهه ؟ السياق يدل عليه، وهو ليس ممتنعا على الله بدليل ثبوته صريحا في آيات أخرى، فإن قال قائل: بماذا تفسرون الغضب ؟ قلنا : نفسر الغضب بأنه صفة لله عز وجل لائقة به، وليس كغضب المخلوقين، فإن قال قائل : ما قولكم فيمن يفسر غضب الله بانتقامه ؟ فيقول : غضب بمعنى انتقم أو بمعنى أراد الانتقام ؟ فالجواب أن نقول : هذا غلط خطأ، يبطله أدلة :
أولا : أن الله تعالى قال : (( فلما آسفونا انتقمنا منهم )) ومعنى آسفونا أغضبونا، انتقمنا منهم، فجعل الانتقام مرتبا على الغضب فهما متباينان .
ثانيا : أن نقول : أن الغضب الذي نثبته لله ليس كغضب المخلوق إذا غضب أساء التصرف ولم يتصرف تصرف الحكيم، لأن الإنسان إذا غضب تكلم بكلام يندم عليه، وفعل أفعالا يندم عليها، ربما يطلق زوجاته، ربما يوقف أملاكه، ربما يحرر عبيده من شدة الغضب، لكن غضب الله عز وجل ينتفي عنه ذلك غاية الانتفاء، فهو حكيم وإن غضب عز وجل.
فإن قال قائل : هل الغضب صفة مدح أو صفة عيب ؟ فالجواب: الغضب صفة مدح في محله، لأنه يدل على قوة الغاضب وقدرته على الانتقام بخلاف الحزن، ولهذا لا يوصف الله بالحزن لأنه صفة ذم، وإنما يوصف بالغضب لأنه يدل على قدرته على الانتقام، انظر مثلا إلى رجل أساء إليه ابنه هل يحزن أو يغضب ؟ يغضب ويؤدبه، وانظر إلى شخص ضعيف أساء إليه رجل قوي، هل يغضب أو يحزن ؟ يحزن، ولا يستطيع أن يغضب، ماذا يفعل إذا غضب، رجل كبر الجمل بقوة الفيل يضرب شخصا يكون قدر فخذه وضعيف، هذا يغضب ماذا يفعل إذا غضب ؟ يقفز عليه ؟ ما ينفع، إذا الغضب لا يكون إلا من قادر على الانتقام، ولهذا نقول : إن الغضب في محله صفة مدح.
من فوائد الآية الكريمة : أن هؤلاء والعياذ بالله مع الغضب لهم عذاب شديد، فيجمعون بين غضب الله عليهم وبين عذابه شديد، نسأل الله تعالى أن يشملنا وإياكم برحمته، وأن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى.
ومن فوائد هذه الآيات الكريمة : أن أولئك المحاجين لا وجه لمحاجتهم لأن الحق قد بان وقبله الناس لقوله : (( من بعد ما استجيب له )) .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : بطلان حجج أهل الباطل بقوله : (( حجتهم داحضة عند ربهم )) .
ومن فوائدها : أن هؤلاء المبطلين وإن غلبوا أهل الحق في الظاهر فإن حجتهم عند الله لا تنفعهم بل هي باطلة، وهذا من فوائد قوله: (( عند ربهم )) لأن حجة الكافر والمبطل قد لا تندحض أمام الناس، قد يكون الذي حاجه ضعيفا في علمه أو فهمه أو في خصومته لكن مهما كان فهي عند الله باطلة بل داحضة .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : إثبات الغضب لله عز وجل لقوله: (( عليهم غضب )) فإن قال قائل: كيف تثبت الغضب لله عز وجل وهو لم يضف إلى الله هنا ؟ بل قال : (( وعليهم غضب )) وهو نكرة فكيف تثبته لله ؟
فالجواب: أن السياق يعين هذا لقوله : (( حجتهم داحضة عند ربهم )) وإذا دحضت عند ربهم فهل يرضى الله عنهم أو يغضب ؟ يغضب، هذا وجه .
الوجه الثاني : أن الله تعالى قد أثبت لنفسه الغضب في آيات أخرى، إذا يصح أن نثبت غضب الله أو أن نثبت الغضب لله بهذه الآية الكريمة، وإنما أوردت هذا الإيراد لأنه لا يجوز لنا أن نثبت لله إلا ما أضافه لنفسه.
وانظر إلى قول الله تعالى : (( يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون )) هل يمكن أن نثبت لله الساق في هذه الآية ؟ لا، لا يجوز لأن الله تعالى لم يضفه إلى نفسه بل قال : (( يوم يكشف عن ساق )) ولهذا روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه فسرها بقوله : " عن شدة " ولكننا نقول: هذه الآية لا نستطيع أن نثبت منها الساق لربنا عز وجل لأن ظاهرها خلاف ذلك، لكن سياقها يوافق حديث إثبات الساق لله عز وجل حيث جاء مصرحا به أن الله تعالى يكشف عن ساقه وحينئذ نقول: ما دام سياق الآية مطابقا لسياق الحديث فإن النبي صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بتفسير كتاب الله، وإلا فلا يجوز أن نثبت لله عز وجل ما لم يضفه إلى نفسه.
الخلاصة أنه يستفاد من هذه الآية إثبات الغضب لله، ما وجهه ؟ السياق يدل عليه، وهو ليس ممتنعا على الله بدليل ثبوته صريحا في آيات أخرى، فإن قال قائل: بماذا تفسرون الغضب ؟ قلنا : نفسر الغضب بأنه صفة لله عز وجل لائقة به، وليس كغضب المخلوقين، فإن قال قائل : ما قولكم فيمن يفسر غضب الله بانتقامه ؟ فيقول : غضب بمعنى انتقم أو بمعنى أراد الانتقام ؟ فالجواب أن نقول : هذا غلط خطأ، يبطله أدلة :
أولا : أن الله تعالى قال : (( فلما آسفونا انتقمنا منهم )) ومعنى آسفونا أغضبونا، انتقمنا منهم، فجعل الانتقام مرتبا على الغضب فهما متباينان .
ثانيا : أن نقول : أن الغضب الذي نثبته لله ليس كغضب المخلوق إذا غضب أساء التصرف ولم يتصرف تصرف الحكيم، لأن الإنسان إذا غضب تكلم بكلام يندم عليه، وفعل أفعالا يندم عليها، ربما يطلق زوجاته، ربما يوقف أملاكه، ربما يحرر عبيده من شدة الغضب، لكن غضب الله عز وجل ينتفي عنه ذلك غاية الانتفاء، فهو حكيم وإن غضب عز وجل.
فإن قال قائل : هل الغضب صفة مدح أو صفة عيب ؟ فالجواب: الغضب صفة مدح في محله، لأنه يدل على قوة الغاضب وقدرته على الانتقام بخلاف الحزن، ولهذا لا يوصف الله بالحزن لأنه صفة ذم، وإنما يوصف بالغضب لأنه يدل على قدرته على الانتقام، انظر مثلا إلى رجل أساء إليه ابنه هل يحزن أو يغضب ؟ يغضب ويؤدبه، وانظر إلى شخص ضعيف أساء إليه رجل قوي، هل يغضب أو يحزن ؟ يحزن، ولا يستطيع أن يغضب، ماذا يفعل إذا غضب، رجل كبر الجمل بقوة الفيل يضرب شخصا يكون قدر فخذه وضعيف، هذا يغضب ماذا يفعل إذا غضب ؟ يقفز عليه ؟ ما ينفع، إذا الغضب لا يكون إلا من قادر على الانتقام، ولهذا نقول : إن الغضب في محله صفة مدح.
من فوائد الآية الكريمة : أن هؤلاء والعياذ بالله مع الغضب لهم عذاب شديد، فيجمعون بين غضب الله عليهم وبين عذابه شديد، نسأل الله تعالى أن يشملنا وإياكم برحمته، وأن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى.