فوائد قوله تعالى : (( من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب )) . حفظ
في هذه الآية: حث على أن يريد الإنسان بعمله الآخرة، فإن قال قائل : كيف يريد الآخرة بعمل الدنيا ؟ ولنفرض الأكل والشرب، ذهب الإنسان إلى السوق ليشتري خبرة وإداما، كيف يريد الآخرة ؟ نقول : كيف يمكن أن يريد الآخرة بذلك، فيريد أولا : امتثال أمر الله لقوله تعالى: (( كلوا واشربوا ))،
ويريد ثانيا: حفظ قوته وصحته وهذا أمر مطلوب لأن الله يقول : (( لا تقتلوا أنفسكم )) وأمرنا أن نأكل من الطيبات ونشكره، يريد بذلك التقوى على طاعة الله لأنه كلما كان الجسم قويا كانت العبادة أكمل، فيريد بأكله وشربه التقوي على طاعة الله،
رابعا : يريد بذلك التنعم بكرم الله، كيف ذلك ؟ لأن الكريم يحب أن يقبل كرمه، أليس كذلك ؟ يعني لو أن رجلا جوادا كريما أهدى عليك هدية، فهل يفرح إذا قبلتها ويغم إذا رددتها أو بالعكس ؟ الأول، يسر إذا قبلتها ويغم إذا رددتها، إن ربنا عز وجل أكرم الأكرمين، فهو يحب من عباده أن يتبسطوا بنعمه ويتنعموا بها، إذن هذا إرادة حرث الآخرة بعمل الدنيا، أما عمل الآخرة المحض كالصلاة والصيام والحج وما أشبه ذلك فهذا أمره واضح،
إذا السؤال الآن أعيده مرة أخرى: كيف يريد الإنسان حرث الآخرة بما هو من أمر الدنيا ؟ الجواب: أن ذلك ممكن ونضرب مثلا لهذا بالأكل والشرب، ويتبين لنا أربع إرادات كلها يثاب عليها الإنسان، مع أنه لو تأمل المتأمل لوجد أكثر من هذا، طيب.
ومن فوائد الآية الكريمة : التحذير من إرادة الدنيا فقط لقوله : (( ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب )) .
ومن الفوائد : أن من أراد حرث الدنيا فإنه لا يعطى كل ما أراد لقوله : (( نؤته منها )) ومن أراد حرث الآخرة يعطى كل مراده وزيادة.
ومنها الإشارة إلى أن الأعمال بالنيات لقوله : (( يريد )) ففيه إشارة إلى حسن النية وأن الإنسان ينبغي له إحسان النية بل يجب عليه إحسانها.
ومنها الرد على الجبرية من قوله : (( يريد )) لأن الجبرية يقولون : إن الإنسان ما له إرادة، سبحان الله ما له إرادة ؟ لا، ما له إرادة، طبخ الطعام ليأكله قال: هذا بغير إرادة، حضر أدوات المنزل ليستعملها قال : هذا ليس بإرادته.
ماذا تقولون في هذا الرأي ؟ هذا رأي مخالف للفطر، مخالف لأدنى فطرة حتى الصبي يعرف إذا أجبر وإذا فعل بالاختيار، قدم لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه سارق فأمر بقطع يده، اقطعوا يده تمت شروط القطع، فقال : مهلا يا أمير المؤمنين والله ما سرقت هذا إلا بقدر الله، إيش يريد ؟ أن يرتفع عنه الحد، إذا كان بإرادة الله يعني ليس لي فيه اختيار فقال له أمير المؤمنين : ( ونحن لا نقطع يدك إلا بإرادة الله ) فبهت، لأنه ما يستطيع أن يقول شيئا، مع أن قطع أمير المؤمنين يده كان بإرادة الله الكونية والشرعية، والسارق بإرادة الله الكونية فقط لأنه لم يؤذن له بالسرقة، إذن في الآية رد على الجبرية طيب.
وهل في الآية دليل للقدرية الذين ينكرون إرادة الله فيما فعل العبد ؟ الجواب: لا، ليس فيها رد لقولهم، لكن ليس فيها إثبات لقولهم، لأن إرادة الإنسان من صفاته أو من غير صفاته ؟ من صفاته، هو الذي يريد، العبد مخلوق أو غير مخلوق ؟ مخلوق، إذن إذا كان مخلوقا كانت صفاته أيضا مخلوقة ولابد، فإرادتك مخلوقة لله باعتبار أنك أنت مخلوق وصفة المخلوق مخلوقة.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة كمال سلطان الله عز وجل لقوله : (( نؤته منها )) (( نزد له في حرثه )).
ومن فوائدها : إثبات كرم الله وأنه عز وجل أكرم من عبده، يعمل العبد قليلا ويثاب كثيرا .
ومن فوائد الآية الكريمة : إثبات الآخرة، وإثباتها ثابت بالقرآن والسنة وإجماع المسلمين والنظر الصحيح يعني العقل، أما الكتاب والسنة فمملوءان من إثبات اليوم الآخر، وأما الإجماع فهو ثابت لا أحد من المسلمين ينكر الآخرة ومن أنكرها كفر، وأما النظر الصحيح فلقوله تعالى : (( إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد )) وقوله : (( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون )) أرأيتم يا أيها الإخوة، أرأيتم لو أن الله عز وجل خلق هذه الخليقة وأرسل الرسل وأنزل الكتب وفرض الجهاد وكان هذا يقتل هذا على دين الله ويسبي ماله ويسبي نسائه ويأخذ ماله يغنم ماله ثم تكون المسألة عائدة إلى أن تكون رمما لا نبعث، ماذا يكون هذا العمل ؟ عبث ينزه الله عنه، ولولا إيماننا باليوم الآخر لكان القوي منا يأكل الضعيف لأنه لا يرجوا حسابا، ولكن العقل يقتضي ويوجب الإيمان باليوم الآخر .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : أن من أراد بعمله الدنيا فإنه لا نصيب له في الآخرة، ولكن هل نفي النصيب هنا نفي كامل أو ليس له نصيب في الآخرة بهذا العمل الذي أراد به الدنيا ؟ الثاني أو الأول ؟ الثاني لا شك، اللهم إلا أن يكون هذا العمل والإرادة مما يخرج عن الدين فإنه لا نصيب له مطلقا.
طيب هل مثلا لو أراد الإنسان بدراسته أن ينال الإجازة يعني الشهادة هل يكون ممن أراد حرث الدنيا أو الآخرة ؟ حسب ما في قلبه، إن كان أراد بالشهادة أن يرتقي إلى منصب دنيوي فقد أراد الدنيا، وإن أراد بذلك أن يرتقي إلى منصب يتمكن به من نفع المسلمين بالتدريس أو بالتدبير، فهذا أراد الآخرة لا شك، ولذلك ما بين الدنيا والآخرة في هذه المسألة إلا شعرة أو أقل، هل أنت تريد بالشهادة أن تقول: أنت في المرتبة الخامسة أو العاشرة أو المائة أو المائتين أو الألف أو الألفين أو تريد بذلك أن تتبوأ مكانا تنفع به الناس ؟ الأول خاسر، والثاني رابح، لأننا مع الأسف الآن أصبحنا لا يقدر الإنسان إلا بما معه من البطاقة، العلم هو ورقة تطلعها من مخبئتك، شهادة دكتوراه رقم ألف، إذا أعطيتها إياه قال: أين تريد أن نوظفك أي مكان تريد، لكن يجيء رجل في العلم مثل شيخ الإسلام ابن تيمية يقول : وظفني في مدرسة ابتدائية يقول له: ما معك شهادة ما نوظفك، يا رجل وظفه جرب قال : ما فيه، فصار الآن ميزان علم الناس بهذه البطاقة، إذا كان الناس نزلوا إلى هذه المستوى أنا أجاريهم ونيتي عند الله معلومة، أنا قصدي أريد أن أتبوء مكانا في الأمة أكون مدرسا قاضيا رئيسا لشيء أوجه الناس، والله الموفق.
ويريد ثانيا: حفظ قوته وصحته وهذا أمر مطلوب لأن الله يقول : (( لا تقتلوا أنفسكم )) وأمرنا أن نأكل من الطيبات ونشكره، يريد بذلك التقوى على طاعة الله لأنه كلما كان الجسم قويا كانت العبادة أكمل، فيريد بأكله وشربه التقوي على طاعة الله،
رابعا : يريد بذلك التنعم بكرم الله، كيف ذلك ؟ لأن الكريم يحب أن يقبل كرمه، أليس كذلك ؟ يعني لو أن رجلا جوادا كريما أهدى عليك هدية، فهل يفرح إذا قبلتها ويغم إذا رددتها أو بالعكس ؟ الأول، يسر إذا قبلتها ويغم إذا رددتها، إن ربنا عز وجل أكرم الأكرمين، فهو يحب من عباده أن يتبسطوا بنعمه ويتنعموا بها، إذن هذا إرادة حرث الآخرة بعمل الدنيا، أما عمل الآخرة المحض كالصلاة والصيام والحج وما أشبه ذلك فهذا أمره واضح،
إذا السؤال الآن أعيده مرة أخرى: كيف يريد الإنسان حرث الآخرة بما هو من أمر الدنيا ؟ الجواب: أن ذلك ممكن ونضرب مثلا لهذا بالأكل والشرب، ويتبين لنا أربع إرادات كلها يثاب عليها الإنسان، مع أنه لو تأمل المتأمل لوجد أكثر من هذا، طيب.
ومن فوائد الآية الكريمة : التحذير من إرادة الدنيا فقط لقوله : (( ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب )) .
ومن الفوائد : أن من أراد حرث الدنيا فإنه لا يعطى كل ما أراد لقوله : (( نؤته منها )) ومن أراد حرث الآخرة يعطى كل مراده وزيادة.
ومنها الإشارة إلى أن الأعمال بالنيات لقوله : (( يريد )) ففيه إشارة إلى حسن النية وأن الإنسان ينبغي له إحسان النية بل يجب عليه إحسانها.
ومنها الرد على الجبرية من قوله : (( يريد )) لأن الجبرية يقولون : إن الإنسان ما له إرادة، سبحان الله ما له إرادة ؟ لا، ما له إرادة، طبخ الطعام ليأكله قال: هذا بغير إرادة، حضر أدوات المنزل ليستعملها قال : هذا ليس بإرادته.
ماذا تقولون في هذا الرأي ؟ هذا رأي مخالف للفطر، مخالف لأدنى فطرة حتى الصبي يعرف إذا أجبر وإذا فعل بالاختيار، قدم لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه سارق فأمر بقطع يده، اقطعوا يده تمت شروط القطع، فقال : مهلا يا أمير المؤمنين والله ما سرقت هذا إلا بقدر الله، إيش يريد ؟ أن يرتفع عنه الحد، إذا كان بإرادة الله يعني ليس لي فيه اختيار فقال له أمير المؤمنين : ( ونحن لا نقطع يدك إلا بإرادة الله ) فبهت، لأنه ما يستطيع أن يقول شيئا، مع أن قطع أمير المؤمنين يده كان بإرادة الله الكونية والشرعية، والسارق بإرادة الله الكونية فقط لأنه لم يؤذن له بالسرقة، إذن في الآية رد على الجبرية طيب.
وهل في الآية دليل للقدرية الذين ينكرون إرادة الله فيما فعل العبد ؟ الجواب: لا، ليس فيها رد لقولهم، لكن ليس فيها إثبات لقولهم، لأن إرادة الإنسان من صفاته أو من غير صفاته ؟ من صفاته، هو الذي يريد، العبد مخلوق أو غير مخلوق ؟ مخلوق، إذن إذا كان مخلوقا كانت صفاته أيضا مخلوقة ولابد، فإرادتك مخلوقة لله باعتبار أنك أنت مخلوق وصفة المخلوق مخلوقة.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة كمال سلطان الله عز وجل لقوله : (( نؤته منها )) (( نزد له في حرثه )).
ومن فوائدها : إثبات كرم الله وأنه عز وجل أكرم من عبده، يعمل العبد قليلا ويثاب كثيرا .
ومن فوائد الآية الكريمة : إثبات الآخرة، وإثباتها ثابت بالقرآن والسنة وإجماع المسلمين والنظر الصحيح يعني العقل، أما الكتاب والسنة فمملوءان من إثبات اليوم الآخر، وأما الإجماع فهو ثابت لا أحد من المسلمين ينكر الآخرة ومن أنكرها كفر، وأما النظر الصحيح فلقوله تعالى : (( إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد )) وقوله : (( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون )) أرأيتم يا أيها الإخوة، أرأيتم لو أن الله عز وجل خلق هذه الخليقة وأرسل الرسل وأنزل الكتب وفرض الجهاد وكان هذا يقتل هذا على دين الله ويسبي ماله ويسبي نسائه ويأخذ ماله يغنم ماله ثم تكون المسألة عائدة إلى أن تكون رمما لا نبعث، ماذا يكون هذا العمل ؟ عبث ينزه الله عنه، ولولا إيماننا باليوم الآخر لكان القوي منا يأكل الضعيف لأنه لا يرجوا حسابا، ولكن العقل يقتضي ويوجب الإيمان باليوم الآخر .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : أن من أراد بعمله الدنيا فإنه لا نصيب له في الآخرة، ولكن هل نفي النصيب هنا نفي كامل أو ليس له نصيب في الآخرة بهذا العمل الذي أراد به الدنيا ؟ الثاني أو الأول ؟ الثاني لا شك، اللهم إلا أن يكون هذا العمل والإرادة مما يخرج عن الدين فإنه لا نصيب له مطلقا.
طيب هل مثلا لو أراد الإنسان بدراسته أن ينال الإجازة يعني الشهادة هل يكون ممن أراد حرث الدنيا أو الآخرة ؟ حسب ما في قلبه، إن كان أراد بالشهادة أن يرتقي إلى منصب دنيوي فقد أراد الدنيا، وإن أراد بذلك أن يرتقي إلى منصب يتمكن به من نفع المسلمين بالتدريس أو بالتدبير، فهذا أراد الآخرة لا شك، ولذلك ما بين الدنيا والآخرة في هذه المسألة إلا شعرة أو أقل، هل أنت تريد بالشهادة أن تقول: أنت في المرتبة الخامسة أو العاشرة أو المائة أو المائتين أو الألف أو الألفين أو تريد بذلك أن تتبوأ مكانا تنفع به الناس ؟ الأول خاسر، والثاني رابح، لأننا مع الأسف الآن أصبحنا لا يقدر الإنسان إلا بما معه من البطاقة، العلم هو ورقة تطلعها من مخبئتك، شهادة دكتوراه رقم ألف، إذا أعطيتها إياه قال: أين تريد أن نوظفك أي مكان تريد، لكن يجيء رجل في العلم مثل شيخ الإسلام ابن تيمية يقول : وظفني في مدرسة ابتدائية يقول له: ما معك شهادة ما نوظفك، يا رجل وظفه جرب قال : ما فيه، فصار الآن ميزان علم الناس بهذه البطاقة، إذا كان الناس نزلوا إلى هذه المستوى أنا أجاريهم ونيتي عند الله معلومة، أنا قصدي أريد أن أتبوء مكانا في الأمة أكون مدرسا قاضيا رئيسا لشيء أوجه الناس، والله الموفق.