التعليق على تفسير الجلالين : (( أم )) بل (( يقولون افترى على الله كذبا )) بنسبة القرآن إلى الله تعالى (( فإن يشإ الله يختم )) يربط (( على قلبك )) بالصبر على آذاهم بهذا القول وغيره ، وقد فعل (( ويمح الله الباطل )) الذي قالوه (( ويحق الحق )) يثبته (( بكلماته )) المنزلة على نبيه (( إنه عليم بذات الصدور )) بما في القلوب . حفظ
الشيخ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تبارك وتعالى : (( أم يقولون افترى على الله كذبا )) أم هنا قال المفسر : " بل " يعني أن أم بمعنى بل، ويسمونها منقطعة، لأن أم تكون متصلة وتكون منقطعة إذا صارت بمعنى بل فهي منقطعة لأنها تشبه الإضراب عما سبق، وإذا كانت بمعنى أو فهي متصلة، مثل أن أقول: أتريد كتابا أم ساعة، هذه متصلة لأنها بمعنى أو، ولا يستغني أحد الطرفي فيها عن الآخر، وإذا قلت: (( أم يقولون افتراه )) لا تجد فيه مقابل، فهي منقطعة بمعنى بل، (( يقولون )) أي الكفار من مشركي قريش وغيرهم : (( افترى على الله كذبا )) أي اختلف على الله كذبا وذلك بقوله : إن القرآن كلام الله فقالوا : إن القرآن ليس كلام الله وإن محمدا كاذب، ولكنه ساحر كاهن مجنون وما أشبه ذلك من الكلمات التي يرمون بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى : (( فإن يشأ الله يختم على قلبك ويمحوا الله الباطل ويحق الحق )) (( فإن يشأ الله يختم على قلبك )) مفعول يشأ محذوف، ويقدر بما يدل عليه السياق، أي: فإن يشأ الله أن تفتري عليه كذبا، وهذا شيء محال.
(( يختم على قلبك )) قال المؤلف: " يربط " والصواب أن الختم هنا بمعنى الطبع، يعني: إن افتريت على الله كذبا طبع الله على قلبك، (( ويمحوا الله الباطل )) الذي افتريته لو قدر أنك افتريته (( ويحق الحق بكلماته )) يحقه: أي يثبته بكلماته المنزلة على نبيه صلى الله وعلى آله وسلم (( إنه عليم بذات الصدور )) معنى الآية إجمالا أنه لو قدر أنك افتريت على الله كذبا فلن يتركك الله، لابد أن يبين الحق، فيختم على قلبك يطبع عليه، ثم يمحوا الله الباطل ويحق الحق بكلماته إنه عليم بذات الصدور.
ويشبه هذا قول الله تعالى : (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ)) يعني إذا قرأ ألقى الشيطان في قراءته: (( فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )). [الحج:52]
وقوله : (( فإن يشأ )) هل يلزم من هذا الشرط الوقوع ؟ لا، يأتي الشرط أحيانا في أعظم المستحيلات أرأيت قول الله تعالى: (( قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين ))، وهل يمكن أن يكون لله ولد ؟ لا يمكن، ومع هذا جاءت الشرطية، وقال الله تعالى: (( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ )) [الزمر:65] وهل هذا يستلزم جواز إشراك النبي صلى الله عليه وسلم ؟ لا يستلزم، وقال الله تعالى : (( فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ )) [يونس:94] هل يمكن أن يكون في شك ؟ لا، إذن: (( فإن يشأ الله )) يعني: إن يشأ الله أن تفتري عليه كذبا لا يلزم من هذا الشرط جواز افتراء النبي صلى الله عليه وسلم على الله كذبا، ومن المعلوم أن الله قد شهد لنبيه صلى الله وسلم بالرسالة فقال: (( لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون ))، قال: (( ويحق الحق بكلماته إنه عليم بذات الصدور )) أي: بصاحبة الصدور، وما هي صاحبة الصدور ؟ هي القلوب، كما قال الله تعالى: (( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور )).
(( يختم على قلبك )) قال المؤلف: " يربط " والصواب أن الختم هنا بمعنى الطبع، يعني: إن افتريت على الله كذبا طبع الله على قلبك، (( ويمحوا الله الباطل )) الذي افتريته لو قدر أنك افتريته (( ويحق الحق بكلماته )) يحقه: أي يثبته بكلماته المنزلة على نبيه صلى الله وعلى آله وسلم (( إنه عليم بذات الصدور )) معنى الآية إجمالا أنه لو قدر أنك افتريت على الله كذبا فلن يتركك الله، لابد أن يبين الحق، فيختم على قلبك يطبع عليه، ثم يمحوا الله الباطل ويحق الحق بكلماته إنه عليم بذات الصدور.
ويشبه هذا قول الله تعالى : (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ)) يعني إذا قرأ ألقى الشيطان في قراءته: (( فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )). [الحج:52]
وقوله : (( فإن يشأ )) هل يلزم من هذا الشرط الوقوع ؟ لا، يأتي الشرط أحيانا في أعظم المستحيلات أرأيت قول الله تعالى: (( قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين ))، وهل يمكن أن يكون لله ولد ؟ لا يمكن، ومع هذا جاءت الشرطية، وقال الله تعالى: (( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ )) [الزمر:65] وهل هذا يستلزم جواز إشراك النبي صلى الله عليه وسلم ؟ لا يستلزم، وقال الله تعالى : (( فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ )) [يونس:94] هل يمكن أن يكون في شك ؟ لا، إذن: (( فإن يشأ الله )) يعني: إن يشأ الله أن تفتري عليه كذبا لا يلزم من هذا الشرط جواز افتراء النبي صلى الله عليه وسلم على الله كذبا، ومن المعلوم أن الله قد شهد لنبيه صلى الله وسلم بالرسالة فقال: (( لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون ))، قال: (( ويحق الحق بكلماته إنه عليم بذات الصدور )) أي: بصاحبة الصدور، وما هي صاحبة الصدور ؟ هي القلوب، كما قال الله تعالى: (( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور )).