التعليق على تفسير الجلالين : (( ويستجيب الذين ءامنوا وعملوا الصالحات )) يجيبهم إلى ما يسألون (( ويزيدهم من فضله والكافرون لهم عذاب شديد )). حفظ
الشيخ : (( ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات )) قال : " يجيبهم إلى ما يسألون " يستجيب بمعنى يجيب مع أنه قد يتبادر إلى ذهن الإنسان أن معنى يستجيب أي يطيع كما إذا قلت : دعوت فلانا فاستجاب لي أي أطاعني، لكن هنا يستجيب بمعنى يجيب، ودليل هذا التفسير قول الله تبارك وتعالى : (( فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض )) إذا استجاب بمعنى أجاب، ويستجيب بمعنى يجيب، فماذا يكون إعراب الذين ؟ الذين مفعول به وليست فاعلا، الفاعل ضمير مستتر يعود على الله.
(( الذين آمنوا وعملوا الصالحات )) آمنوا بقلوبهم وعملوا الصالحات بجوارحهم والإيمان والعمل الصالح يقرنان دائما لأن أحدهما ملازم للآخر، فكل من آمن حقا فسيعمل الصالحات قطعا، دليل هذه القاعدة قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ).
إذا آمنوا بإيش ؟ بكل ما يجب الإيمان به، وعرفتم أن أركان الإيمان قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم : إنها ( الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والقدر خيره وشره ) عملوا الصالحات: الصالحات هذه صفة لموصوف محذوف والتقدير الأعمال الصالحات، فما ضابط العمل الصالح ؟ ضابط العمل الصالح أن يكون خالصا لله موفقا لشريعة الله، هذا يقع في أمة محمد عليه الصلاة والسلام لكن هل يقع في الأمم السابقة ؟ الجواب: نعم، حين كانت شرائعهم قائمة يقع منهم الإيمان والعمل الصالح طيب. إذن العمل الصالح ضابطه أن يكون خالصا لله موافقا لشريعة الله.
فقولنا أن يكون خالصا لله احترازا من العمل الذي يقع فيه الشرك فليس بصالح وإن قل الشرك لقوله تعالى في الحديث القدسي : ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ) وعلى وفق الشريعة أن يكون خاليا من البدعة، فإن كان فيه بدعة لم يكن صالحا حتى لو كانت أجزاء هذه البدعة عملا صالحا، فإنها إذا كانت بدعة لا تكون عملا صالحا، يعني لو أن أحدا أحدث أذكارا من القرآن أو من السنة لكن على صفة لم تأتي بها الشريعة فإنها ليست عملا صالحا، ولا يكون العمل صالحا إلا إذا وافق الشريعة في أمور ستة: السبب والقدر والكيفية والنوع والزمان والمكان.
السبب: بأن يكون هذا العمل مشروعا لسبب معين فلو أن إنسانا أحدثه لسبب آخر لم يقبل منه ولم يكون صالحا، مثال ذلك: نرى بعض الناس إذا قدم له الطيب يقول: اللهم صلي على محمد، هذا ليس عملا صالحا، إذا قال قائل : كيف تقول ليس عملا صالحا وهو صلاة على الرسول ؟ قلنا : لأنه ليس من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كلما تطيب صلى على النبي ولا أمر أمته بذلك، إذن فأنت الآن أثبت سببا غير شرعي، ومن ذلك أن بعض الناس إذا تجشأ قال : الحمد لله، التجشؤ خروج الريح من فوق، بعض الناس يقول : الحمد لله، نقول من قال : لك أنه يشرع عند التجشؤ أن تحمد الله؟ إذا عملك غير صالح لأنه غير مطابق للشريعة، ونقول : يلزم على قولك : أنك إذا فسوت تحمد الله ولا دليل على هذا.
(( ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله والكافرون لهم عذاب شديد )) يستجيب بمعنى يجيب. ما هو الشاهد لكون يستجيب بمعنى يجيب ؟ قوله تعالى : (( فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ )) [آل عمران:195].
على هذا المعنى ماذا يكون إعراب: (( الذين )) ؟ مفعول به مبني على الياء في محل نصب.
قال الله تبارك وتعالى : (( والكافرون لهم عذاب شديد )) هذه جملة مستأنفة لما ذكر ما يحصل للذين آمنوا وعملوا الصالحات ذكر ما يحصل لضدهم لأن القرآن الكريم مثاني، تثنى فيه المعاني فتذكر فيه الجنة ثم يذكر النار والثواب ثم العقاب والمؤمن ثم الكافر وهلم جرا، (( والكافرون لهم عذاب شديد )) الكافر في الأصل الجاحد مأخوذ من الكفرة وهي وعاء طلع النخل، ولكنه يطلق على كل من كفر بالله تعالى بجحد أو غيره، سواء كان بجحد مثل أن يجحد الرسالة أو القرآن، أو كان باستكبار عن دين الله مثل أن يدع الصلاة التي تركها كفر، وقوله : (( لهم عذاب شديد )) مبتدأ وخبر، خبر المبتدأ الأول الذي هو الكافرون وأتت العبارة بهذا الوجه للتأكيد على عذابهم والعياذ بالله، وإلا لو كان يكفي أن يقال وللكافرين عذاب مهين أو ما أشبه، لكن الله تعالى قال : (( والكافرون لهم عذاب شديد )) الشديد القوي، وإذا أردت أن تعرف هذا فاقرأ ما في القرآن والسنة من عذاب أهل النار.
زعمتم أننا لم نتكلم على قوله: (( من فضله ))، (( ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله )) ونقول: أي يعطيهم من فضله زيادة على ما عملوا، فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة.
قوله : (( عملوا الصالحات )) أي عملوا الأعمال الصالحات ولا يكون العمل صالحا إلا بموافقة الشريعة بالإخلاص لله أولا، ثم موافقة الشريعة ثانيا، ولا تتحقق الموافقة إلا إذا طابق العمل الشريعة في أمور ستة: الأول السبب.
والثاني: الجنس، بأن يكون من جنس ما جاءت به الشريعة فإن خرج عن ذلك لم يكن عملا صالحا، مثاله: لو أن أحدا ضحى بفرس فالفرس أغلى من الشاة غالبا، فإن الأضحية لا تقبل، لماذا ؟ لأنه ليس من جنس المشروع التضحية به، إذ أن التضحية لا تكون إلا من بهيمة الأنعام الإبل والبقر والغنم كما قال تعالى : (( وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ )) [الحج:28].
الثاني: أن يكون مطابقا للشريعة في قدره فلا يزيد على ما جاءت به الشريعة، ولهاذا لو أن إنسانا زاد في الصلاة ركعة لم يكن عملا صالحا حتى وإن كانت الركعة في الأصل مشروعة لكنها في هذا الحال ليست مشروعة، فإن قال قائل : ماذا تقولون : لو أن الإنسان زاد في صلاة الليل على إحدى عشرة ركعة هل تكون الزيادة عملا صالحا ؟ إذا قلتم : نعم أشكل علينا أننا قلنا : لابد أن تطابق الشريعة في قدرها أعني العبادة، ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يزيد في رمضان ولا غيره عن إحدى عشرة ركعة وربما صلى ثلاثة عشرة ركعة، الجواب: أن صلاة الليل لم يرد فيها تحديد عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن قال: لا تزيدوا على كذا، بل صلى هو إحدى عشرة ركعة وقال للذي سأله عن صلاة الليل قال له : ( مثنى ، مثنى فإذا خشيت الصبح فصلي ركعة توتر لك ما قد صليت ) فقوله : ( مثنى ، مثنى ) بدون تحديد يدل على أن صلاة الليل لا حد لها صلي ما شئت من الركعات.
الأمر الثالث: أن تكون موافقة للشريعة في الزمان، فإن خالفت الشريعة في الزمان فإنها لا تقبل، مثال ذلك: رجل ضحى وذبح أضحيته قبل صلاة العيد فلا تصح هذه الأضحية، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم للذي : أخبره أنه ذبح قبل أن يصلي قال له: ( شاتك شاة لحم ).
الخامس : أن تكون موافقة للشريعة في المكان، يعني أنه إذا خص الشارع العبادة بمكان معين فإن صلاتها في غير هذا المكان لا تقبل، فالوقوف بعرفة لو أن إنسانا وقف في مزدلفة بدل الوقوف بعرف فإن ذلك لا يصح، لماذا ؟ لأنه وقف في غير المكان الذي حدد، ولو اعتكف الإنسان في بيته لم يصح الاعتكاف لأن الاعتكاف مخصوص في المساجد.
السادس: أن تكون مطابقة للشريعة في هيئتها يعني الكيفية، فلو توضأ الإنسان وغسل يديه قبل وجهه فالوضوء لا يصح لأنه مخالف للشريعة في الهيئة إذ أن الله يقول: (( فاغسلوا وجوهكم وأيديكم )) ولو صلى الإنسان فسجد قبل أن يركع ثم قام وركع لم تصح الصلاة لعدم موافقة الشريعة في الهيئة، هذه ستة أشياء لا يمكن أن تكون العبادة مطابقة للشريعة إلا إذا تحققت هذه الأشياء الستة .
(( الذين آمنوا وعملوا الصالحات )) آمنوا بقلوبهم وعملوا الصالحات بجوارحهم والإيمان والعمل الصالح يقرنان دائما لأن أحدهما ملازم للآخر، فكل من آمن حقا فسيعمل الصالحات قطعا، دليل هذه القاعدة قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ).
إذا آمنوا بإيش ؟ بكل ما يجب الإيمان به، وعرفتم أن أركان الإيمان قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم : إنها ( الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والقدر خيره وشره ) عملوا الصالحات: الصالحات هذه صفة لموصوف محذوف والتقدير الأعمال الصالحات، فما ضابط العمل الصالح ؟ ضابط العمل الصالح أن يكون خالصا لله موفقا لشريعة الله، هذا يقع في أمة محمد عليه الصلاة والسلام لكن هل يقع في الأمم السابقة ؟ الجواب: نعم، حين كانت شرائعهم قائمة يقع منهم الإيمان والعمل الصالح طيب. إذن العمل الصالح ضابطه أن يكون خالصا لله موافقا لشريعة الله.
فقولنا أن يكون خالصا لله احترازا من العمل الذي يقع فيه الشرك فليس بصالح وإن قل الشرك لقوله تعالى في الحديث القدسي : ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ) وعلى وفق الشريعة أن يكون خاليا من البدعة، فإن كان فيه بدعة لم يكن صالحا حتى لو كانت أجزاء هذه البدعة عملا صالحا، فإنها إذا كانت بدعة لا تكون عملا صالحا، يعني لو أن أحدا أحدث أذكارا من القرآن أو من السنة لكن على صفة لم تأتي بها الشريعة فإنها ليست عملا صالحا، ولا يكون العمل صالحا إلا إذا وافق الشريعة في أمور ستة: السبب والقدر والكيفية والنوع والزمان والمكان.
السبب: بأن يكون هذا العمل مشروعا لسبب معين فلو أن إنسانا أحدثه لسبب آخر لم يقبل منه ولم يكون صالحا، مثال ذلك: نرى بعض الناس إذا قدم له الطيب يقول: اللهم صلي على محمد، هذا ليس عملا صالحا، إذا قال قائل : كيف تقول ليس عملا صالحا وهو صلاة على الرسول ؟ قلنا : لأنه ليس من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كلما تطيب صلى على النبي ولا أمر أمته بذلك، إذن فأنت الآن أثبت سببا غير شرعي، ومن ذلك أن بعض الناس إذا تجشأ قال : الحمد لله، التجشؤ خروج الريح من فوق، بعض الناس يقول : الحمد لله، نقول من قال : لك أنه يشرع عند التجشؤ أن تحمد الله؟ إذا عملك غير صالح لأنه غير مطابق للشريعة، ونقول : يلزم على قولك : أنك إذا فسوت تحمد الله ولا دليل على هذا.
(( ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله والكافرون لهم عذاب شديد )) يستجيب بمعنى يجيب. ما هو الشاهد لكون يستجيب بمعنى يجيب ؟ قوله تعالى : (( فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ )) [آل عمران:195].
على هذا المعنى ماذا يكون إعراب: (( الذين )) ؟ مفعول به مبني على الياء في محل نصب.
قال الله تبارك وتعالى : (( والكافرون لهم عذاب شديد )) هذه جملة مستأنفة لما ذكر ما يحصل للذين آمنوا وعملوا الصالحات ذكر ما يحصل لضدهم لأن القرآن الكريم مثاني، تثنى فيه المعاني فتذكر فيه الجنة ثم يذكر النار والثواب ثم العقاب والمؤمن ثم الكافر وهلم جرا، (( والكافرون لهم عذاب شديد )) الكافر في الأصل الجاحد مأخوذ من الكفرة وهي وعاء طلع النخل، ولكنه يطلق على كل من كفر بالله تعالى بجحد أو غيره، سواء كان بجحد مثل أن يجحد الرسالة أو القرآن، أو كان باستكبار عن دين الله مثل أن يدع الصلاة التي تركها كفر، وقوله : (( لهم عذاب شديد )) مبتدأ وخبر، خبر المبتدأ الأول الذي هو الكافرون وأتت العبارة بهذا الوجه للتأكيد على عذابهم والعياذ بالله، وإلا لو كان يكفي أن يقال وللكافرين عذاب مهين أو ما أشبه، لكن الله تعالى قال : (( والكافرون لهم عذاب شديد )) الشديد القوي، وإذا أردت أن تعرف هذا فاقرأ ما في القرآن والسنة من عذاب أهل النار.
زعمتم أننا لم نتكلم على قوله: (( من فضله ))، (( ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله )) ونقول: أي يعطيهم من فضله زيادة على ما عملوا، فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة.
قوله : (( عملوا الصالحات )) أي عملوا الأعمال الصالحات ولا يكون العمل صالحا إلا بموافقة الشريعة بالإخلاص لله أولا، ثم موافقة الشريعة ثانيا، ولا تتحقق الموافقة إلا إذا طابق العمل الشريعة في أمور ستة: الأول السبب.
والثاني: الجنس، بأن يكون من جنس ما جاءت به الشريعة فإن خرج عن ذلك لم يكن عملا صالحا، مثاله: لو أن أحدا ضحى بفرس فالفرس أغلى من الشاة غالبا، فإن الأضحية لا تقبل، لماذا ؟ لأنه ليس من جنس المشروع التضحية به، إذ أن التضحية لا تكون إلا من بهيمة الأنعام الإبل والبقر والغنم كما قال تعالى : (( وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ )) [الحج:28].
الثاني: أن يكون مطابقا للشريعة في قدره فلا يزيد على ما جاءت به الشريعة، ولهاذا لو أن إنسانا زاد في الصلاة ركعة لم يكن عملا صالحا حتى وإن كانت الركعة في الأصل مشروعة لكنها في هذا الحال ليست مشروعة، فإن قال قائل : ماذا تقولون : لو أن الإنسان زاد في صلاة الليل على إحدى عشرة ركعة هل تكون الزيادة عملا صالحا ؟ إذا قلتم : نعم أشكل علينا أننا قلنا : لابد أن تطابق الشريعة في قدرها أعني العبادة، ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يزيد في رمضان ولا غيره عن إحدى عشرة ركعة وربما صلى ثلاثة عشرة ركعة، الجواب: أن صلاة الليل لم يرد فيها تحديد عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن قال: لا تزيدوا على كذا، بل صلى هو إحدى عشرة ركعة وقال للذي سأله عن صلاة الليل قال له : ( مثنى ، مثنى فإذا خشيت الصبح فصلي ركعة توتر لك ما قد صليت ) فقوله : ( مثنى ، مثنى ) بدون تحديد يدل على أن صلاة الليل لا حد لها صلي ما شئت من الركعات.
الأمر الثالث: أن تكون موافقة للشريعة في الزمان، فإن خالفت الشريعة في الزمان فإنها لا تقبل، مثال ذلك: رجل ضحى وذبح أضحيته قبل صلاة العيد فلا تصح هذه الأضحية، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم للذي : أخبره أنه ذبح قبل أن يصلي قال له: ( شاتك شاة لحم ).
الخامس : أن تكون موافقة للشريعة في المكان، يعني أنه إذا خص الشارع العبادة بمكان معين فإن صلاتها في غير هذا المكان لا تقبل، فالوقوف بعرفة لو أن إنسانا وقف في مزدلفة بدل الوقوف بعرف فإن ذلك لا يصح، لماذا ؟ لأنه وقف في غير المكان الذي حدد، ولو اعتكف الإنسان في بيته لم يصح الاعتكاف لأن الاعتكاف مخصوص في المساجد.
السادس: أن تكون مطابقة للشريعة في هيئتها يعني الكيفية، فلو توضأ الإنسان وغسل يديه قبل وجهه فالوضوء لا يصح لأنه مخالف للشريعة في الهيئة إذ أن الله يقول: (( فاغسلوا وجوهكم وأيديكم )) ولو صلى الإنسان فسجد قبل أن يركع ثم قام وركع لم تصح الصلاة لعدم موافقة الشريعة في الهيئة، هذه ستة أشياء لا يمكن أن تكون العبادة مطابقة للشريعة إلا إذا تحققت هذه الأشياء الستة .