فوائد قوله تعالى : (( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير )) . حفظ
في هذه الآية فوائد منها إثبات الأسباب لقوله: (( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم )) وجه ذلك أن الباء هنا للسببية ففيه إثبات الأسباب.
وإثبات الأسباب ثابت شرعا وعقلا وحسا، وإنكاره ضلال في الدين وسفه في العقل، أقول تأثير الأسباب ثابت بالشرع والعقل والحس، أما ثبوت الأسباب بالشرع فكما قرأنا الآية، والأدلة على هذا لا تحصى لا في القرآن ولا في السنة. وأما ثبوته بالعقل فلأننا نعلم أن كل شيء حادث لابد أن يكون له سبب يحدثه إما معلوم لنا وإما مجهول، لابد من هذا، فالطفل لا يمكن أن يخرج ينبت على ظهر بطن الأم، لابد أن يكون له سبب لوجوده وبقائه، وكذلك كل الحوادث لابد لها من سبب إما معلوم وإما مجهول، أما الحس فظاهر أن للأسباب تأثيرا لو أنك رميت زجاجة بحجر تكسرت، ما الذي كسرها ؟ ... إذن لها سبب، لو أوقدت على الماء البارد صار حارا، السبب ؟ أوقدت عليه، هذا شيء معروف حسا، يرى بعض العلماء من سفاهتهم أن الأسباب ليس لها تأثير إطلاقا، سبحان الله قال : ما لها تأثير ؟ قال: نعم، أليس إذا رميت الزجاج بالجحر انكسر الزجاجة ؟ قالوا: نعم، لكن حصل الانكسار عند وجود الرمي لا بوجود الرمي، يقولون: لما لمس الحجر المقذوف الزجاجة انكسر، هل هذا صحيح ؟ ... ما هو صحيح، بدليل لو جبت أكبر حجر كبر الزجاجة ثلاثة مرات ووضعته على الزجاجة وضعا ما انكسرت، احتراق ما يقبل الاحتراق في النار لسبب أو لغير سبب ؟ لسبب، ضع ورقة في النار تحترق، هذا أمر معقول مدرك بالحس، يقولون: لا أبدا لو أنك أثبت تأثير الأسباب في مسبباتها لكنت مشركا بالله العظيم، أعوذ بالله، لأنك جعلت مع الله خالقا فأقول: لم أجعل مع الله خالقا لكني أقول إن السبب يؤثر لا بنفسه ولكن ما أودعه الله من قوة، والدليل على هذا أن نار إبراهيم وهي نار عظيمة محرقة جمعوا حطبا عظيما وأوقدوا عليه حتى إنهم رموا إبراهيم بالمنجنيق لأنهم لا يستطيعون أن يحوموا حول هذه النار من حرارتها، ماذا كانت ؟ قال الله تعالى لها : (( كوني بردا وسلاما على إبراهيم )) فكانت بردا وسلاما عليه، فلم تأثر، إذن نحن نقول: إنها سبب لما جعله الله فيها من القوة وليست مؤثرة بنفسها، هناك طرف آخر تطرف قال: الأسباب مؤثرة بنفسها، وهذا هو الذي نقول: إن في قوله نوعا من الشرك وليست الأسباب مؤثرة بنفسها، الدليل هو نار إبراهيم، فعلى كل حال نحن نؤمن بأن للأسباب تأثيرا بما أودعه الله فيها من القوى المؤثرة، وأن هذه القوى قد لا تأثر إذا أراد الله عز وجل: (( فبما كسبت أيديكم )) قلنا : من فوائدها : إثبات الأسباب لقوله : (( فبما كسبت أيديكم )) .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : أن الإنسان يجازى على كسبه بمثل كسبه، لأنه إذا كان بما كسب فلابد أن يكون على قدر ما كسب، فإن كان أزيد كان ظلما والله سبحانه وتعالى لا يظلم أحدا .
ومن فوائد الآية : جواز التعبير بالبعض عن الكل لقوله : (( فبما كسبت أيديكم )) مع أنه يشمل ما كسبه الإنسان برجله، كمشيه إلى بيوت الدعارة والخمر وما أشبه ذلك، فإنه يؤاخذ عليه، فإذا قال قائل: هل كل بعض يجوز أن يعبر به عن الكل ؟ فالجواب: لا، ولكن بشرط أن يكون لهذا البعض تأثير على الكل، فكسب اليد له تأثير بلا شك لأن أكثر الأعمال بها، أعتق رقبة المراد أن أضرب بصفحة رقبة العتيق وأقول أنت أيتها الرقبة عتيقة صح ؟ خطأ، لكن عبر بالرقبة عن الكل لأن الإنسان لا يمكن أن يعيش بدون رقبة، ولأن الرقبة محل القتل التي إذا فصلت عن البدن هلك الإنسان، الخلاصة جواز التعبير بالبعض عن الكل بشرط أن يكون له أثر فيما عبر عنه به .
من فوائد هذه الآية الكريمة : أن الله يعفوا عن كثير من الذنوب فلا يؤاخذ بها لقوله : (( ويعفوا عن كثير )) لكن هل هذا العفو مضمون ؟ لا، غير مضمون، والدليل قوله تعالى : (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) فلا يأخذك الأمن من مكر الله أن تقول : إن هذا الذنب مما يعفوا الله عنه وتفعل الذنب، هذا غرور واغترار، لأن قوله: (( ويعفوا عن كثير )) مقيد بقوله: (( ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )).
وإثبات الأسباب ثابت شرعا وعقلا وحسا، وإنكاره ضلال في الدين وسفه في العقل، أقول تأثير الأسباب ثابت بالشرع والعقل والحس، أما ثبوت الأسباب بالشرع فكما قرأنا الآية، والأدلة على هذا لا تحصى لا في القرآن ولا في السنة. وأما ثبوته بالعقل فلأننا نعلم أن كل شيء حادث لابد أن يكون له سبب يحدثه إما معلوم لنا وإما مجهول، لابد من هذا، فالطفل لا يمكن أن يخرج ينبت على ظهر بطن الأم، لابد أن يكون له سبب لوجوده وبقائه، وكذلك كل الحوادث لابد لها من سبب إما معلوم وإما مجهول، أما الحس فظاهر أن للأسباب تأثيرا لو أنك رميت زجاجة بحجر تكسرت، ما الذي كسرها ؟ ... إذن لها سبب، لو أوقدت على الماء البارد صار حارا، السبب ؟ أوقدت عليه، هذا شيء معروف حسا، يرى بعض العلماء من سفاهتهم أن الأسباب ليس لها تأثير إطلاقا، سبحان الله قال : ما لها تأثير ؟ قال: نعم، أليس إذا رميت الزجاج بالجحر انكسر الزجاجة ؟ قالوا: نعم، لكن حصل الانكسار عند وجود الرمي لا بوجود الرمي، يقولون: لما لمس الحجر المقذوف الزجاجة انكسر، هل هذا صحيح ؟ ... ما هو صحيح، بدليل لو جبت أكبر حجر كبر الزجاجة ثلاثة مرات ووضعته على الزجاجة وضعا ما انكسرت، احتراق ما يقبل الاحتراق في النار لسبب أو لغير سبب ؟ لسبب، ضع ورقة في النار تحترق، هذا أمر معقول مدرك بالحس، يقولون: لا أبدا لو أنك أثبت تأثير الأسباب في مسبباتها لكنت مشركا بالله العظيم، أعوذ بالله، لأنك جعلت مع الله خالقا فأقول: لم أجعل مع الله خالقا لكني أقول إن السبب يؤثر لا بنفسه ولكن ما أودعه الله من قوة، والدليل على هذا أن نار إبراهيم وهي نار عظيمة محرقة جمعوا حطبا عظيما وأوقدوا عليه حتى إنهم رموا إبراهيم بالمنجنيق لأنهم لا يستطيعون أن يحوموا حول هذه النار من حرارتها، ماذا كانت ؟ قال الله تعالى لها : (( كوني بردا وسلاما على إبراهيم )) فكانت بردا وسلاما عليه، فلم تأثر، إذن نحن نقول: إنها سبب لما جعله الله فيها من القوة وليست مؤثرة بنفسها، هناك طرف آخر تطرف قال: الأسباب مؤثرة بنفسها، وهذا هو الذي نقول: إن في قوله نوعا من الشرك وليست الأسباب مؤثرة بنفسها، الدليل هو نار إبراهيم، فعلى كل حال نحن نؤمن بأن للأسباب تأثيرا بما أودعه الله فيها من القوى المؤثرة، وأن هذه القوى قد لا تأثر إذا أراد الله عز وجل: (( فبما كسبت أيديكم )) قلنا : من فوائدها : إثبات الأسباب لقوله : (( فبما كسبت أيديكم )) .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : أن الإنسان يجازى على كسبه بمثل كسبه، لأنه إذا كان بما كسب فلابد أن يكون على قدر ما كسب، فإن كان أزيد كان ظلما والله سبحانه وتعالى لا يظلم أحدا .
ومن فوائد الآية : جواز التعبير بالبعض عن الكل لقوله : (( فبما كسبت أيديكم )) مع أنه يشمل ما كسبه الإنسان برجله، كمشيه إلى بيوت الدعارة والخمر وما أشبه ذلك، فإنه يؤاخذ عليه، فإذا قال قائل: هل كل بعض يجوز أن يعبر به عن الكل ؟ فالجواب: لا، ولكن بشرط أن يكون لهذا البعض تأثير على الكل، فكسب اليد له تأثير بلا شك لأن أكثر الأعمال بها، أعتق رقبة المراد أن أضرب بصفحة رقبة العتيق وأقول أنت أيتها الرقبة عتيقة صح ؟ خطأ، لكن عبر بالرقبة عن الكل لأن الإنسان لا يمكن أن يعيش بدون رقبة، ولأن الرقبة محل القتل التي إذا فصلت عن البدن هلك الإنسان، الخلاصة جواز التعبير بالبعض عن الكل بشرط أن يكون له أثر فيما عبر عنه به .
من فوائد هذه الآية الكريمة : أن الله يعفوا عن كثير من الذنوب فلا يؤاخذ بها لقوله : (( ويعفوا عن كثير )) لكن هل هذا العفو مضمون ؟ لا، غير مضمون، والدليل قوله تعالى : (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) فلا يأخذك الأمن من مكر الله أن تقول : إن هذا الذنب مما يعفوا الله عنه وتفعل الذنب، هذا غرور واغترار، لأن قوله: (( ويعفوا عن كثير )) مقيد بقوله: (( ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )).