التعليق على تفسير الجلالين : وهو تعالى أكرم من أن يثني الجزاء في الآخرة ، أما غير المذنبين فما يصيبهم في الدنيا لرفع درجاتهم في الآخرة . حفظ
قال المفسر: " وهو تعالى أكرم من أن يثني أجزاء في الآخرة " مراده رحمه الله أن المصائب التي تصيبنا بذنوبنا لا نعاقب على ذنوبنا في الآخرة تكفي المصائب، هذا ظاهر الآية لأن قوله: (( فبما كسبت أيديكم )) يدل على أن هذه المصيبة هي الجزاء وإذا كانت هي الجزاء فلن يثني الله الجزاء في الآخرة لأنه أكرم من أن يثني الجزاء، وهذا صحيح أن ما أصيب به الإنسان في الدنيا فهو كفارة عن ذنوبه، إذا أقيم عليه الحد في معصية فيها حد فهو كفارة، إذا عزر على ذنب ليس فيه حد فهو كفارة، إذا أصابته مصيبة عن هذه الذنوب فهي كفارة، فلا يعيد الله عليه العقوبة في الآخرة إلا ذنبا واحدا وهو السعي في الأرض فسادا قال الله تعالى : (( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ )) [المائدة:33] فهذا مستثنى، وذلك لفداحة هذا النوع من الذنوب، فإن الفساد في الأرض ليس بالأمر السهل، فجعل الله هؤلاء المحاربين المفسدين في الأرض لهم عقوبتين: العقوبة بقطع الأعضاء، والثانية: (( ولهم في الآخرة عذاب عظيم إلا الذين تابوا )).
قال المفسر: " أما غير المذنبين فما يصيبهم في الدنيا لرفع درجاتهم في الآخرة " هذا الكلام يوحي بأن هناك أناس كثيرين غير مذنبين، نعم وهذا عند التأمل فيه نظر لأنه ما من إنسان إلا ويصاب بذنب، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم عن نفسه : ( اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله علانيته وسره وأوله وآخره ) وقال الله لنبيه يخاطبه : (( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر )) فهل يمكن أن يجرأ أحد فيقول إن الرسول لم يذنب والله عز وجل يقول: (( ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر )) ؟ لا يمكن، لأنه لا يمكن أن تقول : لا ذنب له حتى يمن الله عليه بمغفرته له، نعم الرسل معصومون من شيء ليس لغيرهم وهو الاستمرار في الذنب، هذا لا يمكن لابد أن يعفوا الله عنهم إما باستغفارهم وتوبتهم إلى الله وإما بمنة الله عليهم، قال الله عز وجل لنبيه : (( يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم )) وقال له : (( عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين )) هذا هو النبي عليه الصلاة والسلام يقول الله له: لما استعجلت فأذنت لهم، وهذه آية عظيمة ترتب سير الإنسان ألا يتعجل في الأمور، إذا كان الله عاتب نبيه لأنه أذن لهم قبل أن يتبين له الأمر فما بالكم بغيره، وقال الله تبارك وتعالى : (( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ )) [الأحزاب:37] نعم الرسل عليهم الصلاة والسلام معصومون من كبائر الذنوب، معصومون من الشرك، معصومون من سفاسف الأخلاق، أما المعاصي التي دون ذلك فإنهم غير معصومين منها ولكنهم معصومين من الاستمرار فيها، وهذا شيء ليس بغيبي، نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من أتباعهم إنه على كل شيء قدير.
إذن قول المؤلف: " أما غير المذنبين " غير مسلم لأنه ما من أحد إلا ويذنب كما سمعتم الأحاديث في هذا، وعليه فهذا الكلام من المؤلف غير وارد، نعم للناس من تكون له ذنوب وأعمال صالحة تكفر الذنوب دون أن يصاب بمصيبة، هذا واقع كثيرا، حكا رجل للنبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى امرأة وأصاب منها ما يصيب الرجل من امرأته غير أنه لم يزن بها فقال : ( أشهدت معها صلاة الفجر ) )قال: نعم قال له: ( إن الحسنات يذهبن السيئات ) فصلاته الفجر أذهبت السيئات، وكذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر ).
قال المفسر: " أما غير المذنبين فما يصيبهم في الدنيا لرفع درجاتهم في الآخرة " هذا الكلام يوحي بأن هناك أناس كثيرين غير مذنبين، نعم وهذا عند التأمل فيه نظر لأنه ما من إنسان إلا ويصاب بذنب، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم عن نفسه : ( اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله علانيته وسره وأوله وآخره ) وقال الله لنبيه يخاطبه : (( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر )) فهل يمكن أن يجرأ أحد فيقول إن الرسول لم يذنب والله عز وجل يقول: (( ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر )) ؟ لا يمكن، لأنه لا يمكن أن تقول : لا ذنب له حتى يمن الله عليه بمغفرته له، نعم الرسل معصومون من شيء ليس لغيرهم وهو الاستمرار في الذنب، هذا لا يمكن لابد أن يعفوا الله عنهم إما باستغفارهم وتوبتهم إلى الله وإما بمنة الله عليهم، قال الله عز وجل لنبيه : (( يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم )) وقال له : (( عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين )) هذا هو النبي عليه الصلاة والسلام يقول الله له: لما استعجلت فأذنت لهم، وهذه آية عظيمة ترتب سير الإنسان ألا يتعجل في الأمور، إذا كان الله عاتب نبيه لأنه أذن لهم قبل أن يتبين له الأمر فما بالكم بغيره، وقال الله تبارك وتعالى : (( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ )) [الأحزاب:37] نعم الرسل عليهم الصلاة والسلام معصومون من كبائر الذنوب، معصومون من الشرك، معصومون من سفاسف الأخلاق، أما المعاصي التي دون ذلك فإنهم غير معصومين منها ولكنهم معصومين من الاستمرار فيها، وهذا شيء ليس بغيبي، نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من أتباعهم إنه على كل شيء قدير.
إذن قول المؤلف: " أما غير المذنبين " غير مسلم لأنه ما من أحد إلا ويذنب كما سمعتم الأحاديث في هذا، وعليه فهذا الكلام من المؤلف غير وارد، نعم للناس من تكون له ذنوب وأعمال صالحة تكفر الذنوب دون أن يصاب بمصيبة، هذا واقع كثيرا، حكا رجل للنبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى امرأة وأصاب منها ما يصيب الرجل من امرأته غير أنه لم يزن بها فقال : ( أشهدت معها صلاة الفجر ) )قال: نعم قال له: ( إن الحسنات يذهبن السيئات ) فصلاته الفجر أذهبت السيئات، وكذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر ).