التعليق على تفسير الجلالين : (( فما أوتيتم )) خطاب للمؤمنين وغيرهم (( من شيء )) من أثاث الدنيا (( فمتاع الحياة الدنيا )) يتمتع به فيها ثم يزول (( وما عند الله )) من الثواب (( خير وأبقى للذين ءامنوا وعلى ربهم يتوكلون )) ويعطف عليهم . حفظ
(( فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا ))(( فما أوتيتم )) الخطاب يقول المفسر:"للمؤمنين وغيرهم (( من شيء )) من أثاث الدنيا (( فمتاع الحياة الدنيا ... )) "، قوله: (( فما أوتيتم من شيء ))...( من ) هذه:(( فما أوتيتم من شيء )) زائدة لبيان العموم، أي: أي شيء تؤتونه من أمور الدنيا فإنه متاع الحياة الدنيا، وقوله:" الخطاب للمؤمنين وغيرهم " صحيح، لأن هذا يخاطب به المؤمن والكافر، المؤمن يتمتع بالدنيا، ولكنهم يتمتعون كما تتمتع الأنعام والنار مثوى لهم، والمؤمن يتمتع بالدنيا ولكنه إذا قام بعمل الآخرة صار نعيمه في الدنيا والآخرة.
" (( وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا )) يتمتع به فيها ثم يزول "هذا هو الواقع أن متاع الحياة الدنيا يزول أو يزال عنه، يعني: إما هذا وإما هذا، لو قدر أن الإنسان يبقى غنيا صحيح الجسم آمن المقام، أليس من الجائز أن يسلب هذا ؟ بلى، فيكون متاعا قد زال، فإن لم يزل عنه زال الإنسان عنه، من الذي متع أبد الآبدين ؟ لا يوجد، قال الله تعالى : (( وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فه الخالدون ))(( وما عند الله خير وأبقى ))ما هذه اسم موصول مبتدأ، وخير خبره (( وما عند الله خير وأبقى )) خير من متاع الدنيا في ذاته ونوعه وكل متعه، وأبقى أي أدوم، لأن متاع الدنيا يزول، فنعيم الآخرة جمع بين الوصفين: أنه خير، وأنه أبقى، فباعتبار نوعه وجنسه وأصنافه هو خير، وباعتبار بقائه هو أبقى، والإنسان لا يريد من النعيم إلا هذا، لا يريد إلا الأكمل والأبقى حتى لا يزول عنه، لكن لمن ؟ للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، واعلم أن مثل هذه العبارة وردت على ثلاثة أوجه:
الوجه الأول : أو يخاطب بها الشخص بعينه فيقال له: إن الآخرة خير لك .
والثاني : أن تأتي مقيدة بأوصاف محبوبة مطلوبة .
والثالث: أن تأتي مطلقة .
اسمع قول الله عز وحل لنبيه صلى الله عليه وسلم:(( وللآخرة خير لك من الأولى )) فالآن نشهد أن الآخرة للنبي صلى الله عليه وسلم خير له من الأولى، هذا قيد بشخص معين، المقيد بأوصاف كالآية التي معنا، وكقوله تعالى: (( ولدار الآخرة خير للذين اتقوا )) فهذه مقيدة بأوصاف .
الثالثة : مطلقة كقوله تعالى : (( بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى )) لكن هذا المطلق يحمل على المقيد أو يقال هذا باعتبار وصفه لا باعتبار من يحصل له، فيقول من حيث الإجمال الآخرة خير وأبقى، أما من حيث التفصيل فيفصل في كل موضع بحسبه. نعم .
" (( وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا )) يتمتع به فيها ثم يزول "هذا هو الواقع أن متاع الحياة الدنيا يزول أو يزال عنه، يعني: إما هذا وإما هذا، لو قدر أن الإنسان يبقى غنيا صحيح الجسم آمن المقام، أليس من الجائز أن يسلب هذا ؟ بلى، فيكون متاعا قد زال، فإن لم يزل عنه زال الإنسان عنه، من الذي متع أبد الآبدين ؟ لا يوجد، قال الله تعالى : (( وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فه الخالدون ))(( وما عند الله خير وأبقى ))ما هذه اسم موصول مبتدأ، وخير خبره (( وما عند الله خير وأبقى )) خير من متاع الدنيا في ذاته ونوعه وكل متعه، وأبقى أي أدوم، لأن متاع الدنيا يزول، فنعيم الآخرة جمع بين الوصفين: أنه خير، وأنه أبقى، فباعتبار نوعه وجنسه وأصنافه هو خير، وباعتبار بقائه هو أبقى، والإنسان لا يريد من النعيم إلا هذا، لا يريد إلا الأكمل والأبقى حتى لا يزول عنه، لكن لمن ؟ للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، واعلم أن مثل هذه العبارة وردت على ثلاثة أوجه:
الوجه الأول : أو يخاطب بها الشخص بعينه فيقال له: إن الآخرة خير لك .
والثاني : أن تأتي مقيدة بأوصاف محبوبة مطلوبة .
والثالث: أن تأتي مطلقة .
اسمع قول الله عز وحل لنبيه صلى الله عليه وسلم:(( وللآخرة خير لك من الأولى )) فالآن نشهد أن الآخرة للنبي صلى الله عليه وسلم خير له من الأولى، هذا قيد بشخص معين، المقيد بأوصاف كالآية التي معنا، وكقوله تعالى: (( ولدار الآخرة خير للذين اتقوا )) فهذه مقيدة بأوصاف .
الثالثة : مطلقة كقوله تعالى : (( بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى )) لكن هذا المطلق يحمل على المقيد أو يقال هذا باعتبار وصفه لا باعتبار من يحصل له، فيقول من حيث الإجمال الآخرة خير وأبقى، أما من حيث التفصيل فيفصل في كل موضع بحسبه. نعم .