التعليق على تفسير الجلالين : (( والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش )) موجبات الحدود من عطف البعض على الكل (( وإذا ما غضبوا هم يغفرون )) يتجاوزون . حفظ
قال :" وهي موجبات الحدود من عطف البعض على الكل "فسر المؤلف رحمه الله : (( الفواحش )) بأنها ما توجب الحد،فلنعدها الزنا فاحشة ؟ وهو بنص القرآن:(( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة )) نكاح ذوات المحارم فاحشة لقول الله تبارك وتعالى :(( وَلا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا ))[النساء:22]تأمل الآن أيما أعظم نكاح ذوات المحارم أو الزنا ؟ الأول، لأن الله قال فيه : (( كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا )) وفي الزنا قال : (( إنه كان فاحشةوساء سبيلا )) ولهذا كان القول الراجح: أن الإنسان إذا زنا بمحارمه وجب رجمه سواء كان محصنا أو غير محصن.طيب السرقة فاحشة أو لا ؟ فاحشة، المؤلف قال: كل ما فيه حد فاحشة، قطع الطريق فاحشة لأن فيه حدا، الخمر فاحشة ؟ هوعليه حد ؟ الصحيح أن عقوبة الخمر ليست حدا بل هي عقوبة لكنها لا تنقص عن أربعين، الدليل أنها عقوبة أن شارب الخمر في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم يؤتى به فيضربه الناس الذي يضرب بيده والذي يضرب بثوبه والذي يضرب بنعله بدون حد معين، ثم جعلها أبو بكر أربعين ثم جعلها عمر أربعين، ثم كثر شرب الخمر فزادها عمر إلى ثمانين بعد أن استشار الصحابة فقال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: أرى أن تجعلها كأخف الحدود، ما هو أخف الحدود ؟ حد القذف ثمانون، فجعلها عمر ثمانين، وهذا كالإجماع من الصحابة رضي الله عنهم أن عقوبة شارب الخمر ليست حدا، لأنه لو كانت حدا هل يمكن لأي أحد أن يزيد ؟ لا يمكن، ولهذا لو كثر الزنا في الناس لا يمكن أن نزيد عن مائة جلدة، طيب أيضا قال عبد الرحمن بن عوف: اجعلها كأخف الحدود، فدل هذا على أنها ليست حدا وإلا لما صح أن يقول : كأخف الحدود، وأيضا إذا تكرر جلده ففي الرابعة يقتل على رأي كثير من العلماء لما جاء ذلك في السنن:( إذا شرب فاجلدوه ثم إن شرب فاجلدوه ثم إن شرب فاجلدوه ثم إن شرب الرابعة فاقتلوا ) هذا الحديث صحيح ذهب إليه أهل الظاهر، وأكثر العلماء يقولون : لا يقتل لو يشرب ألف مرة ويجلد ألف مرة، واختار شيخ الإسلام قولا وسطا وقال: إذا لم ينته الناس بدون القتل فإنه يقتل لئلا يتكاثر شرب الخمر وأما إذا انتهى الناس بدون القتل فإنه لا يقتل، المهم المؤلف رحمه الله يرى أن الفواحش هي موجبات الحدود، قال: " وهو من عطف البعض على الكل "لأن الفواحش بعض كبائر الإثم، وهذا يقع كثيرا عطف البعض على الكل كما أنه يقع أحيانا عطف الكل على البعض، فقول الله تعالى:(( تنزل الملائكة والروح فيها )) هذا من باب عطف البعض على الكل، وإذا قلت : أكرم زيدا والطلبة وهو منهم فهو من باب عطف الكل على البعض، وتخصيص بعض الأفراد بكونه معطوفا أو معطوفا عليه يدل على العناية به والاهتمام به.
(( وإذا ما غضبوا هم يغفرون )) ما هنا زائدة في الإعراب وأما في المعنى فهي للتوكيد، وأقول:
يا طالبا خذ فائدة ما بعد إذا زائدة
تقبل أو ما تقبل ؟ يعني كلما أتتك ما بعد إذا فهي زائدة، كهذه الآية:(( إذا ما غضبوا )) المعنى وإذا غضبوا، وكقوله تعالى:(( حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم )) أي حتى إذا جاءوها، فخذ هذه الفائدة، وما من أوسع الحروف معنى لأن لها عشر معاني أو أكثر جمعت في قول الناظم :
" محامل ما عشر إذا رمت عدها فحافظ على بيت سليم من الشعر
ستفهم شرط الوصل فاعجب لنكرها بكف ونفي زيد تعظيم مصدر "
طيب على وجه السرعة: ستفهم إشارة إلى ما الاستفهامية، شرط إلى ما الشرطية، الوصل إلى ما الموصولة، فاعجب إلى ما التعجبية مثل أن تقول: ما أحسن زيدا، لنكرها إلى ما النكرة الموصوفة أو الواصفة، بكف إلى ما الكافة وهي الداخلة على إن مثل:(( إنما الله إله واحد ))، ونفي ما النافية، زيد ما الزائدة، تعظيم ما التعظيمية مثل:(( الحاقة ما الحاقة )) (( القارعة ما القارعة ))، مصدر إلى ما المصدرية مثل: يعجبني ما فعلت أي: يعجبني فعلك، هذه عشر معاني لما.
(( إذا ما غضبوا هم يغفرون )) يعني إذا نالهم الغضب فإنهم يملكون أنفسهم فيغفرون لمن أغضبهم، ومعنى يغفرون قال المفسر: " يتجاوزون "ونحن نزيد شيئا آخر الستر، يعني: يتجاوزون عن من أساء إليهم ويسترونه.
(( وإذا ما غضبوا هم يغفرون )) ما هنا زائدة في الإعراب وأما في المعنى فهي للتوكيد، وأقول:
يا طالبا خذ فائدة ما بعد إذا زائدة
تقبل أو ما تقبل ؟ يعني كلما أتتك ما بعد إذا فهي زائدة، كهذه الآية:(( إذا ما غضبوا )) المعنى وإذا غضبوا، وكقوله تعالى:(( حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم )) أي حتى إذا جاءوها، فخذ هذه الفائدة، وما من أوسع الحروف معنى لأن لها عشر معاني أو أكثر جمعت في قول الناظم :
" محامل ما عشر إذا رمت عدها فحافظ على بيت سليم من الشعر
ستفهم شرط الوصل فاعجب لنكرها بكف ونفي زيد تعظيم مصدر "
طيب على وجه السرعة: ستفهم إشارة إلى ما الاستفهامية، شرط إلى ما الشرطية، الوصل إلى ما الموصولة، فاعجب إلى ما التعجبية مثل أن تقول: ما أحسن زيدا، لنكرها إلى ما النكرة الموصوفة أو الواصفة، بكف إلى ما الكافة وهي الداخلة على إن مثل:(( إنما الله إله واحد ))، ونفي ما النافية، زيد ما الزائدة، تعظيم ما التعظيمية مثل:(( الحاقة ما الحاقة )) (( القارعة ما القارعة ))، مصدر إلى ما المصدرية مثل: يعجبني ما فعلت أي: يعجبني فعلك، هذه عشر معاني لما.
(( إذا ما غضبوا هم يغفرون )) يعني إذا نالهم الغضب فإنهم يملكون أنفسهم فيغفرون لمن أغضبهم، ومعنى يغفرون قال المفسر: " يتجاوزون "ونحن نزيد شيئا آخر الستر، يعني: يتجاوزون عن من أساء إليهم ويسترونه.