تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( وكذلك )) أي مثل إيحائنا إلى غيرك من الرسل (( أوحينا إليك )) يا محمد (( روحا )) هو القرآن به تحيا القلوب (( من أمرنا )) الذي نوحيه إليك (( ما كنت تدري )) تعرف قبل الوحي إليك (( ما الكتاب )) القرآن (( ولا الإيمان )) أي شرائعه ومعالمه والنفي معلق للفعل عن العمل وما بعده سد مسد المفعولين (( ولكن جعلناه )) أي الروح أو الكتاب (( نورا نهدى به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي )) تدعو بالوحي إليك (( إلى صراط )) طريق (( مستقيم )) دين الإسلام . حفظ
...الوحي قبل أن يوحى إليه(( ولا الإيمان )) قال المؤلف: " أي شرائعه ومعالمه " يعني: وما كنت تدري عن شرائع الإيمان، فهل كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدري عما شرعه الله له في هذه الشريعة الكامل قبل ذلك ؟ لا، ثم قال المؤلف :" والنفي معلق للفعل عن العمل وما بعده سد مسد المفعولين "الجملة هذه للإعراب، كلمة تدري تنصب مفعولين، هل بعدها شيء منصوب ؟ لا، بعدها ما استفهامية مبتدأ، والكتاب خبره، ما فيها شيء منصوب، إذا جاءت الجملة الاستفهامية في محل المفعولين فإنها تعلق الفعل عن العمل ظاهرا، ولكن الجملة تكون في محل نصب، إذن الاستفهام هنا علق الفعل عن العمل، وما بعده سد مسد المفعولين.
"(( ولكن جعلناه )) أي الروح أو الكتاب " يعني جعلنا الكتاب الذي أوحينا إليك أو الروح الذي أوحينا إليك والمعنى لا يختلف (( نورا نهدي به من نشاء من عبادنا ))اللهم اهدنا به،(( نورا نهدي به من نشاء من عبادنا ))النور يهتدي به الناس ومنه قول الشاعر :
" كأنه علم في رأسه نار " وقول الخنساء في أخيها:
" وإن صخرا لتأتم الهداة به كأنه علم في رأسه نار"
يعني أن النار تجعل علامة على الشيء، إذا كان الناس في البر أوقدوا في الليل نارا على رأس جبل أو على رأس أكمة حتى يهتدي بها من يريده، نعم يقول: (( جعلناه نورا نهدي به من نشاء ))نهدي بهذا النور من نشاء، وهذا مبني على حكمة الله عز وجل كما قال تعالى : (( وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما ))فمن الحري أن يهدى بهذا النور ؟ من تمسك به وعمل بما فيه، تصديقا للأخبار وتنفيذا للأحكام، من فعل هذا صار القرآن له نورا يهتدي به كما قال الله تعالى : (( والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم ))وأما من أعرض عنه والعياذ بالله فإن سيكون حجة عليه ولا ينتفع به (( نهدي به من نشاء من عبادنا )) قوله: (( من عبادنا ))هل المراد الهداية العامة أو الخاصة ؟ (( نهدي به من نشاء من عبادنا ))هذه تقسم الناس إلى قسمين: مهتد وضال، فيكون عبادنا المراد به العبودية العامة، لأنه جعل العبودية هذه قسمين: مهتد وضال،(( من عبادنا وإنك ))يعني يا محمد (( لتهدي إلى صراط مستقيم ))قال: " تدعوا بالوحي إليك (( إلى صراط مستقيم )) "لو أن المؤلف قال:لتهدي أي تدل لكان أوضح وأخصر، تهدي بمعنى تدل، فهي هداية الدلالة، أما المؤلف يقول: " تدعوا بالوحي إليك "ولكن هذا لا يكفي لأنه لو دعا فهل يهتدي الناس ؟ لكن لو قلنا: تدل، فقد وضح الطريق ودل عليه، ثم من اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها " (( إلى صراط )) طريق (( مستقيم )) يقول: دين الإسلام "وصدق، الصراط المستقيم بعد بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم هو دين الإسلام.
"(( ولكن جعلناه )) أي الروح أو الكتاب " يعني جعلنا الكتاب الذي أوحينا إليك أو الروح الذي أوحينا إليك والمعنى لا يختلف (( نورا نهدي به من نشاء من عبادنا ))اللهم اهدنا به،(( نورا نهدي به من نشاء من عبادنا ))النور يهتدي به الناس ومنه قول الشاعر :
" كأنه علم في رأسه نار " وقول الخنساء في أخيها:
" وإن صخرا لتأتم الهداة به كأنه علم في رأسه نار"
يعني أن النار تجعل علامة على الشيء، إذا كان الناس في البر أوقدوا في الليل نارا على رأس جبل أو على رأس أكمة حتى يهتدي بها من يريده، نعم يقول: (( جعلناه نورا نهدي به من نشاء ))نهدي بهذا النور من نشاء، وهذا مبني على حكمة الله عز وجل كما قال تعالى : (( وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما ))فمن الحري أن يهدى بهذا النور ؟ من تمسك به وعمل بما فيه، تصديقا للأخبار وتنفيذا للأحكام، من فعل هذا صار القرآن له نورا يهتدي به كما قال الله تعالى : (( والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم ))وأما من أعرض عنه والعياذ بالله فإن سيكون حجة عليه ولا ينتفع به (( نهدي به من نشاء من عبادنا )) قوله: (( من عبادنا ))هل المراد الهداية العامة أو الخاصة ؟ (( نهدي به من نشاء من عبادنا ))هذه تقسم الناس إلى قسمين: مهتد وضال، فيكون عبادنا المراد به العبودية العامة، لأنه جعل العبودية هذه قسمين: مهتد وضال،(( من عبادنا وإنك ))يعني يا محمد (( لتهدي إلى صراط مستقيم ))قال: " تدعوا بالوحي إليك (( إلى صراط مستقيم )) "لو أن المؤلف قال:لتهدي أي تدل لكان أوضح وأخصر، تهدي بمعنى تدل، فهي هداية الدلالة، أما المؤلف يقول: " تدعوا بالوحي إليك "ولكن هذا لا يكفي لأنه لو دعا فهل يهتدي الناس ؟ لكن لو قلنا: تدل، فقد وضح الطريق ودل عليه، ثم من اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها " (( إلى صراط )) طريق (( مستقيم )) يقول: دين الإسلام "وصدق، الصراط المستقيم بعد بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم هو دين الإسلام.