شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) . متفق عليه ... " . حفظ
الشيخ : ثم ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلا يُطبِّق هذا الحديث عليه ، قال : ( فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومَن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) : الهجرة : " أن ينتقل الإنسان من دار الكفر إلى دار الإسلام " ، مثل أن يكون رجل في أمريكا ، وأمريكا دار كفر ، فيسلم ولا يتمكن من إظهار دينه هناك ، فينتقل منها إلى البلاد الإسلامية ، هذه هي الهجرة ، إذا هاجر الناس فالناس يختلفون في الهجرة ، منهم من يهاجر ويَدَع بلده إلى الله ورسوله ، يعني إلى شريعة الله التي شرعها الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ، هذا هو الذي ينال الخير وينال مقصوده ، ولهذا قال : ( فهجرته إلى الله ورسوله ) يعني : فقد أدرك ما نوى ، الثاني من المهاجرين هاجر لدنيا يصيبها ، يعني رجل يحب جمع المال ، فسمع أن في بلد الإسلام مرتعا خِصبا لاكتساب الأموال ، فهاجر من بلد الكفر إلى بلد الإسلام من أجل المال فقط ، لا يقصد أن يستقيم دينه ولا يهتم بدينه ، ولكن همه المال ، ثانيا : رجل هاجر من بلد الكفر إلى بلد الإسلام يريد امرأة يتزوجها ، قيل له : لا نزوجك إلا في بلاد الإسلام ولا تسافر بها إلى بلد الكفر ، فهاجر من بلده -بلد الكفر- إلى بلد الإسلام من أجل أن يتزوج هذه المرأة ، فمريد الدنيا ومريد المرأة لم يهاجر إلى الله ورسوله ، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( فهجرته إلى ما هاجر إليه ) .
وهنا قال : ( إلى ما هاجر إليه ) ولم يقل : فهجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها ، فلماذا ؟ قيل : لطول الكلام ، لأنه إذا قال : فهجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها صار الكلام طويلا ، فقال : ( فهجرته إلى ما هاجر إليه ) وقيل : بل لم ينصَّ عليهما احتقارا لهما ، وإعراضا عن ذكرهما ، فلأنهما حقيران أي : الدنيا والزوجة ، ونية الهجرة التي هي من أفضل الأعمال لإرادة الدنيا والمرأة نية منحطة سافلة قال : ( فهجرته إلى ما هاجر إليه ) فلم يذكر ذلك احتقارا ، وعلى كل حال سواء هذا أو هذا أو الجميع فإن هذا الذي نوى بهجرته الدنيا أو المرأة التي ينكحها لا شك أن نيته سافلة منحطة هابطة ، بخلاف الأول الذي هاجر إلى الله ورسوله ، والهجرة أنواع ربما نتكلم عليها إن شاء الله في الدرس القادم ، والله الموفق .
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم :
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى : " عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرىء ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومَن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه )، متفق عليه " .
الشيخ : زين ، زين .
وهنا قال : ( إلى ما هاجر إليه ) ولم يقل : فهجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها ، فلماذا ؟ قيل : لطول الكلام ، لأنه إذا قال : فهجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها صار الكلام طويلا ، فقال : ( فهجرته إلى ما هاجر إليه ) وقيل : بل لم ينصَّ عليهما احتقارا لهما ، وإعراضا عن ذكرهما ، فلأنهما حقيران أي : الدنيا والزوجة ، ونية الهجرة التي هي من أفضل الأعمال لإرادة الدنيا والمرأة نية منحطة سافلة قال : ( فهجرته إلى ما هاجر إليه ) فلم يذكر ذلك احتقارا ، وعلى كل حال سواء هذا أو هذا أو الجميع فإن هذا الذي نوى بهجرته الدنيا أو المرأة التي ينكحها لا شك أن نيته سافلة منحطة هابطة ، بخلاف الأول الذي هاجر إلى الله ورسوله ، والهجرة أنواع ربما نتكلم عليها إن شاء الله في الدرس القادم ، والله الموفق .
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم :
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى : " عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرىء ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومَن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه )، متفق عليه " .
الشيخ : زين ، زين .