تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أم المؤمنين أم عبد الله عائشة رضي الله عنها ، قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم ) . قالت : قلت : يا رسول الله ،كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم ؟! قال : ( يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم ) متفق عليه . هذا لفظ البخاري ... " . حفظ
الشيخ : وهذا فردٌ مِن أفراد قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما كل امرئ ما نوى ) ، وفي هذا الحديث عِبرة ، عِبرة : أن من شارك أهل الباطل وأهل البغي والعدوان ، فإنه يكون معهم في العقوبة ، الصالح والطالح ، العقوبة إذا وقعت تعم الصالح والطالح ، والبر والفاجر ، والمؤمن والكافر ، والمصلي والمستكبر ولا تترك أحدا ، ويوم القيامة يبعثون على نياتهم ، يقول الله عز وجل : (( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )) ، الحاصل أن هذا الحديث ، أو الشاهد من هذا الحديث قوله صلى الله عليه وسلم : ( ثم يبعثون على نياتهم ) فهو كقوله : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما كل امرئ ما نوى ) ، والله الموفق .