تتمة فوائد حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه : " ... جاءني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعودني عام حجة الوداع من وجع اشتد بي ، ... " . حفظ
الشيخ : أو يقرأ عليه بسورة الفاتحة ، لأن سورة الفاتحة رقية يُقرأ بها على المرضى وعلى الذين لدغتهم العقرب أو الحية أو ما أشبه ذلك ، المهم إذا رأى مِن المريض أنه يحب أن يقرأ عليه فليقرأ عليه ، لئلا يلجئه إلى طلب القراءة ، لئلا يلجئ المريض إلى طلب القراءة ، لأن لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( رأيتُ مع أمتي سبعين ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ، وقال : هم الذين لا يَسترقون ولا يكتوون ولا يَتطيرون وعلى ربهم يَتوكلون ) ، فقوله : ( لا يسترقون ) : يعني لا يطلبون أحدا يقرأ عليهم ، فأنت إذا رأيته يتشوف للقراءة اقرأ عليه لئلا تحوجه إلى طلب القراءة ، كذلك أيضا إذا رأيت أن المريض يحب أن تطيل المـَقام عنده فأطل المقام ، أنت على خير وعلى أجر أطل المقام عنده ، أدخل عليه السرور ربما يكن في دخول السرور على قلبه سببا لشفائه ، لأن سرور المريض وانشراح صدره من أكبر أسباب الشفاء ، فإذا رأيت أنه يحب أنك تبقى فابق عنده ، وأطل الجلوس حتى ترى أنه مل ، أما إذا رأيت أن الرجل متكلف ولا يحب أنك تبقى ، يحب أن تذهب عنه حتى يحضر أهله ويأنس بهم ، فلا تتأخر ، لا تتأخر ، على طول اسأل عن حاله ثم انصرف ، ففي هذا الحديث حديث سعد بن أبي وقاص مشروعية عيادة المريض .
ومن فوائده : حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خُلقا لأن الله قال : (( نْ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ * مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ * وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ * وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ )) ، فأعظم الناس خُلُقا وأحسن الناس خُلُقا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ، ولهذا كان يعود أصحابه ، ويزورهم ويسلم عليهم حتى إنه يمر بالصبيان الصبيان الصغار ، فيسلم عليهم صلوات الله وسلامه عليه ، والله الموفق .
وصلى الله على نبينا محمد ، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد :
فقد سبق الكلام على بعض فوائد حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ، حين جاءه النبيُ صلى الله عليه وسلم يعوده مِن وجع كان به ، وسبق لنا شيء من الكلام على عيادة المريض ، وما ينبغي للإنسان أن يفعله عند عيادته للمريض ، ومن فوائد هذا الحديث : أنه ينبغي للإنسان مشاورةُ أهل العلم ، لأن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه استشار النبي صلى الله عليه وسلم حينما أراد أن يتصدق بشيء مِن ماله قال : ( يا رسولَ الله إني ذو مال كثير ، ولا يرثني إلا ابنة لي أفأتصدق بثلثي مالي ؟ قال : لا ، قال : بالشطر ؟ قال : لا ، قال : بالثلث ؟ قال : الثلث والثلث كثير ) : ففيه استشارة أهل العلم والرأي ، وكل إنسان بحسبه ، فمثلا إذا كنت تريد أن تقدم على شيء مما يتعلق في أمور الدين فشاور أهل العلم ، لأنهم أعلم بأمور الدين من غيرهم ، إذا أردت أن تشتري بيتا فشاور أصحاب المكاتب العقارية ، إذا أردت أن تشتري سيارة فاستشر المهندسين في ميكانيكية السيارات ، وهكذا ، ولهذا يُقال : " إنه لا خاب من استشار ولا ندم من استخار " ، والإنسان بلا شك لا ينبغي له أن يُكمِّل نفسه ، من ادعى الكمال لنفسه فهو الناقص ، بل لا بد أن يراجع خصوصا في الأمور الهامة التي تتعلق بمسائل الأمة ، فإن الإنسان قد يحمله الحماس والعاطفة على فعل شيء هو في نفسه حق ولا بأس به ، لكن التحدث عنه قد يكون غير مصيب ، إما في الزمان أو في المكان أو في الحال .
ومن فوائده : حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خُلقا لأن الله قال : (( نْ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ * مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ * وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ * وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ )) ، فأعظم الناس خُلُقا وأحسن الناس خُلُقا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ، ولهذا كان يعود أصحابه ، ويزورهم ويسلم عليهم حتى إنه يمر بالصبيان الصبيان الصغار ، فيسلم عليهم صلوات الله وسلامه عليه ، والله الموفق .
وصلى الله على نبينا محمد ، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد :
فقد سبق الكلام على بعض فوائد حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ، حين جاءه النبيُ صلى الله عليه وسلم يعوده مِن وجع كان به ، وسبق لنا شيء من الكلام على عيادة المريض ، وما ينبغي للإنسان أن يفعله عند عيادته للمريض ، ومن فوائد هذا الحديث : أنه ينبغي للإنسان مشاورةُ أهل العلم ، لأن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه استشار النبي صلى الله عليه وسلم حينما أراد أن يتصدق بشيء مِن ماله قال : ( يا رسولَ الله إني ذو مال كثير ، ولا يرثني إلا ابنة لي أفأتصدق بثلثي مالي ؟ قال : لا ، قال : بالشطر ؟ قال : لا ، قال : بالثلث ؟ قال : الثلث والثلث كثير ) : ففيه استشارة أهل العلم والرأي ، وكل إنسان بحسبه ، فمثلا إذا كنت تريد أن تقدم على شيء مما يتعلق في أمور الدين فشاور أهل العلم ، لأنهم أعلم بأمور الدين من غيرهم ، إذا أردت أن تشتري بيتا فشاور أصحاب المكاتب العقارية ، إذا أردت أن تشتري سيارة فاستشر المهندسين في ميكانيكية السيارات ، وهكذا ، ولهذا يُقال : " إنه لا خاب من استشار ولا ندم من استخار " ، والإنسان بلا شك لا ينبغي له أن يُكمِّل نفسه ، من ادعى الكمال لنفسه فهو الناقص ، بل لا بد أن يراجع خصوصا في الأمور الهامة التي تتعلق بمسائل الأمة ، فإن الإنسان قد يحمله الحماس والعاطفة على فعل شيء هو في نفسه حق ولا بأس به ، لكن التحدث عنه قد يكون غير مصيب ، إما في الزمان أو في المكان أو في الحال .