شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري - رضي الله عنه - ، قال : سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الرجل يقاتل شجاعة ، ويقاتل حمية، ويقاتل رياء، أي ذلك في سبيل الله ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا ، فهو في سبيل الله ) متفق عليه ... " . حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- فيما نقله عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : ( سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة ، ويقاتل حمية، ويقاتل رياء ) وفي لفظ : ( ويقاتل ليُرى مكانه أي ذلك في سبيل الله ؟ قال : من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا ، فهو في سبيل الله ) ، وقوله : ( من قاتل لتكون ) : في هذا إخلاص النية لله عز وجل ، وهذا هو الذي ساق المؤلف الحديث من أجله ، إخلاص النية ، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن الذي يقاتل على هذه الوجوه الثلاثة :شجاعة وحمية ويرى مكانه ، أما الذي يقاتل شجاعة فمعناه : أنه رجل شجاع يحب القتال ، لأن الرجل الشجاع متصف بالشجاعة ، والشجاعة لابد لها من ميدان تظهر فيه ، فتجد الشجاع يحب أن الله ييسر له قتالا ليقاتل ويظهر شجاعته ، فهو يقاتل لأنه شجاع يحب القتال . الثاني : يقاتل حمية ، حمية على مَن ؟ حمية على قوميته ، حمية على قبيلته ، حمية على وطنه ، حمية لأي عصبية كانت . الثالث : يقاتل ليُرى مكانه يعني ليراه الناس ويعرفوا أنه شجاع فعدل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال كلمة موجزة ميزانا للقتال ، فقال : ( مَن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ) ، وعدل النبي عليه الصلاة والسلام عن ذكر هذه الثلاثة ليكون أعم وأشمل ، لأن الرجل ربما يقاتل من أجل الاستيلاء على الأوطان والبلدان ، يقاتل مِن أجل أن يحصل على امرأة يسبيها من هؤلاء القوم ، المهم أن النيات ما لها حد ، لكن هذا الميزان الذي ذكره النبي عليه الصلاة والسلام ميزان تام عدل ، ومِن هنا نعلم أنه يجب أن تعدَّل اللهجة التي يتفوه بها اليوم كثير من الناس ، اللهجة لهجتان : لهجة يقاتلون للقومية ، القومية العربية ، والقتال للقومية العربية قتال جاهلي مَن قُتل فيه فليس شهيدا ، فقد الدنيا وخسر الآخرة ، لأنه ليس ذلك في سبيل الله ، القتال لأجل القومية العربية هو قتال جاهلي ، لا يفيد الإنسان شيئا ، ولذلك على الرُّغم من قوة الدعاية للقومية العربية لم نستفد شيئا ، اليهود استولوا على بلادنا ، نحن تفككنا ، دخل في ميزان هذه القومية قوم كفار من النصارى وغير النصارى ، وخرج منها قومٌ مسلمون من غير العرب فخسرنا ملايين العالم ، ملايين الناس من أجل هذه القومية ، ودخل فيها قوم لا خير فيهم ، قوم إذا دخلوا في شيء كتب عليه الخذلان والخسارة ، أيضا القومية العصبية الثانية أو الحمية الثانية : حمية الوطن ، أن نقاتل لأجل الوطن نحن إذا قاتلنا لأجل الوطن لم يكن فرق بين قتالنا وبين قتال الكافر عن وطنه ، حتى الكافر يقاتل عن وطنه ويدافع عن وطنه ، والذي يقتل من أجل الدفاع عن الوطن فقط ليس بشهيد ، ولكن الواجب علينا ونحن مسلمون وفي بلد إسلامي ولله الحمد نسأل الله أن يثبتنا على ذلك ، الواجب أن نقاتل من أجل الإسلام في بلادنا ، انتبه للفرق ، نقاتل من أجل الإسلام في بلادنا ، نحمي الإسلام الذي في بلادنا ، نحمي الإسلام لو كنا في أقصى الشرق أو الغرب ، لو كان بلادنا في أقصى الشرق أو الغرب قاتلنا للإسلام ، ما هو لوطننا فقط ، فيجب أن تصحح هذه النغمة فيقال : نحن نقاتل من أجل الإسلام في وطننا ، أو من أجل وطننا لأنه إسلامي ندافع عن الإسلام الذي فيه ، أما مجرد الوطنية فإنها نية باطلة ، لا تفيد الإنسان شيئا ، وليس فرق بين الإنسان الذي يقول إنه مسلم والإنسان الذي يقول إنه كافر إذا كان القتال من أجل الوطن لأنه وطنه ، وما يُذكر من أن حب الوطن من الإيمان ، وأن ذلك حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كذب ، هذا كذب ليس حديثا عن الرسول عليه الصلاة والسلام ، حب الوطن إن كان لأنه وطن إسلامي فهذا تحبه لأنه وطن إسلامي ، ولا فرق بين وطنك الذي هو مسقط رأسك أو الوطن البعيد من بلاد المسلمين ، كلها وطن إسلامي يجب أن نحميه ، على كل حال يجب أن نعلم أن النية الصحيحة هي أن نقاتل من أجل الدفاع عن الإسلام في بلدنا ، أو مِن أجل وطنا لأنه وطن إسلامي لا لمجرد الوطنية ، هذا في القتال من أجل الوطن يجب أن يصحح .
أما قتال الدفاع ، يعني لو أن أحدا صال عليك في بيتك يريد أخذ مالك أو يريد أن ينتهك عرض أهلك مثلا فإنك تقاتله ، قاتله كما أمرك بذلك النبي عليه الصلاة والسلام ، فقد سئل عن الرجل يأتيه إنسان يقول : أعطني مالك قال : ( لا تعطه ، قال : أرأيت إن قاتلني ؟ قال : قاتله . قال : أرأيت إن قتلني ؟ قال : إن قتلك فأنت شهيد . قال : أرأيت إن قتلته ؟ قال : إن قتله فهو في النار ) ، لأنه معتد ظالم حتى وإن كان مسلما ، إذا جاء مسلم يريد أن يقاتلك ويخرجك من بلدك من بيتك قاتله ، إن قتله فهو في النار ، وإن قتلك فأنت شهيد ، لا تقول والله كيف أني أقتل مسلم ؟ كيف أقدم على قتل مسلم ؟!
هو المعتدي ، ولو كتفنا أيدينا أمام المعتدين الظالمين الذين لا يرقبون في مؤمن إلًّا ولا ذمة ولا دينا ، لكان المعتدون لهم السلطة وأفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ، ولذلك نقول : هذه المسألة ليست من باب قتال الطلب ، قتال الطلب معلوم أنني لا أذهب أقاتل مسلما أطلبه ، لكن أدفع عن نفسي ومالي وأهلي ولو كان مؤمنا ، ما هو مسلم فقط ، لو كان من أعظم الناس إيمانا ، مع أنه لا يمكن أبدا أن يكون شخص معه إيمان يُقدم على مسلم يقاتله ليستولي على أهله وماله أبدا ، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( سِباب المسلم فسوق وقتاله كفر ) ، لا إيمان لإنسان يقاتل المسلمين إطلاقا ، فإذا كان هذا الرجل فاقد الإيمان أو ناقص الإيمان ، فإنه يجب أن نقاتله دفاعا عن النفس وجوبا ، لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال : ( قاتله ) وقال : ( إن قتلته فهو في النار ، وإن قتلك فأنت شهيد ) : لأنك تقاتل دون مالك ودون أهلك ودون نفسك .
فالحاصل أن هناك قتالين : قتال للطلب ، أذهب أنا أقاتل الناس مثلا في بلادهم هذا لا يجوز إلا في شروط معينة ، مثلا : قال العلماء : " إذا ترك أهل قرية الأذان -الأذان وهو مو من أركان الإسلام- إذا ترك أهل قرية الأذان وجب على ولي الأمر أن يقاتلهم حتى يؤذنوا " ، لأنهم تركوا شعيرة من شعائر الإسلام ، إذا تركوا صلاة العيد قالوا : ما نصلي صلاة العيد لا في بيوتنا ولا في الصحراء يجب أن نقاتلهم ، حتى لو فُرض أن قوما قالوا : يا جماعة تعالوا هل الأذان من أركان الإسلام ؟ قلنا : لا ، لكنه من شعائر الإسلام ، فنقاتلكم حتى تؤذنوا ، إذا اقتتلت طائفتان من المؤمنين مثل قبيلتان بينهما عصبية تقاتلا ، وجب علينا أن نصلح بينهما ، فإن بغت إحداهما على الأخرى وجب أن نقاتلها حتى تفيء إلى أمر الله ، مع أنها مؤمنة لكن فرق بين قتال الدفاع وقتال الطلب ، الطلب ما نطلب إلا مسلما أو من أباح الشارع قتاله ، وأما الدفاع فلا بد أن ندافع ، خلاصة الكلام في هذا الدرس : أنه يجب علينا أن نصحح النية ، نقاتل دفاعا عن الإسلام الذي في بلادنا ، أو عن أوطاننا التي فيها الإسلام لأجل الإسلام الذي فيها ، أما أن نقاتل من أجل الوطن فقط لأنه ترابنا وأنه مسقط رؤوسنا وما أشبه ذلك فهذا قتال جاهلي لا خير فيه ، ومن قتل فيه فليس من الشهداء ، لذلك نرجو منكم أن تنبهوا على هذه المسألة .
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- فيما نقله عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : ( سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة ، ويقاتل حمية، ويقاتل رياء ) وفي لفظ : ( ويقاتل ليُرى مكانه أي ذلك في سبيل الله ؟ قال : من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا ، فهو في سبيل الله ) ، وقوله : ( من قاتل لتكون ) : في هذا إخلاص النية لله عز وجل ، وهذا هو الذي ساق المؤلف الحديث من أجله ، إخلاص النية ، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن الذي يقاتل على هذه الوجوه الثلاثة :شجاعة وحمية ويرى مكانه ، أما الذي يقاتل شجاعة فمعناه : أنه رجل شجاع يحب القتال ، لأن الرجل الشجاع متصف بالشجاعة ، والشجاعة لابد لها من ميدان تظهر فيه ، فتجد الشجاع يحب أن الله ييسر له قتالا ليقاتل ويظهر شجاعته ، فهو يقاتل لأنه شجاع يحب القتال . الثاني : يقاتل حمية ، حمية على مَن ؟ حمية على قوميته ، حمية على قبيلته ، حمية على وطنه ، حمية لأي عصبية كانت . الثالث : يقاتل ليُرى مكانه يعني ليراه الناس ويعرفوا أنه شجاع فعدل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال كلمة موجزة ميزانا للقتال ، فقال : ( مَن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ) ، وعدل النبي عليه الصلاة والسلام عن ذكر هذه الثلاثة ليكون أعم وأشمل ، لأن الرجل ربما يقاتل من أجل الاستيلاء على الأوطان والبلدان ، يقاتل مِن أجل أن يحصل على امرأة يسبيها من هؤلاء القوم ، المهم أن النيات ما لها حد ، لكن هذا الميزان الذي ذكره النبي عليه الصلاة والسلام ميزان تام عدل ، ومِن هنا نعلم أنه يجب أن تعدَّل اللهجة التي يتفوه بها اليوم كثير من الناس ، اللهجة لهجتان : لهجة يقاتلون للقومية ، القومية العربية ، والقتال للقومية العربية قتال جاهلي مَن قُتل فيه فليس شهيدا ، فقد الدنيا وخسر الآخرة ، لأنه ليس ذلك في سبيل الله ، القتال لأجل القومية العربية هو قتال جاهلي ، لا يفيد الإنسان شيئا ، ولذلك على الرُّغم من قوة الدعاية للقومية العربية لم نستفد شيئا ، اليهود استولوا على بلادنا ، نحن تفككنا ، دخل في ميزان هذه القومية قوم كفار من النصارى وغير النصارى ، وخرج منها قومٌ مسلمون من غير العرب فخسرنا ملايين العالم ، ملايين الناس من أجل هذه القومية ، ودخل فيها قوم لا خير فيهم ، قوم إذا دخلوا في شيء كتب عليه الخذلان والخسارة ، أيضا القومية العصبية الثانية أو الحمية الثانية : حمية الوطن ، أن نقاتل لأجل الوطن نحن إذا قاتلنا لأجل الوطن لم يكن فرق بين قتالنا وبين قتال الكافر عن وطنه ، حتى الكافر يقاتل عن وطنه ويدافع عن وطنه ، والذي يقتل من أجل الدفاع عن الوطن فقط ليس بشهيد ، ولكن الواجب علينا ونحن مسلمون وفي بلد إسلامي ولله الحمد نسأل الله أن يثبتنا على ذلك ، الواجب أن نقاتل من أجل الإسلام في بلادنا ، انتبه للفرق ، نقاتل من أجل الإسلام في بلادنا ، نحمي الإسلام الذي في بلادنا ، نحمي الإسلام لو كنا في أقصى الشرق أو الغرب ، لو كان بلادنا في أقصى الشرق أو الغرب قاتلنا للإسلام ، ما هو لوطننا فقط ، فيجب أن تصحح هذه النغمة فيقال : نحن نقاتل من أجل الإسلام في وطننا ، أو من أجل وطننا لأنه إسلامي ندافع عن الإسلام الذي فيه ، أما مجرد الوطنية فإنها نية باطلة ، لا تفيد الإنسان شيئا ، وليس فرق بين الإنسان الذي يقول إنه مسلم والإنسان الذي يقول إنه كافر إذا كان القتال من أجل الوطن لأنه وطنه ، وما يُذكر من أن حب الوطن من الإيمان ، وأن ذلك حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كذب ، هذا كذب ليس حديثا عن الرسول عليه الصلاة والسلام ، حب الوطن إن كان لأنه وطن إسلامي فهذا تحبه لأنه وطن إسلامي ، ولا فرق بين وطنك الذي هو مسقط رأسك أو الوطن البعيد من بلاد المسلمين ، كلها وطن إسلامي يجب أن نحميه ، على كل حال يجب أن نعلم أن النية الصحيحة هي أن نقاتل من أجل الدفاع عن الإسلام في بلدنا ، أو مِن أجل وطنا لأنه وطن إسلامي لا لمجرد الوطنية ، هذا في القتال من أجل الوطن يجب أن يصحح .
أما قتال الدفاع ، يعني لو أن أحدا صال عليك في بيتك يريد أخذ مالك أو يريد أن ينتهك عرض أهلك مثلا فإنك تقاتله ، قاتله كما أمرك بذلك النبي عليه الصلاة والسلام ، فقد سئل عن الرجل يأتيه إنسان يقول : أعطني مالك قال : ( لا تعطه ، قال : أرأيت إن قاتلني ؟ قال : قاتله . قال : أرأيت إن قتلني ؟ قال : إن قتلك فأنت شهيد . قال : أرأيت إن قتلته ؟ قال : إن قتله فهو في النار ) ، لأنه معتد ظالم حتى وإن كان مسلما ، إذا جاء مسلم يريد أن يقاتلك ويخرجك من بلدك من بيتك قاتله ، إن قتله فهو في النار ، وإن قتلك فأنت شهيد ، لا تقول والله كيف أني أقتل مسلم ؟ كيف أقدم على قتل مسلم ؟!
هو المعتدي ، ولو كتفنا أيدينا أمام المعتدين الظالمين الذين لا يرقبون في مؤمن إلًّا ولا ذمة ولا دينا ، لكان المعتدون لهم السلطة وأفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ، ولذلك نقول : هذه المسألة ليست من باب قتال الطلب ، قتال الطلب معلوم أنني لا أذهب أقاتل مسلما أطلبه ، لكن أدفع عن نفسي ومالي وأهلي ولو كان مؤمنا ، ما هو مسلم فقط ، لو كان من أعظم الناس إيمانا ، مع أنه لا يمكن أبدا أن يكون شخص معه إيمان يُقدم على مسلم يقاتله ليستولي على أهله وماله أبدا ، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( سِباب المسلم فسوق وقتاله كفر ) ، لا إيمان لإنسان يقاتل المسلمين إطلاقا ، فإذا كان هذا الرجل فاقد الإيمان أو ناقص الإيمان ، فإنه يجب أن نقاتله دفاعا عن النفس وجوبا ، لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال : ( قاتله ) وقال : ( إن قتلته فهو في النار ، وإن قتلك فأنت شهيد ) : لأنك تقاتل دون مالك ودون أهلك ودون نفسك .
فالحاصل أن هناك قتالين : قتال للطلب ، أذهب أنا أقاتل الناس مثلا في بلادهم هذا لا يجوز إلا في شروط معينة ، مثلا : قال العلماء : " إذا ترك أهل قرية الأذان -الأذان وهو مو من أركان الإسلام- إذا ترك أهل قرية الأذان وجب على ولي الأمر أن يقاتلهم حتى يؤذنوا " ، لأنهم تركوا شعيرة من شعائر الإسلام ، إذا تركوا صلاة العيد قالوا : ما نصلي صلاة العيد لا في بيوتنا ولا في الصحراء يجب أن نقاتلهم ، حتى لو فُرض أن قوما قالوا : يا جماعة تعالوا هل الأذان من أركان الإسلام ؟ قلنا : لا ، لكنه من شعائر الإسلام ، فنقاتلكم حتى تؤذنوا ، إذا اقتتلت طائفتان من المؤمنين مثل قبيلتان بينهما عصبية تقاتلا ، وجب علينا أن نصلح بينهما ، فإن بغت إحداهما على الأخرى وجب أن نقاتلها حتى تفيء إلى أمر الله ، مع أنها مؤمنة لكن فرق بين قتال الدفاع وقتال الطلب ، الطلب ما نطلب إلا مسلما أو من أباح الشارع قتاله ، وأما الدفاع فلا بد أن ندافع ، خلاصة الكلام في هذا الدرس : أنه يجب علينا أن نصحح النية ، نقاتل دفاعا عن الإسلام الذي في بلادنا ، أو عن أوطاننا التي فيها الإسلام لأجل الإسلام الذي فيها ، أما أن نقاتل من أجل الوطن فقط لأنه ترابنا وأنه مسقط رؤوسنا وما أشبه ذلك فهذا قتال جاهلي لا خير فيه ، ومن قتل فيه فليس من الشهداء ، لذلك نرجو منكم أن تنبهوا على هذه المسألة .