صبر الإمام أحمد في فتنة خلق القرآن . حفظ
الشيخ : ومثلُ ذلك ما وقع للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله حين امتُحن المحنة العظيمة المشهورة على أن يقول : إن القرآن مخلوق وليس كلام الله ، فأبى ، فأوذي وعزر حتى إنه يجر بالبغلة في الأسواق ، إمام أهل السنة يجر بالبغلة بالأسواق ويضرب بالسوط حتى يُغشى عليه ، ولكنه كلما أفاق قال : القرآن كلام ربي غير مخلوق ، وإنما لم يُجز لنفسه أن يقول كلمة الكفر مع الإكراه ، لأن الإمام أحمد الناس ينتظرون ماذا يقول ، لو قال : القرآن مخلوق ، لكان كل الناس يقولون : القرآن مخلوق ، وفسد الدين ، لكنه رضي الله عنه جعل نفسه فداء للدين ، ومع هذا صبر واحتسب ، وكانت العاقبة له ولله الحمد ، مات الخليفة ، ومات الخليفة الثاني الذي بعده ، وأتى الله بخليفة صالح أكرم الإمام أحمد إكراما عظيما ، فما مات الإمام أحمد حتى أقر الله عينه بأن يقول الحق عاليا مرتفع الصوت ويقول الناس معه الحق ، وأعداؤه خُذلوا ولله الحمد ، أعداؤه الذين كانوا يحرضون الخلفاء عليه خذلوا وهذا دليل على أن العاقبة للصابرين ، وهو كذلك ، والله الموفق .
القارئ : قال -رحمه الله تعالى- : " ( ثم جيء بالغلام فقيل له ارجع عن دينك فأبى فدفعه إلى نفر مِن أصحابه فقال : اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجبل ، فإذا بلغتم ذِروته فإن رجع عن دينه وإلا فاطرحوه ، فذهبوا به فصعدوا به الجبل ، فقال : اللهم اكفنيهم بما شئت ، فرجف بهم الجبل فسقطوا وجاء يمشي إلى الملك ، فقال له الملك : ما فعل أصحابك ؟ فقال : كفانيهمُ الله تعالى ، فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال : اذهبوا به فاحملوه في قُرقور وتوسطوا به البحر ، فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه ، فذهبوا به فقال : اللهم اكفنيهم بما شئت ، فانكفأت بهم السفينة فغرقوا وجاء يمشي إلى الملك ، فقال له الملك : ما فعل أصحابك ؟ فقال : كفانيهم الله تعالى ، فقال للملك : إنكَ لستَ بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به ، قال : ما هو ؟ قال : تجمع الناس في صعيد واحد ، وتصلبني على جذع ، ثم خذ سهما من كنانتي ، ثم ضع السهم في كبد القوس ، ثم قل : بسم الله رب الغلام ، ثم ارمني ، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني ، فجمع الناس في صعيد واحد ، وصلبه على جذع ثم أخذ سهماً من كنانته ، ثم وضع السهم في كبد القوس ، ثم قال : بسم الله رب الغلام ، ثم رماه فوقع في صدغه فوضع يده في صدغه فمات ، فقال الناس : آمنا برب الغلام ، فأُتي الملك فقيل له أرأيتَ ما كنت تحذر ) " .
القارئ : قال -رحمه الله تعالى- : " ( ثم جيء بالغلام فقيل له ارجع عن دينك فأبى فدفعه إلى نفر مِن أصحابه فقال : اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجبل ، فإذا بلغتم ذِروته فإن رجع عن دينه وإلا فاطرحوه ، فذهبوا به فصعدوا به الجبل ، فقال : اللهم اكفنيهم بما شئت ، فرجف بهم الجبل فسقطوا وجاء يمشي إلى الملك ، فقال له الملك : ما فعل أصحابك ؟ فقال : كفانيهمُ الله تعالى ، فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال : اذهبوا به فاحملوه في قُرقور وتوسطوا به البحر ، فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه ، فذهبوا به فقال : اللهم اكفنيهم بما شئت ، فانكفأت بهم السفينة فغرقوا وجاء يمشي إلى الملك ، فقال له الملك : ما فعل أصحابك ؟ فقال : كفانيهم الله تعالى ، فقال للملك : إنكَ لستَ بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به ، قال : ما هو ؟ قال : تجمع الناس في صعيد واحد ، وتصلبني على جذع ، ثم خذ سهما من كنانتي ، ثم ضع السهم في كبد القوس ، ثم قل : بسم الله رب الغلام ، ثم ارمني ، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني ، فجمع الناس في صعيد واحد ، وصلبه على جذع ثم أخذ سهماً من كنانته ، ثم وضع السهم في كبد القوس ، ثم قال : بسم الله رب الغلام ، ثم رماه فوقع في صدغه فوضع يده في صدغه فمات ، فقال الناس : آمنا برب الغلام ، فأُتي الملك فقيل له أرأيتَ ما كنت تحذر ) " .