شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( يقول الله تعالى ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة ) رواه البخاري ... " . حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- فيما نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال فيما يرويه عن ربه عز وجل : ( ما لعبدي المؤمن إذا قبضت صفيه من الدنيا ثم احتسبه جزاء إلا الجنة ) : هذا الحديث يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن الله ، ويسمي العلماء رحمهم الله هذا القسم من الحديث : الحديث القدسي ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم رواه عن الله .
قال الله تعالى : ( ما لعبدي المؤمن جزاء إذا قبضت صفيه من الدنيا ثم احتسبه جزاء إلا الجنة ) الصفي : من يصطفيه الإنسان ويختاره من ولد أو أخ أو عم أو أب أو أم أو صديق ، المهم الذي يصطفيه الإنسان ويختاره ويرى أنه ذو صلة فيه قوية إذا أخذه الله عز وجل ثم احتسبه الإنسان فليس له جزاء إلا الجنة ، ففي هذا دليل على فضيلة الصبر على قبض الصفي من الدنيا ، وأن الله عز وجل يجازي الإنسان إذا احتسب يجازيه الجنة ، وفيه دليل على فضل الله سبحانه وتعالى وكرمه على عباده ، فإن الملك ملكه والأمر أمره وأنت وصفيك كلاكما لله عز وجل ومع ذلك فإذا قبض الله صفي الإنسان واحتسب فإنه له هذا الجزاء العظيم .
وفي هذا الحديث أيضا من الفوائد : الإشارة إلى أفعال الله ( إذا قبضت صفيه ) ولا شك أن الله سبحانه وتعالى فعال لما يريد ، ولكن يجب علينا أن نعلم أن فعل الله تعالى كله خير ، لا ينسب الشر إلى الله أبدا ، والشر إذا وقع فإنما يقع في المفعولات ولا يقع في الفعل ، فمثلا : إذا قدر الله على الإنسان ما يكره فلا شك أن ما يكرهه بالنسبة إليه شر ، لكن الشر في هذا المقدر لا في تقدير الله ، لأن الله تعالى لا يقدره إلا لحكمة عظيمة ، إما للمقدر عليه ، وإلا لعامة الخلق ، أحيانا تكون الحكمة خاصة في المقدر عليه ، وأحيانا في الخلق على سبيل العموم ، المقدر عليه إذا قدر الله عليه شرا وصبر واحتسب نال بذلك خيرا ، إذا قدر الله عليه شرا ورجع إلى ربه بسبب هذا الأمر ، لأن الإنسان إذا كان في نعمة دائما قد ينسى شكر المنعم عز وجل ولا يلتفت إلى الله ، فإذا أصيب بالضراء تذكر ورجع إلى ربه سبحانه وتعالى ، ويكون في ذلك فائدة عظيمة له ، أما بالنسبة للآخرين فإن هذا المقدر على الشخص إذا ضره قد ينتفع به الآخرون ، ولنضرب لذلك مثلا برجل عنده بيت من الطين ، أرسل الله مطرا غزيرا دائما ، فإن صاحب هذا البيت يتضرر ، لكن المصلحة العامة للناس مصلحة ينتفعون بها ، فصار هذا شرا على شخص وخيرا لآخرين ، ومع ذلك فكونه شرا لهذا الشخص أمر نسبي إذ أنه شر من وجه لكنه خير له من وجه آخر ، يتعظ ويعلم أن الملجأ هو الله عز وجل لا ملجأ إلا إليه ، فيستفيد مِن هذا فائدة أكبر مما حصل له من المضرة .
المهم أن هذا الحديث ذكره المؤلف -رحمه الله- في باب الصبر لأن فيه فائدة عظيمة فيما إذا صبر الإنسان على قبض الله سبحانه وتعالى لصفيه أنه ليس له جزاء إلا الجنة ، والله الموفق .
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- فيما نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال فيما يرويه عن ربه عز وجل : ( ما لعبدي المؤمن إذا قبضت صفيه من الدنيا ثم احتسبه جزاء إلا الجنة ) : هذا الحديث يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن الله ، ويسمي العلماء رحمهم الله هذا القسم من الحديث : الحديث القدسي ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم رواه عن الله .
قال الله تعالى : ( ما لعبدي المؤمن جزاء إذا قبضت صفيه من الدنيا ثم احتسبه جزاء إلا الجنة ) الصفي : من يصطفيه الإنسان ويختاره من ولد أو أخ أو عم أو أب أو أم أو صديق ، المهم الذي يصطفيه الإنسان ويختاره ويرى أنه ذو صلة فيه قوية إذا أخذه الله عز وجل ثم احتسبه الإنسان فليس له جزاء إلا الجنة ، ففي هذا دليل على فضيلة الصبر على قبض الصفي من الدنيا ، وأن الله عز وجل يجازي الإنسان إذا احتسب يجازيه الجنة ، وفيه دليل على فضل الله سبحانه وتعالى وكرمه على عباده ، فإن الملك ملكه والأمر أمره وأنت وصفيك كلاكما لله عز وجل ومع ذلك فإذا قبض الله صفي الإنسان واحتسب فإنه له هذا الجزاء العظيم .
وفي هذا الحديث أيضا من الفوائد : الإشارة إلى أفعال الله ( إذا قبضت صفيه ) ولا شك أن الله سبحانه وتعالى فعال لما يريد ، ولكن يجب علينا أن نعلم أن فعل الله تعالى كله خير ، لا ينسب الشر إلى الله أبدا ، والشر إذا وقع فإنما يقع في المفعولات ولا يقع في الفعل ، فمثلا : إذا قدر الله على الإنسان ما يكره فلا شك أن ما يكرهه بالنسبة إليه شر ، لكن الشر في هذا المقدر لا في تقدير الله ، لأن الله تعالى لا يقدره إلا لحكمة عظيمة ، إما للمقدر عليه ، وإلا لعامة الخلق ، أحيانا تكون الحكمة خاصة في المقدر عليه ، وأحيانا في الخلق على سبيل العموم ، المقدر عليه إذا قدر الله عليه شرا وصبر واحتسب نال بذلك خيرا ، إذا قدر الله عليه شرا ورجع إلى ربه بسبب هذا الأمر ، لأن الإنسان إذا كان في نعمة دائما قد ينسى شكر المنعم عز وجل ولا يلتفت إلى الله ، فإذا أصيب بالضراء تذكر ورجع إلى ربه سبحانه وتعالى ، ويكون في ذلك فائدة عظيمة له ، أما بالنسبة للآخرين فإن هذا المقدر على الشخص إذا ضره قد ينتفع به الآخرون ، ولنضرب لذلك مثلا برجل عنده بيت من الطين ، أرسل الله مطرا غزيرا دائما ، فإن صاحب هذا البيت يتضرر ، لكن المصلحة العامة للناس مصلحة ينتفعون بها ، فصار هذا شرا على شخص وخيرا لآخرين ، ومع ذلك فكونه شرا لهذا الشخص أمر نسبي إذ أنه شر من وجه لكنه خير له من وجه آخر ، يتعظ ويعلم أن الملجأ هو الله عز وجل لا ملجأ إلا إليه ، فيستفيد مِن هذا فائدة أكبر مما حصل له من المضرة .
المهم أن هذا الحديث ذكره المؤلف -رحمه الله- في باب الصبر لأن فيه فائدة عظيمة فيما إذا صبر الإنسان على قبض الله سبحانه وتعالى لصفيه أنه ليس له جزاء إلا الجنة ، والله الموفق .