شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من يرد الله به خيراً يصب منه ) رواه البخاري ... " . حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
نقل المؤلف -رحمه الله- في باب الصبر والثواب عليه حديثين أحدهما عن أبي هريرة ، والثاني عن أنس بن مالك رضي الله عنه في ثواب الصبر والاحتساب ، وأن الإنسان ينبغي له ، بل يجب عليه أن يصبر ويتحمل ، أما حديث أبي هريرة فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من يُرد الله به خيرا يُصَب منه ) وقرئت هذه الكلمة بوجهين : ( يصَب منه ) أو ( يصِب منه ) : وكلاهما صحيح ، أما يصِب منه فالمعنى : أن الله تعالى يقدر عليه المصائب حتى يبتليه بها أيصبر أو يضجر ؟
وأما ( يصَب منه ) : فهي أعم ، يعني يصاب من الله ومن غيره ، ولكن هذا الحديث المطلق مقيد بالأحاديث الأخرى التي تدل على أنَّ المراد : ( مَن يُرد الله به خيرا ) فيصبر ويحتسب ، فيصيب الله منه حتى يبلوه .
أما إذا لم يصبر فإنه قد يصاب الإنسان ببلايا كثيرة وليس فيه خير ، ولم يُرد الله به خيرا ، فالكفار يصابون بمصائب كثيرة ومع ذلك يبقون على كفرهم حتى يموتوا عليه ، وهؤلاء بلا شك لم يرد الله بهم خيرا ، لكن المراد من يرد الله به خيرا فيصيبَ منه فيصبر على هذه المصائب ، فإن ذلك من الخير له ، لأنه سبق أن المصائب يكفر الله بها الذنوب ويحط بها الخطايا ، ومن المعلوم أن تكفير الذنوب والسيئات وحطِّ الخطايا لا شك أنه خير للإنسان ، لأن المصائب غاية ما فيها أنها مصائب دنيوية تزول بالأيام ، كلما مضت الأيام خفت عليك المصيبة ، لكن عذاب الآخرة باقي والعياذ بالله ، فإذا كفر الله عنك في هذه المصائب صار ذلك خيرا لك .
نقل المؤلف -رحمه الله- في باب الصبر والثواب عليه حديثين أحدهما عن أبي هريرة ، والثاني عن أنس بن مالك رضي الله عنه في ثواب الصبر والاحتساب ، وأن الإنسان ينبغي له ، بل يجب عليه أن يصبر ويتحمل ، أما حديث أبي هريرة فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من يُرد الله به خيرا يُصَب منه ) وقرئت هذه الكلمة بوجهين : ( يصَب منه ) أو ( يصِب منه ) : وكلاهما صحيح ، أما يصِب منه فالمعنى : أن الله تعالى يقدر عليه المصائب حتى يبتليه بها أيصبر أو يضجر ؟
وأما ( يصَب منه ) : فهي أعم ، يعني يصاب من الله ومن غيره ، ولكن هذا الحديث المطلق مقيد بالأحاديث الأخرى التي تدل على أنَّ المراد : ( مَن يُرد الله به خيرا ) فيصبر ويحتسب ، فيصيب الله منه حتى يبلوه .
أما إذا لم يصبر فإنه قد يصاب الإنسان ببلايا كثيرة وليس فيه خير ، ولم يُرد الله به خيرا ، فالكفار يصابون بمصائب كثيرة ومع ذلك يبقون على كفرهم حتى يموتوا عليه ، وهؤلاء بلا شك لم يرد الله بهم خيرا ، لكن المراد من يرد الله به خيرا فيصيبَ منه فيصبر على هذه المصائب ، فإن ذلك من الخير له ، لأنه سبق أن المصائب يكفر الله بها الذنوب ويحط بها الخطايا ، ومن المعلوم أن تكفير الذنوب والسيئات وحطِّ الخطايا لا شك أنه خير للإنسان ، لأن المصائب غاية ما فيها أنها مصائب دنيوية تزول بالأيام ، كلما مضت الأيام خفت عليك المصيبة ، لكن عذاب الآخرة باقي والعياذ بالله ، فإذا كفر الله عنك في هذه المصائب صار ذلك خيرا لك .