شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه فإن كان لا بد فاعلا فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي ) متفق عليه ... " . حفظ
الشيخ : أما الثاني : فهو : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يتمنى الإنسان الموت لضر نزل به ) : وذلك أن الإنسان ربما ينزل به ضر فيعجز عن التحمل ويتعب ، فيتمنى الموت يقول : يا رب أمتني سواء قال ذلك بلسانه أو بقلبه ، فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، قال : ( لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به ) : فقد يكون هذا خيرا له ، ولكن إذا أصبت بضر فقل : اللهم أعني على الصبر عليه ، حتى يعينك الله فتصبر ويكون ذلك لك خيرا ، أما أن تتمنى الموت فأنت لا تدري ربما يكون الموت شرا عليك ، لا يحصل به راحة ، ليس كل موت راحة كما قال الشاعر :
" ليس مَن مات فاستراحَ بِميت " .
الإنسان يموت ربما يموت فيموت إلى عقوبة والعياذ بالله ، وإلى عذاب القبر ، وإذا بقي في الدنيا فربما يَستَعتِب ويتوب ويرجع إلى الله فيكون خيرا له ، المهم أنه إذا نزل بك ضر فلا تتمنى الموت ، وإذا كان النبي عليه الصلاة والسلام نهى أن يتمنى الإنسان الموت للضُر الذي نزل به ، فكيف بمن يقتل نفسه إذا نزل به الضر ؟! كما يوجد مِن بعض الحمقى الذي إذا نزلت بهم المضايق خنقوا أنفسهم ، أو نحروها أو أكلوا سُما أو ما أشبه ذلك ، فإن هؤلاء ارتحلوا مِن عذاب إلى أشدَّ منه ، لم يستريحوا لكن انتقلوا من عذاب إلى أشد ، لأن الذي يقتل نفسه يعذب بما قتل به نفسه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا كما جاء ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، إن قتل نفسه بحديدة ، خنجر سكين مسمار غير ذلك ، فإنه يوم القيامة في جهنم يطعن نفسه بهذه الحديدة التي قتل نفسه بها ، إن قتل نفسه بسُم فإنه يتحساه في نار جهنم ، إنْ قتل نفسه بالتردي من الجبل فإنه ينصب له جبل في جهنم يتدحدر منه أبد الآبدين وهلم جرا .
فأقول : إذا كان النبي عليه الصلاة والسلام نهى أن يتمنى الإنسان أو الموت للضر الذي نزل به ، فإن أعظم من ذلك أن يقتل الإنسان نفسه ، ويبادرُ اللهَ بنفسه نسأل الله العافية ، ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام لما نهى عن شيء كان مِن عادته إذا كان له بديل مِن المباح ، أن يذكر بديله من المباح اقتداء بالرب عز وجل ، قال الله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا )) : لما نهى الله عن هذه الكلمة : راعنا ، بين لنا الكلمة المباحة قال : (( وقولوا انظرنا )) ، ولما جيء للنبي عليه الصلاة والسلام بتمر جيد استنكره وقال : ( ما هذا ؟ أُكلُ خيبر تمره هكذا ؟ قالوا : لا لكن نشري الصاع من هذا بالصاعين ، والصاعين بالثلاثة ، قال : لا تفعل ، لكن بع التمر ) يعني الرديء ( بالدراهم واشتر بالدراهم جنيبا ) يعني تمرا طيبا ، فلما منعه بين له الوجه المباح .
هنا قال : ( لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به ، فإن كان لابد فاعلا فليقل : اللهم أحيني ما علمت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا علمت الوفاة خيراً لي ) : فتح لك الباب ، لكنه باب سليم ، لأن تمني الموت دل على ضجر الإنسان وعدم صبره على قضاء الله ، لكن هذا الدعاء : ( اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا علمت الوفاة خيراً لي ) : هذا دعاء وَكَلَ الإنسان فيه أمره إلى الله ، لأن الإنسان لا يعلم الغيب ، فيكل الأمر إلى عالمه عز وجل أحيني ما علمت الحياة خيرا لي ، وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي ، وسيأتي إن شاء الله بقية الكلام على هذا الحديث .
" ليس مَن مات فاستراحَ بِميت " .
الإنسان يموت ربما يموت فيموت إلى عقوبة والعياذ بالله ، وإلى عذاب القبر ، وإذا بقي في الدنيا فربما يَستَعتِب ويتوب ويرجع إلى الله فيكون خيرا له ، المهم أنه إذا نزل بك ضر فلا تتمنى الموت ، وإذا كان النبي عليه الصلاة والسلام نهى أن يتمنى الإنسان الموت للضُر الذي نزل به ، فكيف بمن يقتل نفسه إذا نزل به الضر ؟! كما يوجد مِن بعض الحمقى الذي إذا نزلت بهم المضايق خنقوا أنفسهم ، أو نحروها أو أكلوا سُما أو ما أشبه ذلك ، فإن هؤلاء ارتحلوا مِن عذاب إلى أشدَّ منه ، لم يستريحوا لكن انتقلوا من عذاب إلى أشد ، لأن الذي يقتل نفسه يعذب بما قتل به نفسه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا كما جاء ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، إن قتل نفسه بحديدة ، خنجر سكين مسمار غير ذلك ، فإنه يوم القيامة في جهنم يطعن نفسه بهذه الحديدة التي قتل نفسه بها ، إن قتل نفسه بسُم فإنه يتحساه في نار جهنم ، إنْ قتل نفسه بالتردي من الجبل فإنه ينصب له جبل في جهنم يتدحدر منه أبد الآبدين وهلم جرا .
فأقول : إذا كان النبي عليه الصلاة والسلام نهى أن يتمنى الإنسان أو الموت للضر الذي نزل به ، فإن أعظم من ذلك أن يقتل الإنسان نفسه ، ويبادرُ اللهَ بنفسه نسأل الله العافية ، ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام لما نهى عن شيء كان مِن عادته إذا كان له بديل مِن المباح ، أن يذكر بديله من المباح اقتداء بالرب عز وجل ، قال الله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا )) : لما نهى الله عن هذه الكلمة : راعنا ، بين لنا الكلمة المباحة قال : (( وقولوا انظرنا )) ، ولما جيء للنبي عليه الصلاة والسلام بتمر جيد استنكره وقال : ( ما هذا ؟ أُكلُ خيبر تمره هكذا ؟ قالوا : لا لكن نشري الصاع من هذا بالصاعين ، والصاعين بالثلاثة ، قال : لا تفعل ، لكن بع التمر ) يعني الرديء ( بالدراهم واشتر بالدراهم جنيبا ) يعني تمرا طيبا ، فلما منعه بين له الوجه المباح .
هنا قال : ( لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به ، فإن كان لابد فاعلا فليقل : اللهم أحيني ما علمت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا علمت الوفاة خيراً لي ) : فتح لك الباب ، لكنه باب سليم ، لأن تمني الموت دل على ضجر الإنسان وعدم صبره على قضاء الله ، لكن هذا الدعاء : ( اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا علمت الوفاة خيراً لي ) : هذا دعاء وَكَلَ الإنسان فيه أمره إلى الله ، لأن الإنسان لا يعلم الغيب ، فيكل الأمر إلى عالمه عز وجل أحيني ما علمت الحياة خيرا لي ، وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي ، وسيأتي إن شاء الله بقية الكلام على هذا الحديث .