ذكر حكم سعد بن معاذ - رضي الله عنه - ببني قريضة ، ومكانته عند النبي - صلى الله عليه وسلم - . حفظ
الشيخ : أما الأمر فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما أقبل سعد بن معاذ رضي الله عنه عند تحكيمه في بني قريظة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( قوموا إلى سيدكم ) ، وكان سعد بن معاذ رضي الله عنه قد أُصيب في غزوة الأحزاب في أكحله ، الأكحل : عِرق في الإبهام إذا انفجر مات الإنسان ، أصيب به رضي الله عنه ، فدعا الله ألا يميته حتى يُقرَّ عينه ببني قريظة ، انتبهوا بنو قريظة حلفاء للأوس ، وخانوا عهد النبي عليه الصلاة والسلام ، وصاروا مع الأحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما طعن سعد قال : ( اللهم لا تمتني حتى تقر عيني ببني قريظة ) : شوف رضي الله عنه ، وكان مِن علو منزلته عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أمر النبيُ صلى الله عليه وسلم أن يضرب له خباء في المسجد ، خيمة صغيرة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ، لأجل أن يعوده من قريب ، فكان يعوده من قريب ، ولما حصلت غزوة بنو قريظة ورضوا أن يَحكم فيهم سعد بن معاذ ، أمر النبيُ عليه الصلاة والسلام أن يحضر سعد بن معاذ إلى بني قريظة ، فجاء راكبا على حمار ، لأنه قد أنهكه الجَرح ، جاء راكبا على حمار ، فلما أقبل قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( قوموا إلى سيدكم ) ، فقاموا ، فأنزلوه ، فقال النبي عليه الصلاة والسلام له : ( إن هؤلاء -يعني اليهود من بني قريظة- حكموك ، فقال رضي الله عنه : حكمي نافذ فيهم ؟ قال : نعم ، وأقرُّهم قالوا : نعم حكمك نافذ ، فقال : وفي مَن هاهنا -يشير إلى الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة- فقالوا : نعم فقال : أحكم فيه أن تقتل مقاتِلتهم وتسبى ذريتهم ونساؤهم وتغنم أموالهم ) ، حكم صارم ، قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سموات ) ، رضي الله عنه ، فنفذ النبي عليه الصلاة والسلام حكمه وقتل منهم سبعمئة رجل ، وسبى نساءهم وذرياتهم وغنم أموالهم ، الحاصل أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( قوموا إلى سيدكم ) هذا فعل أمر .