تتمة شرح حديث حديث : " ... إن الله تعالى قال للذين كذبوا حين أنزل الوحي شر ما قال لأحد ، فقال الله تعالى : (( سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين )) قال كعب : كنا خلفنا أيها الثلاثة عن أمر أولئك الذين قبل منهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين حلفوا له فبايعهم واستغفر لهم وأرجأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرنا حتى قضى الله تعالى فيه بذلك . قال الله تعالى : (( وعلى الثلاثة الذين خلفوا )) وليس الذي ذكر مما خلفنا تخلفنا عن الغزو ، وإنما هو تخليفه إيانا وإرجاؤه أمرنا عمن حلف له واعتذر إليه فقبل منه متفق عليه . وفي رواية : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج في غزوة تبوك يوم الخميس وكان يحب أن يخرج يوم الخميس .
وفي رواية : وكان لا يقدم من سفر إلا نهارا في الضحى ، فإذا قدم بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين ثم جلس فيه ... " . حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله- في بقية حديث كعب بن مالك وصاحبيه هلال بن أمية ومرارة بن الربيع : أن الله سبحانه وتعالى أنزل في الذين تخلفوا عن غزوة تبوك وأتوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يعتذرون إليه ، ويحلفون له بأنهم معذورون أنزل فيهم شر ما أنزل في أي أحد من الناس : (( سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ )) ، وقد سبق الكلام على هذا .
ثم بين رضي الله عنه أن معنى قوله : (( وعلى الثلاثة الذين خلفوا )) أي : الذين خَلَّف النبيُ صلى الله عليه وسلم أمرهم فلم يبت فيهم بشيء ، وليس المعنى الذين تخلفوا عن غزوة تبوك ، لأن فرق بين خُلفوا وتَخلفوا ، ثم ذكر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من المدينة في يوم الخميس وكان يحب عليه الصلاة والسلام أن يخرج يوم الخميس ، ولكن ذلك ليس بدائم أحيانا يخرج يوم السبت ، كما خرج في آخر سفرة سافرها في حجة الوداع ، وربما يخرج في أيام أُخر ، لكن غالب ما يخرج فيه هو يوم الخميس ، وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد إلى المدينة ضحى ، وأنه دخل المسجد فصلى فيه ركعتين ، وكان هذا مِن سنته صلى الله عليه وسلم : أنه إذا قدم بلده لم يبدأ بشيء قبل المسجد ، بل يذهب إلى المسجد ويُنيخ بعيره عنده ، ثم يدخل فيصلي ركعتين ، وهذا من السنة أنك إذا قدمت إلى بلدك توقف السيارة عند المسجد وتدخل وتصلي ركعتين ، سواء كان في أول النهار أو في آخره حتى بعد العصر ، أو بعد صلاة الفجر ، لأن هذه صلاة لها سبب والصلاة التي لها سبب ليس عنها نهي ، في أي وقت وجد سببها حلَّ فعلها ، فينبغي إذا قدم الإنسان إلى بلده أن يبدأ قبل كل شيء بالمسجد ، والظاهر أنه لو صلى في أول مسجد يمر به من البلد كفى ، يعني ليس بلازم أن يصلي في مسجد حيه الذي يسكن فيه ، بل إذا صلى في أي مسجد من مساجد البلد حصلت به السنة ، والله الموفق .
قال المؤلف -رحمه الله- في بقية حديث كعب بن مالك وصاحبيه هلال بن أمية ومرارة بن الربيع : أن الله سبحانه وتعالى أنزل في الذين تخلفوا عن غزوة تبوك وأتوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يعتذرون إليه ، ويحلفون له بأنهم معذورون أنزل فيهم شر ما أنزل في أي أحد من الناس : (( سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ )) ، وقد سبق الكلام على هذا .
ثم بين رضي الله عنه أن معنى قوله : (( وعلى الثلاثة الذين خلفوا )) أي : الذين خَلَّف النبيُ صلى الله عليه وسلم أمرهم فلم يبت فيهم بشيء ، وليس المعنى الذين تخلفوا عن غزوة تبوك ، لأن فرق بين خُلفوا وتَخلفوا ، ثم ذكر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من المدينة في يوم الخميس وكان يحب عليه الصلاة والسلام أن يخرج يوم الخميس ، ولكن ذلك ليس بدائم أحيانا يخرج يوم السبت ، كما خرج في آخر سفرة سافرها في حجة الوداع ، وربما يخرج في أيام أُخر ، لكن غالب ما يخرج فيه هو يوم الخميس ، وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد إلى المدينة ضحى ، وأنه دخل المسجد فصلى فيه ركعتين ، وكان هذا مِن سنته صلى الله عليه وسلم : أنه إذا قدم بلده لم يبدأ بشيء قبل المسجد ، بل يذهب إلى المسجد ويُنيخ بعيره عنده ، ثم يدخل فيصلي ركعتين ، وهذا من السنة أنك إذا قدمت إلى بلدك توقف السيارة عند المسجد وتدخل وتصلي ركعتين ، سواء كان في أول النهار أو في آخره حتى بعد العصر ، أو بعد صلاة الفجر ، لأن هذه صلاة لها سبب والصلاة التي لها سبب ليس عنها نهي ، في أي وقت وجد سببها حلَّ فعلها ، فينبغي إذا قدم الإنسان إلى بلده أن يبدأ قبل كل شيء بالمسجد ، والظاهر أنه لو صلى في أول مسجد يمر به من البلد كفى ، يعني ليس بلازم أن يصلي في مسجد حيه الذي يسكن فيه ، بل إذا صلى في أي مسجد من مساجد البلد حصلت به السنة ، والله الموفق .