شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وتقيم الصلاة ... " . وفيه ذكر قدر الصلاة ووقت فرضها . حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله- فيما نقله عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قصة مجيء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يسأله عن الإسلام والإيمان والإحسان ، وسبق لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : ( الإسلام أن تشهد أن لا إلا الله وأن محمدا رسول الله ) ، وتقدم الكلام على معنى هاتين الكلمتين ، وأن معناهما عظيم ، ولو أن الإنسان تتبع ما يجب في الكلام عليهما لأمضى وقتا كثيرا ، ولكننا أشرنا فيما سبق إلى ما نرجو أن يكون فيه بركة .
أما الركن الثاني : فهو إقام الصلاة ، الصلاة : سميت صلاة لأنها صلة بين العبد وبين الله ، فإن الإنسان إذا قام يصلي فإنه يناجي ربه ، يناجيه يحاوره يأخذ معه ويرد ، كما ثبت ذلك بالحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الله سبحانه وتعالى قال ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أن الله تعالى قال : قَسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، فإذا قال : (( الحمد لله رب العالمين )) قال : حمدني عبدي ، فإذا قال : (( الرحمن الرحيم )) قال : أثنى علي عبدي ، فإذا قال : (( مالك يوم الدين )) قال : مجدني عبدي ، فإذا قال : (( إياك نعبد وإياك نستعين )) قال : هذا بيني وبين عبدي نصفين ، فإذا قال : (( اهدنا الصراط المستقيم )) إلى آخره ، قال الله : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ) : فتأمل أخذ وإعطاء ، محاورة مناجاة بين الإنسان وبين ربه ، ومع ذلك فالكثير منا في هذه المناجاة معرِض بقلبه ، تجده يتجول يمينا وشمالا مع أنه يناجي مَن يعلم من في الصدور عز وجل ، وهذا من جهلنا وغفلتنا ، فالواجب علينا ونسأل الله أن يعيننا عليه : أن تكون قلوبنا حاضرة في حال الصلاة ، حتى تبرأ ذمتنا وحتى ننتفع بها ، لأن الفوائد المرتبة على الصلاة إنما تكون على صلاة كاملة ، ولهذا كلنا يقرأ قول الله عز وجل : (( أقم الصلاة )) (( إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ )) ، ومع ذلك يأتي الإنسان ويصلي فلا يجد في قلبه إنكارا لمنكر أو عرفا لمعروف زائدا عما سبق حين دخوله في الصلاة ، يعني لا يتحرك القلب ، ولا يستفيد لماذا ؟ لأن الصلاة ناقصة ، هذه الصلاة هي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين ، وقد فرضها الله عز وجل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بدون واسطة من الله إلى رسول الله ، وفرضها عليه في أعلى مكان وصله بشر ، وفرضها عليه في أشرف ليلة كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي ليلة المعراج ، وفرضها عليه خمسين صلاة في اليوم والليلة ، هذه أربعة أمور :
أولا : لم يكن فرضها كفرض الزكاة والصيام والحج ، بل هو من الله مباشرة إلى الرسول عليه الصلاة والسلام .
ثانيا : من ناحية المكان في أعلى مكان وصل إليه بشر ، يعني لم تفرض على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الأرض ، لا ، وهو في السماء ، فوق السموات السبع .
من ناحية الزمان في أشرف ليلة كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهي ليلة المعراج لم تفرض في أي وقت ، بل في هذا الزمان الفاضل بالنسبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
في الكمية لم تفرض صلاة واحدة ، خمسين صلاة ، مما يدل على محبة الله لها وأنه يحب من عبده أن يكون دائما مشغولا بها ، ولكن الله تعالى جعل لكل شيء سببا ، لما نزل الرسول عليه الصلاة والسلام مُسلما لأمر الله قانعا بفريضة الله ومرَّ بموسى سأله موسى : ( ماذا فرض الله على أمتك ؟ قال : خمسين صلاة في اليوم والليلة ، قال : إن أمتك لا تطيق ذلك ، إنني جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ، اذهب إلى ربك واسأله أن يخف عن أمتك ، فذهب إلى الله ) وجعل يتردد بين موسى وبين الله عز وجل حتى جعلها الله خمسة ، لكن سبحانه وتعالى بمنه وكرمه وله الحمد والفضل قال : ( هي خمس بالفعل وخمسون في الميزان ) ، وليس هذا من باب قبيل الحسنة بعشر أمثالها ، لا ، من باب قبيل الفعل الواحد يجزئ عن خمسين فعلا ، يعني الخمس صلوات هذه عن خمسين صلاة ، عن خمسين صلاة كأننا صلينا خمسين صلاة ، كل صلاة الحسنة بعشر أمثالها ، لأنه لو كان هذا من باب مضاعفة الحسنات لم يكن هناك فرق بين الصلوات وغيرها ، لكن هي هذا خاصة ، صل خمسا كأنما صليت خمسين صلاة ، قال : ( هي خمس بالفعل وخمسون في الميزان ) ، وهذا يدل على عظم هذه الصلاة ، ولهذا فرضها الله سبحانه وتعالى على عباده في اليوم والليلة خمس مرات ، خمس مرات لابد منها ، لابد أن تكون مع الله عز وجل تناجيه خمس مرات في اليوم والليلة ، لو أن الواحد من الناس حصل له مقابلة بينه وبين الملك خمس مرات باليوم لعد ذلك من مناقبه ، ولفرح بذلك ، قال : كل يوم أجالس الملك خمس مرات ، أنت تناجي ملك الملوك عز وجل في اليوم والليلة خمس مرات على الأقل ، فلماذا لا تفرح بهذا ؟ احمد الله عز وجل على هذه النعمة ، وأقم الصلاة ، وقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( وتقيم الصلاة ) : يعني تأتي بها قويمة تامة بشروطها وأركانها وواجباتها ، من أهم شروطها : الوقت ، لقول الله تعالى : (( إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً )) ، وإذا كانت الصلوات خمسا فأوقاتها كم ؟ خمسة أو ثلاثة ، خمسة لغير أهل الأعذار ، وثلاثة لأهل الأعذار الذين يجوز لهم الجمع ، فالظهر والعصر يكون وقتاهما وقتا واحدا إذا جاز الجمع ، والمغرب والعشاء يكون وقتاهما وقتا واحدا إذا جاز الجمع ، هذان وقتان ، والفجر وقت واحد ، ولهذا فصلها الله عز وجل في كتابه قال : (( أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ )) ، ثم قال : (( وَقُرْآنَ الْفَجْرِ )) ، ولم يقل لدلوك الشمس إلى طلوع الشمس ، قال : (( إلى غسق الليل )) : وغسق الليل متى يكون ؟ يكون عند منتصفه ، لأن أشدَّ ما يكون ظلمة في الليل منتصف الليل ، لأن منتصف الليل هو أبعد ما تكون الشمس عن النقطة التي فيها هذا المنتصف ، ولهذا كان القول الراجح أن الأوقات خمسة كما يلي : الفجر من طلوع الفجر الثاني وهو البياض المعترض في الأفق ، إلى أن تطلع الشمس .
قال المؤلف -رحمه الله- فيما نقله عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قصة مجيء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يسأله عن الإسلام والإيمان والإحسان ، وسبق لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : ( الإسلام أن تشهد أن لا إلا الله وأن محمدا رسول الله ) ، وتقدم الكلام على معنى هاتين الكلمتين ، وأن معناهما عظيم ، ولو أن الإنسان تتبع ما يجب في الكلام عليهما لأمضى وقتا كثيرا ، ولكننا أشرنا فيما سبق إلى ما نرجو أن يكون فيه بركة .
أما الركن الثاني : فهو إقام الصلاة ، الصلاة : سميت صلاة لأنها صلة بين العبد وبين الله ، فإن الإنسان إذا قام يصلي فإنه يناجي ربه ، يناجيه يحاوره يأخذ معه ويرد ، كما ثبت ذلك بالحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الله سبحانه وتعالى قال ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أن الله تعالى قال : قَسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، فإذا قال : (( الحمد لله رب العالمين )) قال : حمدني عبدي ، فإذا قال : (( الرحمن الرحيم )) قال : أثنى علي عبدي ، فإذا قال : (( مالك يوم الدين )) قال : مجدني عبدي ، فإذا قال : (( إياك نعبد وإياك نستعين )) قال : هذا بيني وبين عبدي نصفين ، فإذا قال : (( اهدنا الصراط المستقيم )) إلى آخره ، قال الله : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ) : فتأمل أخذ وإعطاء ، محاورة مناجاة بين الإنسان وبين ربه ، ومع ذلك فالكثير منا في هذه المناجاة معرِض بقلبه ، تجده يتجول يمينا وشمالا مع أنه يناجي مَن يعلم من في الصدور عز وجل ، وهذا من جهلنا وغفلتنا ، فالواجب علينا ونسأل الله أن يعيننا عليه : أن تكون قلوبنا حاضرة في حال الصلاة ، حتى تبرأ ذمتنا وحتى ننتفع بها ، لأن الفوائد المرتبة على الصلاة إنما تكون على صلاة كاملة ، ولهذا كلنا يقرأ قول الله عز وجل : (( أقم الصلاة )) (( إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ )) ، ومع ذلك يأتي الإنسان ويصلي فلا يجد في قلبه إنكارا لمنكر أو عرفا لمعروف زائدا عما سبق حين دخوله في الصلاة ، يعني لا يتحرك القلب ، ولا يستفيد لماذا ؟ لأن الصلاة ناقصة ، هذه الصلاة هي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين ، وقد فرضها الله عز وجل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بدون واسطة من الله إلى رسول الله ، وفرضها عليه في أعلى مكان وصله بشر ، وفرضها عليه في أشرف ليلة كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي ليلة المعراج ، وفرضها عليه خمسين صلاة في اليوم والليلة ، هذه أربعة أمور :
أولا : لم يكن فرضها كفرض الزكاة والصيام والحج ، بل هو من الله مباشرة إلى الرسول عليه الصلاة والسلام .
ثانيا : من ناحية المكان في أعلى مكان وصل إليه بشر ، يعني لم تفرض على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الأرض ، لا ، وهو في السماء ، فوق السموات السبع .
من ناحية الزمان في أشرف ليلة كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهي ليلة المعراج لم تفرض في أي وقت ، بل في هذا الزمان الفاضل بالنسبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
في الكمية لم تفرض صلاة واحدة ، خمسين صلاة ، مما يدل على محبة الله لها وأنه يحب من عبده أن يكون دائما مشغولا بها ، ولكن الله تعالى جعل لكل شيء سببا ، لما نزل الرسول عليه الصلاة والسلام مُسلما لأمر الله قانعا بفريضة الله ومرَّ بموسى سأله موسى : ( ماذا فرض الله على أمتك ؟ قال : خمسين صلاة في اليوم والليلة ، قال : إن أمتك لا تطيق ذلك ، إنني جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ، اذهب إلى ربك واسأله أن يخف عن أمتك ، فذهب إلى الله ) وجعل يتردد بين موسى وبين الله عز وجل حتى جعلها الله خمسة ، لكن سبحانه وتعالى بمنه وكرمه وله الحمد والفضل قال : ( هي خمس بالفعل وخمسون في الميزان ) ، وليس هذا من باب قبيل الحسنة بعشر أمثالها ، لا ، من باب قبيل الفعل الواحد يجزئ عن خمسين فعلا ، يعني الخمس صلوات هذه عن خمسين صلاة ، عن خمسين صلاة كأننا صلينا خمسين صلاة ، كل صلاة الحسنة بعشر أمثالها ، لأنه لو كان هذا من باب مضاعفة الحسنات لم يكن هناك فرق بين الصلوات وغيرها ، لكن هي هذا خاصة ، صل خمسا كأنما صليت خمسين صلاة ، قال : ( هي خمس بالفعل وخمسون في الميزان ) ، وهذا يدل على عظم هذه الصلاة ، ولهذا فرضها الله سبحانه وتعالى على عباده في اليوم والليلة خمس مرات ، خمس مرات لابد منها ، لابد أن تكون مع الله عز وجل تناجيه خمس مرات في اليوم والليلة ، لو أن الواحد من الناس حصل له مقابلة بينه وبين الملك خمس مرات باليوم لعد ذلك من مناقبه ، ولفرح بذلك ، قال : كل يوم أجالس الملك خمس مرات ، أنت تناجي ملك الملوك عز وجل في اليوم والليلة خمس مرات على الأقل ، فلماذا لا تفرح بهذا ؟ احمد الله عز وجل على هذه النعمة ، وأقم الصلاة ، وقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( وتقيم الصلاة ) : يعني تأتي بها قويمة تامة بشروطها وأركانها وواجباتها ، من أهم شروطها : الوقت ، لقول الله تعالى : (( إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً )) ، وإذا كانت الصلوات خمسا فأوقاتها كم ؟ خمسة أو ثلاثة ، خمسة لغير أهل الأعذار ، وثلاثة لأهل الأعذار الذين يجوز لهم الجمع ، فالظهر والعصر يكون وقتاهما وقتا واحدا إذا جاز الجمع ، والمغرب والعشاء يكون وقتاهما وقتا واحدا إذا جاز الجمع ، هذان وقتان ، والفجر وقت واحد ، ولهذا فصلها الله عز وجل في كتابه قال : (( أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ )) ، ثم قال : (( وَقُرْآنَ الْفَجْرِ )) ، ولم يقل لدلوك الشمس إلى طلوع الشمس ، قال : (( إلى غسق الليل )) : وغسق الليل متى يكون ؟ يكون عند منتصفه ، لأن أشدَّ ما يكون ظلمة في الليل منتصف الليل ، لأن منتصف الليل هو أبعد ما تكون الشمس عن النقطة التي فيها هذا المنتصف ، ولهذا كان القول الراجح أن الأوقات خمسة كما يلي : الفجر من طلوع الفجر الثاني وهو البياض المعترض في الأفق ، إلى أن تطلع الشمس .