شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وملائكته ... " . حفظ
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :
فقد تكلمنا بما يسر الله على قوله صلى الله عليه وسلم ( الإيمان أن تؤمن بالله ) قال النبي صلى الله عليه وسلم ( وملائكته ) والملائكة هم عالم غيبي خلقهم الله سبحانه وتعالى من نور وجعل لهم أعمالا خاصة كل إنسان يعمل بما أمره الله به وقد قال الله سبحانه وتعالى في ملائكة النار (( عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون )) فهم ليس عندهم استكبار عن الأمر ولا عجز عنه يفعلون ما أمروا به ويقدرون عليه بخلاف البشر، البشر قد يستكبرون عن الأمر وقد يعجزون عنه أما الملائكة فخلقوا لتنفيذ أمر الله سواء في العبادات المتعلقة بهم أو في مصالح الخلق فمثلا جبريل أشرف الملائكة موكل بالوحي ينزل به من الله على رسله وأنبيائه فهو موكل بأشرف شيء ينتفع به الخلق والعباد وهو ذو قوة أمين مطاع، مطاع بين الملائكة ولهذا كان أشرف الملائكة كما أن محمدا صلى الله عليه وسلم أشرف الرسل قال الله سبحانه وتعالى (( علمه شديد القوى ذو مرة فاستوى وهو بالأفق الأعلى )) يعني علّم النبي صلى الله عليه وسلم القرآن (( شديد القوى )) يعني ذو القوى الشديدة وهو جبريل (( ذو مرة )) أي ذو هيئة حسنة (( فاستوى )) أي كمل وعلا وهو بالأفق الأعلى وقال عز وجل (( إنه لقول رسول كريم )) يعني جبريل (( ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين ))
ومن هؤلاء أيضا من وكّلوا بمصالح الخلق من جهة أخرى في حياة الأرض والنبات مثل ميكائيل فإن ميكائيل موكّل بالقطر يعني بالمطر والنبات وفيهما حياة الأبدان حياة الناس وحياة البهائم فالأول جبريل موكل بما فيه حياة القلوب وهو الوحي وهذا موكل بما فيه حياة الأبدان وهو القطر والنبات
ومنهم إسرافيل، إسرافيل أحد حملة العرش العظام وهو موكل بالنفخ في الصور، الصور قرن عظيم دائرته كما بين السماء والأرض ينفخ فيه إسرافيل فإذا سمعه الناس سمعوا صوتا لا عهد لهم به صوتا مزعجا فيفزعون ثم يصعقون يموتون من شدة هذا الصوت ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون تتطاير الأرواح من هذا القرن من هذا الصور ثم ترجع كل روح إلى بدنها الذي تعمره في الدنيا لا تخطئه شعرة سبحان الله بأمر الله عز وجل هؤلاء ثلاثة كلهم موكلون بما فيه الحياة أولهم جبريل موكل بما فيه حياة القلوب والثاني ميكائيل بما فيه حياة النبات والأرض والثالث إسرافيل بما فيه حياة الأبدان
ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يثني على الله بربوبيته لهؤلاء الملائكة الثلاثة في افتتاح صلاة الليل فيقول في افتتاح صلاة الليل بدل سبحانك اللهم وبحمدك يقول " اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم "
ومنهم من وكّل بقبض الأرواح بقبض الأرواح وهو ملك الموت وله أعوان أعوان يساعدونه على ذلك وينزلون بالكفن والحنوط للروح التي تخرج من الجسد إن كان من أهل الإيمان وأسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم
الطالب : آمين
الشيخ : فإنهم ينزلون بكفن من الجنة وحنوط من الجنة وإن كان والعياذ بالله من أهل النيران نزلوا بحنوط من النار وكفن من النار ثم يجلسون عند المحتضر الذي حضر أجله ويخرجون روحه حتى تبلغ الحلقوم فإذا بلغت الحلقوم استلها ملك الموت ثم أعطاهم إياها فوضعوها في الحنوط والكفن الملائكة تكفّن وتحنط الروح والبشر يكفنون ويحنطون ايش؟ البدن شف العناية من الله العناية من الله بالآدمي ملائكة يكفنون روحه وبشر يكفنون بدنه ولهذا قال الله تعالى (( حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون )) لا يفرطون في حفظها ولا يفرطون فيها
ملك الموت أعطاه الله تعالى قدرة على قبض الأرواح في مشارق الأرض ومغاربها يقبضها ولو ماتوا في لحظة واحدة لو فرض أن جماعة أصابهم حادث وماتوا في آن واحد فإن ملك الموت يقبض هذه الأرواح جميعا ولا تستغرب لأن الملائكة لا يقاسون بالبشر الملائكة أعطاهم الله سبحانه وتعالى قدرة عظيمة أشد من الجن، الجن أقوى من البشر والملائكة أقوى من الجن انظر قصة سليمان (( قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين قال عفريت من الجن )) عفريت يعني قوي شديد (( قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين )) أين مكان العرش في اليمن وسليمان في الشام مسيرة شهر قال آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإن عليه لقوي أمين وكان له عادة يقوم من مقامه في ساعة معينة (( فقال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك )) أيهما أسرع؟ هاه الثاني لا شك يعني مد بصرك ما ترده إلا وقد جاءك (( فلما رآه )) حالا رآه مستقرا عنده قال العلماء هذا الذي عنده علم من الكتاب دعا الله باسمه الأعظم فحملت الملائكة العرش من اليمن إلى الشام في هذه اللحظة إذن فالملائكة أقوى من الجن فلا تستغرب أن يموت الناس في مشارق الأرض ومغاربها وأن يقبض أرواحهم ملك واحد كما قال تعالى (( قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون )) فإذا قال الله لهذا الملك اقبض روح كل من مات هل يمكن أن يقول لا نعم لا يمكن (( لا يعصون الله ما أمرهم )) ولهذا لما قال الله للقلم اكتب، اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة القلم جماد كتب أو لم يكتب كتب ما هو كائن إلى يوم القيامة فالله عز وجل إذا أمر بأمر لا يمكن يعصى إلا المردة من الجن أو من بني آدم أما الملائكة لا يعصون الله على كل حال هؤلاء أربعة من الملائكة
الخامس مالك مالك هذا الموكل بالنار هو خازنها وقد ذكره الله تعالى في قوله عن أهل النار (( ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون )) ما معنى (( ليقض علينا )) يعني ليمتنا ويهلكنا ويرحنا مما نحن فيه قال (( إنكم ماكثون ))
السادس خازن الجنة وورد في بعض الآثار أن اسمه رضوان رضوان هذا موكل بالجنة كما أن مالكا موكل بالنار فمن علمنا اسمه من الملائكة آمنا به باسمه ومن لم نعلم باسمه آمنا به على سبيل الإجمال آمنا بعمله الذي نعلمه وبوصفه وبكل ما جاء به الكتاب والسنة من أوصاف هؤلاء الملائكة
طيب قلنا إن الملائكة عالم غيبي فهل يمكن أن يروا الجواب نعم قد يرون قد يرون إما على صورتهم التي خلقوا عليها وإما على صورة من أراد الله أن يكونوا على صورته فجبريل رآه النبي صلى الله عليه وسلم على صورته التي خلقه الله عليها في موضعين في الأرض وفي السماء في الأرض في غار حراء قرب مكة وفي السماء عند سدرة المنتهى (( ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى )) أتدرون كيف رآه، رآه وله ستمئة جناح قد سدّ الأفق ملأ الأفق كله وله ستمئة جناح ولا يعلم قدرها إلا الله عز وجل لكن إذا كان الشيء عاليا وسد الأفق فهو معناه أنه واسع جدا فهذا الذي رآه النبي عليه الصلاة والسلام على صورته مرتين أحيانا يأتي بصورة إنسان كما في الحديث الذي نحن فيه الآن فقد جاء بصورة رجل شديد سواد الشعر شديد بياض الثياب لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه الصحابة أتى بصورة بشر والله على كل شيء قدير قد أعطاهم الله سبحانه وتعالى ذلك أن يتصوروا بصور البشر إما باختيارهم وإما بإرادة الله يأمرهم أن يكونوا على هذه الصورة الله أعلم إنما هذه حال الملائكة عليهم الصلاة والسلام وتفاصيل ما ورد فيهم مذكور في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن علينا أن نؤمن بهؤلاء الملائكة وأنهم أقوياء أشداء قال الله تعالى لهم في غزوة بدر (( أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان )) فكانوا يقاتلون مع الصحابة في بدر
فقد تكلمنا بما يسر الله على قوله صلى الله عليه وسلم ( الإيمان أن تؤمن بالله ) قال النبي صلى الله عليه وسلم ( وملائكته ) والملائكة هم عالم غيبي خلقهم الله سبحانه وتعالى من نور وجعل لهم أعمالا خاصة كل إنسان يعمل بما أمره الله به وقد قال الله سبحانه وتعالى في ملائكة النار (( عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون )) فهم ليس عندهم استكبار عن الأمر ولا عجز عنه يفعلون ما أمروا به ويقدرون عليه بخلاف البشر، البشر قد يستكبرون عن الأمر وقد يعجزون عنه أما الملائكة فخلقوا لتنفيذ أمر الله سواء في العبادات المتعلقة بهم أو في مصالح الخلق فمثلا جبريل أشرف الملائكة موكل بالوحي ينزل به من الله على رسله وأنبيائه فهو موكل بأشرف شيء ينتفع به الخلق والعباد وهو ذو قوة أمين مطاع، مطاع بين الملائكة ولهذا كان أشرف الملائكة كما أن محمدا صلى الله عليه وسلم أشرف الرسل قال الله سبحانه وتعالى (( علمه شديد القوى ذو مرة فاستوى وهو بالأفق الأعلى )) يعني علّم النبي صلى الله عليه وسلم القرآن (( شديد القوى )) يعني ذو القوى الشديدة وهو جبريل (( ذو مرة )) أي ذو هيئة حسنة (( فاستوى )) أي كمل وعلا وهو بالأفق الأعلى وقال عز وجل (( إنه لقول رسول كريم )) يعني جبريل (( ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين ))
ومن هؤلاء أيضا من وكّلوا بمصالح الخلق من جهة أخرى في حياة الأرض والنبات مثل ميكائيل فإن ميكائيل موكّل بالقطر يعني بالمطر والنبات وفيهما حياة الأبدان حياة الناس وحياة البهائم فالأول جبريل موكل بما فيه حياة القلوب وهو الوحي وهذا موكل بما فيه حياة الأبدان وهو القطر والنبات
ومنهم إسرافيل، إسرافيل أحد حملة العرش العظام وهو موكل بالنفخ في الصور، الصور قرن عظيم دائرته كما بين السماء والأرض ينفخ فيه إسرافيل فإذا سمعه الناس سمعوا صوتا لا عهد لهم به صوتا مزعجا فيفزعون ثم يصعقون يموتون من شدة هذا الصوت ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون تتطاير الأرواح من هذا القرن من هذا الصور ثم ترجع كل روح إلى بدنها الذي تعمره في الدنيا لا تخطئه شعرة سبحان الله بأمر الله عز وجل هؤلاء ثلاثة كلهم موكلون بما فيه الحياة أولهم جبريل موكل بما فيه حياة القلوب والثاني ميكائيل بما فيه حياة النبات والأرض والثالث إسرافيل بما فيه حياة الأبدان
ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يثني على الله بربوبيته لهؤلاء الملائكة الثلاثة في افتتاح صلاة الليل فيقول في افتتاح صلاة الليل بدل سبحانك اللهم وبحمدك يقول " اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم "
ومنهم من وكّل بقبض الأرواح بقبض الأرواح وهو ملك الموت وله أعوان أعوان يساعدونه على ذلك وينزلون بالكفن والحنوط للروح التي تخرج من الجسد إن كان من أهل الإيمان وأسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم
الطالب : آمين
الشيخ : فإنهم ينزلون بكفن من الجنة وحنوط من الجنة وإن كان والعياذ بالله من أهل النيران نزلوا بحنوط من النار وكفن من النار ثم يجلسون عند المحتضر الذي حضر أجله ويخرجون روحه حتى تبلغ الحلقوم فإذا بلغت الحلقوم استلها ملك الموت ثم أعطاهم إياها فوضعوها في الحنوط والكفن الملائكة تكفّن وتحنط الروح والبشر يكفنون ويحنطون ايش؟ البدن شف العناية من الله العناية من الله بالآدمي ملائكة يكفنون روحه وبشر يكفنون بدنه ولهذا قال الله تعالى (( حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون )) لا يفرطون في حفظها ولا يفرطون فيها
ملك الموت أعطاه الله تعالى قدرة على قبض الأرواح في مشارق الأرض ومغاربها يقبضها ولو ماتوا في لحظة واحدة لو فرض أن جماعة أصابهم حادث وماتوا في آن واحد فإن ملك الموت يقبض هذه الأرواح جميعا ولا تستغرب لأن الملائكة لا يقاسون بالبشر الملائكة أعطاهم الله سبحانه وتعالى قدرة عظيمة أشد من الجن، الجن أقوى من البشر والملائكة أقوى من الجن انظر قصة سليمان (( قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين قال عفريت من الجن )) عفريت يعني قوي شديد (( قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين )) أين مكان العرش في اليمن وسليمان في الشام مسيرة شهر قال آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإن عليه لقوي أمين وكان له عادة يقوم من مقامه في ساعة معينة (( فقال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك )) أيهما أسرع؟ هاه الثاني لا شك يعني مد بصرك ما ترده إلا وقد جاءك (( فلما رآه )) حالا رآه مستقرا عنده قال العلماء هذا الذي عنده علم من الكتاب دعا الله باسمه الأعظم فحملت الملائكة العرش من اليمن إلى الشام في هذه اللحظة إذن فالملائكة أقوى من الجن فلا تستغرب أن يموت الناس في مشارق الأرض ومغاربها وأن يقبض أرواحهم ملك واحد كما قال تعالى (( قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون )) فإذا قال الله لهذا الملك اقبض روح كل من مات هل يمكن أن يقول لا نعم لا يمكن (( لا يعصون الله ما أمرهم )) ولهذا لما قال الله للقلم اكتب، اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة القلم جماد كتب أو لم يكتب كتب ما هو كائن إلى يوم القيامة فالله عز وجل إذا أمر بأمر لا يمكن يعصى إلا المردة من الجن أو من بني آدم أما الملائكة لا يعصون الله على كل حال هؤلاء أربعة من الملائكة
الخامس مالك مالك هذا الموكل بالنار هو خازنها وقد ذكره الله تعالى في قوله عن أهل النار (( ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون )) ما معنى (( ليقض علينا )) يعني ليمتنا ويهلكنا ويرحنا مما نحن فيه قال (( إنكم ماكثون ))
السادس خازن الجنة وورد في بعض الآثار أن اسمه رضوان رضوان هذا موكل بالجنة كما أن مالكا موكل بالنار فمن علمنا اسمه من الملائكة آمنا به باسمه ومن لم نعلم باسمه آمنا به على سبيل الإجمال آمنا بعمله الذي نعلمه وبوصفه وبكل ما جاء به الكتاب والسنة من أوصاف هؤلاء الملائكة
طيب قلنا إن الملائكة عالم غيبي فهل يمكن أن يروا الجواب نعم قد يرون قد يرون إما على صورتهم التي خلقوا عليها وإما على صورة من أراد الله أن يكونوا على صورته فجبريل رآه النبي صلى الله عليه وسلم على صورته التي خلقه الله عليها في موضعين في الأرض وفي السماء في الأرض في غار حراء قرب مكة وفي السماء عند سدرة المنتهى (( ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى )) أتدرون كيف رآه، رآه وله ستمئة جناح قد سدّ الأفق ملأ الأفق كله وله ستمئة جناح ولا يعلم قدرها إلا الله عز وجل لكن إذا كان الشيء عاليا وسد الأفق فهو معناه أنه واسع جدا فهذا الذي رآه النبي عليه الصلاة والسلام على صورته مرتين أحيانا يأتي بصورة إنسان كما في الحديث الذي نحن فيه الآن فقد جاء بصورة رجل شديد سواد الشعر شديد بياض الثياب لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه الصحابة أتى بصورة بشر والله على كل شيء قدير قد أعطاهم الله سبحانه وتعالى ذلك أن يتصوروا بصور البشر إما باختيارهم وإما بإرادة الله يأمرهم أن يكونوا على هذه الصورة الله أعلم إنما هذه حال الملائكة عليهم الصلاة والسلام وتفاصيل ما ورد فيهم مذكور في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن علينا أن نؤمن بهؤلاء الملائكة وأنهم أقوياء أشداء قال الله تعالى لهم في غزوة بدر (( أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان )) فكانوا يقاتلون مع الصحابة في بدر