شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وكتبه ... " . حفظ
الشيخ : أما الركن الثالث فهو الإيمان بالكتب الإيمان بالكتب وهو جمع كتاب والمراد بذلك الكتاب الذي أنزله الله سبحانه وتعالى على الرسل فكل رسول له كتاب كما قال تعالى (( الله الذي نزل الكتاب بالحق والميزان )) وقال تعالى (( ولقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط )) لكن من الكتب ما لا نعلمه ومنها ما نعلمه
فالتوراة وهي الكتاب الذي أنزله الله على موسى معلومة والإنجيل وهو الكتاب الذي أنزله الله على عيسى معلوم وصحف إبراهيم مذكورة في القرآن وزبور داود مذكور في القرآن وصحف موسى إن كانت غير التوراة مذكورة في القرآن أيضا فما ذكر اسمه في القرآن وجب الإيمان به بعينه باسمه وما لم يذكر فإنه نؤمن به إجمالا فنؤمن بأن الله أنزل على موسى كتابا هو التوراة وعلى عيسى كتابا هو الإنجيل وعلى داود كتابا هو الزبور وعلى إبراهيم صحفا هكذا نقول
ولا يعني ذلك أن ما وجد عند النصارى اليوم هو الذي نزل على عيسى لأن الأناجيل الموجودة في أيدي النصارى اليوم محرّفة مغيرة مبدلة لعب بها قساوسة النصارى فزادوا فيها ونقصوا وحرّفوا ولهذا تجدها تنقسم إلى أربعة أقسام أو خمسة ومع ذلك فإن الكتاب الذي نزل على عيسى كتاب واحد لكن الله سبحانه وتعالى إنما تكفل بحفظ القرآن الكريم الذي نزل على محمد لأنه لا نبي بعده يبيّن للناس ماهو الصحيح وما هو المحرّف أما الكتب السابقة فإنها لم تخل من التحريف لأنه سيبعث أنبياء يبينون فيها الحق ويبينون فيها المحرّف وهذا هو السر في أن الله تكفل بحفظ القرآن دون غيره من الكتب من أجل أن يعلم الناس حاجتهم إلى الأنبياء إذا وجدوا الكتب محرفة فتأتي الأنبياء وتبين الحق فالمهم أن نؤمن بأن الكتاب الذي نزل على النبي المعين حق من عند الله لا على أن الكتاب الذي في أيدي أتباعه اليوم هو الكتاب الذي نزل قد يكون محرف بل قطعا إنه محرّف ومغير ومبدل
كذلك أيضا من الإيمان بالكتب أن تؤمن بأن كل خبر جاء فيها فهو حق كل خبر جاء فيها فهو حق كما أن كل خبر في القرآن فهو حق لأن الأخبار التي جاءت في الكتب التي نزلت على الأنبياء من عند الله وكل خبر من عند الله فهو حق وكذلك تؤمن بأن كل حكم فيها صحيح من عند الله فهو حق يعني لم يحرّف ولم يغير فهو حق لأن جميع أحكام الله التي ألزم بها عباده كلها حق لكن هل هي بقيت إلى الآن غير محرفة هذا السؤال بينا الجواب عنه عليه بأنها غير مأمونة بل محرّفة ومبدلة ومغيرة ولكنه هل علينا أن نعمل بالأحكام التي جاءت بها الكتب السابقة ؟
نقول أما ما قصه الله علينا من هذه الكتب فإننا نعمل به ما لم يرد شرعنا بخلافه مثال ذلك قوله تعالى عن التوراة (( وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )) هذه مكتوبة في التوراة ونقلها الله عز وجل لنا في القرآن ولكن الله لم يقصها علينا إلا من أجل أن نعتبر ونعمل بها كما قال الله تعالى (( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب )) وقال (( أولئك الذين هدا الله فبهداهم اقتده )) فما قصه الله علينا وما نقله لنا من الكتب السابقة فهو شرع لنا لأن الله لم يذكره عبثا إلا إذا ورد شرعنا بخلافه فإذا ورد شرعنا بخلافه صار ناسخا لها كما أن من الآيات الشرعية النازلة في شرعنا ما يكون منسوخا بآيات أخرى فكذلك ما ذكره الله عن الكتب السابقة نقلا فإنه قد ينسخ بهذه الشريعة
أما ما جاء في كتبهم هم فإننا لا نصدقه ولا نكذبه كما أمر بذلك النبي عليه الصلاة والسلام فيما إذا حدثنا بنو إسرائيل ألا نصدقهم ولا نكذبهم لأننا ربما نصدقهم بالباطل وربما نكذبهم بحق فنقول آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم ولا نصدقهم ولا نكذبهم إذا كان لم يشهد شرعنا بصحته ولا بكذبه فإن شهد بصحته أو بكذبه عملنا ما تقتضيه هذه الشهادة إن شهد بصحته صدقناه وإن شهد بكذبه كذبناه
ومن ذلك ما ينسب في أخبار بني إسرائيل إلى بعض الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كما ذكر عن داود أنه أعجبته امرأة رجل امرأة رجل من جنده فأحبها وطلب من الجندي أن يذهب إلى العدو يقاتل لعله يقتل فيأخذ امرأته من بعده وأنه أرسل الجندي أرسله فبعث الله إليه جماعة من الملائكة يختصمون إليه فقال أحد الخصمين (( إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب )) قالوا فهذا مثل ضربه الله لداود حيث كان عنده من النساء ما يبلغ تسعا وتسعين امرأة فحاول أن يأخذ امرأة هذا الجندي ليكمل بها المئة فهذه القصة كذب واضح لأن داود نبي من الأنبياء ولا يمكن أن يتحيّل هذه الحيلة لو أنه غير نبي ما فعل هذا وهو عاقل فكيف وهو نبي فمثل هذه القصة التي جاءت في بني إسرائيل نقول هذه كذب لأنها لا تليق بالنبي بل لا تليق بأي عاقل فضلا عن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
والخلاصة أن ما جاء في كتبهم ينقسم إلى قسمين أولا قسمين رئيسيين
أولا ما قصّه الله علينا في القرآن أو قصّه علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا مقبول صحيح
والثاني ما نقلوه هم فهذا لا يخلو من ثلاث حالات الحال الأولى أن يشهد شرعنا بكذبه فيجب علينا أن نكذبه ونرده
والثاني ما شهد شرعنا بصدقه فنصدقه ونقبله لشهادة شرعنا به
والثالث ما ليس هذا ولا هذا فيجب علينا أن نتوقف لأنهم لا يؤمنون ويحصل في خبرهم الكذب والتغيير والزيادة والنقص والله الموفق
فالتوراة وهي الكتاب الذي أنزله الله على موسى معلومة والإنجيل وهو الكتاب الذي أنزله الله على عيسى معلوم وصحف إبراهيم مذكورة في القرآن وزبور داود مذكور في القرآن وصحف موسى إن كانت غير التوراة مذكورة في القرآن أيضا فما ذكر اسمه في القرآن وجب الإيمان به بعينه باسمه وما لم يذكر فإنه نؤمن به إجمالا فنؤمن بأن الله أنزل على موسى كتابا هو التوراة وعلى عيسى كتابا هو الإنجيل وعلى داود كتابا هو الزبور وعلى إبراهيم صحفا هكذا نقول
ولا يعني ذلك أن ما وجد عند النصارى اليوم هو الذي نزل على عيسى لأن الأناجيل الموجودة في أيدي النصارى اليوم محرّفة مغيرة مبدلة لعب بها قساوسة النصارى فزادوا فيها ونقصوا وحرّفوا ولهذا تجدها تنقسم إلى أربعة أقسام أو خمسة ومع ذلك فإن الكتاب الذي نزل على عيسى كتاب واحد لكن الله سبحانه وتعالى إنما تكفل بحفظ القرآن الكريم الذي نزل على محمد لأنه لا نبي بعده يبيّن للناس ماهو الصحيح وما هو المحرّف أما الكتب السابقة فإنها لم تخل من التحريف لأنه سيبعث أنبياء يبينون فيها الحق ويبينون فيها المحرّف وهذا هو السر في أن الله تكفل بحفظ القرآن دون غيره من الكتب من أجل أن يعلم الناس حاجتهم إلى الأنبياء إذا وجدوا الكتب محرفة فتأتي الأنبياء وتبين الحق فالمهم أن نؤمن بأن الكتاب الذي نزل على النبي المعين حق من عند الله لا على أن الكتاب الذي في أيدي أتباعه اليوم هو الكتاب الذي نزل قد يكون محرف بل قطعا إنه محرّف ومغير ومبدل
كذلك أيضا من الإيمان بالكتب أن تؤمن بأن كل خبر جاء فيها فهو حق كل خبر جاء فيها فهو حق كما أن كل خبر في القرآن فهو حق لأن الأخبار التي جاءت في الكتب التي نزلت على الأنبياء من عند الله وكل خبر من عند الله فهو حق وكذلك تؤمن بأن كل حكم فيها صحيح من عند الله فهو حق يعني لم يحرّف ولم يغير فهو حق لأن جميع أحكام الله التي ألزم بها عباده كلها حق لكن هل هي بقيت إلى الآن غير محرفة هذا السؤال بينا الجواب عنه عليه بأنها غير مأمونة بل محرّفة ومبدلة ومغيرة ولكنه هل علينا أن نعمل بالأحكام التي جاءت بها الكتب السابقة ؟
نقول أما ما قصه الله علينا من هذه الكتب فإننا نعمل به ما لم يرد شرعنا بخلافه مثال ذلك قوله تعالى عن التوراة (( وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )) هذه مكتوبة في التوراة ونقلها الله عز وجل لنا في القرآن ولكن الله لم يقصها علينا إلا من أجل أن نعتبر ونعمل بها كما قال الله تعالى (( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب )) وقال (( أولئك الذين هدا الله فبهداهم اقتده )) فما قصه الله علينا وما نقله لنا من الكتب السابقة فهو شرع لنا لأن الله لم يذكره عبثا إلا إذا ورد شرعنا بخلافه فإذا ورد شرعنا بخلافه صار ناسخا لها كما أن من الآيات الشرعية النازلة في شرعنا ما يكون منسوخا بآيات أخرى فكذلك ما ذكره الله عن الكتب السابقة نقلا فإنه قد ينسخ بهذه الشريعة
أما ما جاء في كتبهم هم فإننا لا نصدقه ولا نكذبه كما أمر بذلك النبي عليه الصلاة والسلام فيما إذا حدثنا بنو إسرائيل ألا نصدقهم ولا نكذبهم لأننا ربما نصدقهم بالباطل وربما نكذبهم بحق فنقول آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم ولا نصدقهم ولا نكذبهم إذا كان لم يشهد شرعنا بصحته ولا بكذبه فإن شهد بصحته أو بكذبه عملنا ما تقتضيه هذه الشهادة إن شهد بصحته صدقناه وإن شهد بكذبه كذبناه
ومن ذلك ما ينسب في أخبار بني إسرائيل إلى بعض الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كما ذكر عن داود أنه أعجبته امرأة رجل امرأة رجل من جنده فأحبها وطلب من الجندي أن يذهب إلى العدو يقاتل لعله يقتل فيأخذ امرأته من بعده وأنه أرسل الجندي أرسله فبعث الله إليه جماعة من الملائكة يختصمون إليه فقال أحد الخصمين (( إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب )) قالوا فهذا مثل ضربه الله لداود حيث كان عنده من النساء ما يبلغ تسعا وتسعين امرأة فحاول أن يأخذ امرأة هذا الجندي ليكمل بها المئة فهذه القصة كذب واضح لأن داود نبي من الأنبياء ولا يمكن أن يتحيّل هذه الحيلة لو أنه غير نبي ما فعل هذا وهو عاقل فكيف وهو نبي فمثل هذه القصة التي جاءت في بني إسرائيل نقول هذه كذب لأنها لا تليق بالنبي بل لا تليق بأي عاقل فضلا عن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
والخلاصة أن ما جاء في كتبهم ينقسم إلى قسمين أولا قسمين رئيسيين
أولا ما قصّه الله علينا في القرآن أو قصّه علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا مقبول صحيح
والثاني ما نقلوه هم فهذا لا يخلو من ثلاث حالات الحال الأولى أن يشهد شرعنا بكذبه فيجب علينا أن نكذبه ونرده
والثاني ما شهد شرعنا بصدقه فنصدقه ونقبله لشهادة شرعنا به
والثالث ما ليس هذا ولا هذا فيجب علينا أن نتوقف لأنهم لا يؤمنون ويحصل في خبرهم الكذب والتغيير والزيادة والنقص والله الموفق