شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... واليوم الآخر ... " . حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد
فقد سبق لنا الكلام بما تيسر على قول النبي صلى الله عليه وسلم ( الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ) أربعة أركان
أما الركن الخامس فهو الإيمان باليوم الآخر-تأخر شوية ... اللي وراك- فهو اليوم الآخر واليوم الآخر هو يوم القيامة وسمي بذلك لأنه لا يوم بعده سمي يوم القيامة باليوم الآخر لأنه لا يوم بعده
فالإنسان له مراحل أربع مرحلة في بطن أمه ومرحلة في الدنيا ومرحلة في البرزخ ومرحلة يوم القيامة وهي آخر المراحل ولهذا سمي اليوم الآخر يسكن فيه الناس إما في الجنة نسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم وإما في النار والعياذ بالله فهذا هو المصير الإيمان باليوم الآخر يدخل فيه كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتاب العقيدة الواسطية وهي كتاب مختصر في عقيدة أهل السنة والجماعة من أحسن ما كتبه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في جمعه ووضوحه وعدم الاستطرادات الكثيرة يقول رحمه الله " يدخل في الإيمان باليوم الآخر الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت " كل ما أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام مما يكون بعد الموت فإنه داخل في الإيمان باليوم الآخر
فمن ذلك فتنة القبر إذا دفن الميت ( أتاه ملكان يجلسانه ويسألانه عن ويسألانه ثلاثة أسئلة يقولان من ربك ما دينك من نبيك (( فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت )) ) أسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم ( فيقول المؤمن ربي الله وديني الإسلام ونبي محمد فينادي منادٍ من السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة ويفسح له في قبره مد البصر ويأتيه من الجنة من روحها ويشاهد فيها ما يشاهد من النعيم وأما المنافق والعياذ بالله أو الكافر فيقول هاه هاه لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته ) لأن الإيمان لم يصل إلى قلبه نسأل الله العافية وإنما هو في لسانه فقط فهو يسمع ولا يدري ما المعنى ولا يفتح عليه في قبره هذه فتنة هذه فتنة عظيمة جدا ولهذا أمرنا النبي عليه الصلاة والسلام أن نستعيذ بالله منها في كل صلاة " أعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر "
ويؤمنون ومن ذلك أيضا أن تؤمن بنعيم القبر وعذاب القبر نعيم القبر لمن يستحق النعيم من المؤمنين وعذاب القبر لمن يستحق العذاب وقد جاء ذلك في القرآن والسنة وأجمع عليه أهل السنة والجماعة ففي كتاب الله يقول الله تبارك وتعالى (( كذلك يجزي الله المتقين الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون )) ادخلوا الجنة عند الوفاة بما كنتم تعملون ويقول الله سبحانه وتعالى في آخر سورة الواقعة (( فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم )) يقول هذا في ذكر المحتضر عند احتضاره إذا جاء الموت إذا كان من المقربين فله روح وريحان وجنة نعيم في نفس اليوم أما عذاب القبر فاستمع إلى قوله تعالى (( ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت )) يعني سكرات الموت (( والملائكة باسطوا أيديهم )) مادين أيديهم لهذا المحتضر من الكفار (( أخرجوا أنفسكم )) وكأنهم شحيحون بأنفسهم لأنها تبشر والعياذ بالله بالعذاب فتهرب في البدن تتفرق ويشح بها الإنسان يقال أخرجوا أنفسكم (( اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون )) اليوم متى عند موته يوم موتهم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون وقال الله تعالى في آل فرعون (( النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب )) فقال (( النار يعرضون عليها غدوا وعشيا )) هذا قبل قيام الساعة ويوم تقوم الساعة (( أدخلوا آل فرعون أشد العذاب )) ولكن يجب أن نعلم أن هذا النعيم والعذاب أمر غيبي لا نطلع عليه لأننا لو اطلعنا عليه ما دفنا أمواتنا لأن الإنسان لا يمكن أن يقدّم ميته لعذاب يسمعه يفزع لأن الكافر أو المنافق إذا عجز عن الإجابة يضرب بمرزبة قطعة من الحديد مثل المطرقة من الحديد فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الإنسان، كل شيء يسمعه إلا الإنسان قال النبي عليه الصلاة والسلام ( ولو سمعها الإنسان لصعق ) وقال عليه الصلاة والسلام ( لولا أن تدافنوا لسألت الله أن يريكم عذاب القبر ) ولكن من نعمة الله أننا لا نعلم به حسا نؤمن به غيبا ولا ندركه حسا
كذلك أيضا لو كان عذاب القبر شهادة وحسا لكان فيه فضيحة إذا مررت بقبر إنسان وسمعته يعذب ويصيح فيه فضيحة له
ثالثا لو أنه شهادة يحس لكان هذا قلقا على أهله وذويه يعني لا ينامون في الليل وهم يسمعون صاحبهم يصيح ليلا ونهارا من العذاب لكن من رحمة الله سبحانه وتعالى أن الله جعله غيبا لا يعلم عنه فلا يأتي شخص ويقول إننا لو حفرنا القبر من بعد يوم أو يومين لم نجد أثرا للعذاب نقول هذا لأنه أمر غيبي على أن الله تعالى قد يطلع على هذا الغيب من شاء من عباده ربما يطّلع ربما يطّلع عليه
فقد ثبت في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ( أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبرين في المدينة فقال إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة ) فأطلع الله نبيه على هذين القبرين أنهما يعذبان فالحاصل أنه يجب علينا أن نؤمن بفتنة القبر وهي سؤال الملكين الميت عن ربه ودينه ونبيه وأن نؤمن بنعيم القبر أو عذاب القبر والله الموفق
وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد
فقد كان آخر كلامنا على قول النبي صلى الله عليه وسلم أن تؤمن ( الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ) وذكرنا أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ذكر أنه يدخل في الإيمان باليوم الآخر جميع ما أخبره به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت وتكلمنا على فتنة القبر وعلى عذاب القبر ونعيم القبر وأن العذاب أو النعيم ثابت بظاهر القرآن وصريح السنة الذي لا شك فيه
ومما يدخل في الإيمان باليوم الآخر أن يؤمن الإنسان بما يكون في نفس اليوم اليوم الآخر وذلك بأنه إذا نفخ في الصور النفخة الثانية قام الناس من قبورهم لله رب العالمين حفاة ليس عليهم نعال وعراة ليس عليهم ثياب وغرلا ليسوا مختونين وبهما ليس معهم مال كل الناس حتى الأنبياء والرسل يبعثون هكذا كما قال الله تعالى (( كما بدأنا أول خلق نعيده )) فكما أن الإنسان يخرج من بطن أمه هكذا عاريا غير منتعل غير مختون ليس معه مال فكذلك يخرج من بطن الأرض يوم القيامة على هذه الصفة يقومون لرب العالمين الرجال والنساء والصغار والكبار والكفار والمؤمنين كلهم على هذا الوصف حفاة عراة غرلا بهما ولا ينظر بعضهم إلى بعض لأنه قد دهاهم من الأمر ما يشغلهم عن نظر بعضهم إلى بعض فالأمر أعظم من أن ينظر بعض الناس إلى بعض ربما تكون المرأة إلى جنب الرجل لا ينظر إليها ولا تنظر إليه كما قال الله تعالى (( فإذا جاءت الصاخة يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ))
ومن الإيمان باليوم الآخر أن تؤمن بأن الله سبحانه وتعالى يبسط هذه الأرض ويمدها كما يمد الأديم أي الجلد لأن أرضنا اليوم كرة مستديرة منبعجة بعض الشيء من الجنوب والشمال لكنها مستديرة كما يفيده قوله تعالى (( إذا السماء انشقت وأذنت لربها وحقت وإذا الأرض مدت )) إذا الأرض مدت معناه أنها لا تمد إلا إذا انشقت السماء وذلك يوم القيامة تبسط كما يبسط الجلد المدبوغ ليس فيها أودية ولا أشجار ولا بناء ولا جبال يذرها الرب عز وجل قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا يحشر الناس عليها على الوصف الذي ذكرنا آنفا وتطوى السماوات يطويها الرب عز وجل بيمينه وتدنى الشمس من الخلق حتى تكون فوق رؤوسهم بقدر ميل ميل إما مسافة وإما ميل المكحلة وأيا كان فهي قريبة من الرؤوس
ولكننا نؤمن بأن من الناس من يسلم من حرّها وهم الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ومنهم السبعة الذين ذكرهم الرسول عليه الصلاة والسلام في نسق واحد
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد
فقد سبق لنا الكلام بما تيسر على قول النبي صلى الله عليه وسلم ( الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ) أربعة أركان
أما الركن الخامس فهو الإيمان باليوم الآخر-تأخر شوية ... اللي وراك- فهو اليوم الآخر واليوم الآخر هو يوم القيامة وسمي بذلك لأنه لا يوم بعده سمي يوم القيامة باليوم الآخر لأنه لا يوم بعده
فالإنسان له مراحل أربع مرحلة في بطن أمه ومرحلة في الدنيا ومرحلة في البرزخ ومرحلة يوم القيامة وهي آخر المراحل ولهذا سمي اليوم الآخر يسكن فيه الناس إما في الجنة نسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم وإما في النار والعياذ بالله فهذا هو المصير الإيمان باليوم الآخر يدخل فيه كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتاب العقيدة الواسطية وهي كتاب مختصر في عقيدة أهل السنة والجماعة من أحسن ما كتبه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في جمعه ووضوحه وعدم الاستطرادات الكثيرة يقول رحمه الله " يدخل في الإيمان باليوم الآخر الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت " كل ما أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام مما يكون بعد الموت فإنه داخل في الإيمان باليوم الآخر
فمن ذلك فتنة القبر إذا دفن الميت ( أتاه ملكان يجلسانه ويسألانه عن ويسألانه ثلاثة أسئلة يقولان من ربك ما دينك من نبيك (( فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت )) ) أسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم ( فيقول المؤمن ربي الله وديني الإسلام ونبي محمد فينادي منادٍ من السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة ويفسح له في قبره مد البصر ويأتيه من الجنة من روحها ويشاهد فيها ما يشاهد من النعيم وأما المنافق والعياذ بالله أو الكافر فيقول هاه هاه لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته ) لأن الإيمان لم يصل إلى قلبه نسأل الله العافية وإنما هو في لسانه فقط فهو يسمع ولا يدري ما المعنى ولا يفتح عليه في قبره هذه فتنة هذه فتنة عظيمة جدا ولهذا أمرنا النبي عليه الصلاة والسلام أن نستعيذ بالله منها في كل صلاة " أعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر "
ويؤمنون ومن ذلك أيضا أن تؤمن بنعيم القبر وعذاب القبر نعيم القبر لمن يستحق النعيم من المؤمنين وعذاب القبر لمن يستحق العذاب وقد جاء ذلك في القرآن والسنة وأجمع عليه أهل السنة والجماعة ففي كتاب الله يقول الله تبارك وتعالى (( كذلك يجزي الله المتقين الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون )) ادخلوا الجنة عند الوفاة بما كنتم تعملون ويقول الله سبحانه وتعالى في آخر سورة الواقعة (( فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم )) يقول هذا في ذكر المحتضر عند احتضاره إذا جاء الموت إذا كان من المقربين فله روح وريحان وجنة نعيم في نفس اليوم أما عذاب القبر فاستمع إلى قوله تعالى (( ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت )) يعني سكرات الموت (( والملائكة باسطوا أيديهم )) مادين أيديهم لهذا المحتضر من الكفار (( أخرجوا أنفسكم )) وكأنهم شحيحون بأنفسهم لأنها تبشر والعياذ بالله بالعذاب فتهرب في البدن تتفرق ويشح بها الإنسان يقال أخرجوا أنفسكم (( اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون )) اليوم متى عند موته يوم موتهم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون وقال الله تعالى في آل فرعون (( النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب )) فقال (( النار يعرضون عليها غدوا وعشيا )) هذا قبل قيام الساعة ويوم تقوم الساعة (( أدخلوا آل فرعون أشد العذاب )) ولكن يجب أن نعلم أن هذا النعيم والعذاب أمر غيبي لا نطلع عليه لأننا لو اطلعنا عليه ما دفنا أمواتنا لأن الإنسان لا يمكن أن يقدّم ميته لعذاب يسمعه يفزع لأن الكافر أو المنافق إذا عجز عن الإجابة يضرب بمرزبة قطعة من الحديد مثل المطرقة من الحديد فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الإنسان، كل شيء يسمعه إلا الإنسان قال النبي عليه الصلاة والسلام ( ولو سمعها الإنسان لصعق ) وقال عليه الصلاة والسلام ( لولا أن تدافنوا لسألت الله أن يريكم عذاب القبر ) ولكن من نعمة الله أننا لا نعلم به حسا نؤمن به غيبا ولا ندركه حسا
كذلك أيضا لو كان عذاب القبر شهادة وحسا لكان فيه فضيحة إذا مررت بقبر إنسان وسمعته يعذب ويصيح فيه فضيحة له
ثالثا لو أنه شهادة يحس لكان هذا قلقا على أهله وذويه يعني لا ينامون في الليل وهم يسمعون صاحبهم يصيح ليلا ونهارا من العذاب لكن من رحمة الله سبحانه وتعالى أن الله جعله غيبا لا يعلم عنه فلا يأتي شخص ويقول إننا لو حفرنا القبر من بعد يوم أو يومين لم نجد أثرا للعذاب نقول هذا لأنه أمر غيبي على أن الله تعالى قد يطلع على هذا الغيب من شاء من عباده ربما يطّلع ربما يطّلع عليه
فقد ثبت في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ( أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبرين في المدينة فقال إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة ) فأطلع الله نبيه على هذين القبرين أنهما يعذبان فالحاصل أنه يجب علينا أن نؤمن بفتنة القبر وهي سؤال الملكين الميت عن ربه ودينه ونبيه وأن نؤمن بنعيم القبر أو عذاب القبر والله الموفق
وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد
فقد كان آخر كلامنا على قول النبي صلى الله عليه وسلم أن تؤمن ( الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ) وذكرنا أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ذكر أنه يدخل في الإيمان باليوم الآخر جميع ما أخبره به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت وتكلمنا على فتنة القبر وعلى عذاب القبر ونعيم القبر وأن العذاب أو النعيم ثابت بظاهر القرآن وصريح السنة الذي لا شك فيه
ومما يدخل في الإيمان باليوم الآخر أن يؤمن الإنسان بما يكون في نفس اليوم اليوم الآخر وذلك بأنه إذا نفخ في الصور النفخة الثانية قام الناس من قبورهم لله رب العالمين حفاة ليس عليهم نعال وعراة ليس عليهم ثياب وغرلا ليسوا مختونين وبهما ليس معهم مال كل الناس حتى الأنبياء والرسل يبعثون هكذا كما قال الله تعالى (( كما بدأنا أول خلق نعيده )) فكما أن الإنسان يخرج من بطن أمه هكذا عاريا غير منتعل غير مختون ليس معه مال فكذلك يخرج من بطن الأرض يوم القيامة على هذه الصفة يقومون لرب العالمين الرجال والنساء والصغار والكبار والكفار والمؤمنين كلهم على هذا الوصف حفاة عراة غرلا بهما ولا ينظر بعضهم إلى بعض لأنه قد دهاهم من الأمر ما يشغلهم عن نظر بعضهم إلى بعض فالأمر أعظم من أن ينظر بعض الناس إلى بعض ربما تكون المرأة إلى جنب الرجل لا ينظر إليها ولا تنظر إليه كما قال الله تعالى (( فإذا جاءت الصاخة يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ))
ومن الإيمان باليوم الآخر أن تؤمن بأن الله سبحانه وتعالى يبسط هذه الأرض ويمدها كما يمد الأديم أي الجلد لأن أرضنا اليوم كرة مستديرة منبعجة بعض الشيء من الجنوب والشمال لكنها مستديرة كما يفيده قوله تعالى (( إذا السماء انشقت وأذنت لربها وحقت وإذا الأرض مدت )) إذا الأرض مدت معناه أنها لا تمد إلا إذا انشقت السماء وذلك يوم القيامة تبسط كما يبسط الجلد المدبوغ ليس فيها أودية ولا أشجار ولا بناء ولا جبال يذرها الرب عز وجل قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا يحشر الناس عليها على الوصف الذي ذكرنا آنفا وتطوى السماوات يطويها الرب عز وجل بيمينه وتدنى الشمس من الخلق حتى تكون فوق رؤوسهم بقدر ميل ميل إما مسافة وإما ميل المكحلة وأيا كان فهي قريبة من الرؤوس
ولكننا نؤمن بأن من الناس من يسلم من حرّها وهم الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ومنهم السبعة الذين ذكرهم الرسول عليه الصلاة والسلام في نسق واحد