شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف ) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وفي رواية غير الترمذي ( احفظ الله تجده أمامك تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا ) . " . حفظ
الشيخ : سبق الكلام على أول هذا الحديث حتى وصلنا إلى قوله صلى الله عليه وسلم ( وإذا استعنت فاستعن بالله ) قال ( واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ) فبيّن النبي عليه الصلاة والسلام في هذه الجملة أن الأمة لو اجتمعت كلها على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك فإذا وقع منهم نفع لك فاعلم أنه من الله لأنه هو الذي كتبه لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك بل قال ( لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ) فالناس بلا شك ينفع بعضهم بعضا ويعين بعضهم بعضا ويساعد بعضهم بعضا لكن كل هذا مما كتبه الله للإنسان فالفضل فيه لله أولا عز وجل هو الذي سخر لك من ينفعك ويحسن إليك ويزيل كربتك وكذلك بالعكس ( لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ) فإذا كانت الأمة لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله لك فإن الإيمان بهذا يستلزم أن يكون الإنسان متعلقا بربه متكلا عليه لا يهتم بأحد لأنه يعلم أنهم لو اجتمعوا لو اجتمع كل الخلق على أن يضروه بشيء لم يضروه إلا بشيء قد كتبه الله عليه وحينئذ يعلّق رجاءه بالله ويعتصم به ولا يهمه الخلق ولو اجتمعوا عليه ولهذا نجد نجد الناس في سلف هذه الأمة لما اعتمدوا على الله وتوكلوا عليه لم يضرهم كيد الكائدين ولا حسد الحاسدين (( وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط )) ثم قال عليه الصلاة والسلام ( رفعت الأقلام وجفت الصحف ) يعني أن ما كتبه الله فقد انتهى رفع والصحف جفت من المداد ولم يبق مراجعة ( فما أصابك لم يكن ليخطئك ) كما في اللفظ الثاني ( وما أخطأك لم يكن ليصيبك )
وفي اللفظ الثاني قال عليه الصلاة والسلام ( واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا ) يعني اعلم علم يقين أن النصر مع الصبر فإذا صبرت وفعلت ما أمرك الله به من وسائل النصر فإن الله تعالى ينصرك والصبر هنا يشمل الصبر على طاعة الله وعن معصيته وعلى أقداره المؤلمة لأن العدو يصيب الإنسان من كل جهة فقد يشعر الإنسان أنه لن يطيق عدوه فيستحسر ويدع الجهاد وقد يشرع في الجهاد ولكن إذا أصابه الأذى استحسر وتوقف وقد يستمر ولكنه يصيبه الألم من عدوه فهذا أيضا يجب أن يصبر عليه قال الله تعالى (( إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله )) وقال تعالى (( ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما )) فإذا صبر الإنسان وصابر ورابط فإن الله سبحانه وتعالى ينصره واعلم أن الفرج مع الكرب كلما اكتربت الأمور وضاقت فإن الفرج قريب لأن الله عز وجل يقول في كتابه (( أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أأله مع الله قليلا ما تذكرون )) فكلما اشتدت الأمور فانتظر الفرج من الله سبحانه وتعالى
( وأن مع العسر يسرا ) فكل عسر فبعده يسرٌ بل إن العسر محفوف بيسرين يسر سابق ويسر لاحق قال الله تعالى (( فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا )) وقال ابن عباس رضي الله عنهما " لن يغلب عسر يسرين " فهذا الحديث الذي أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم عبدالله بن عباس ينبغي للإنسان أن يكون على ذكر له دائما وأن يعتمد على هذه الوصايا النافعة التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم ابن عمه عبدالله بن عباس رضي الله عنهما والله الموفق
وفي اللفظ الثاني قال عليه الصلاة والسلام ( واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا ) يعني اعلم علم يقين أن النصر مع الصبر فإذا صبرت وفعلت ما أمرك الله به من وسائل النصر فإن الله تعالى ينصرك والصبر هنا يشمل الصبر على طاعة الله وعن معصيته وعلى أقداره المؤلمة لأن العدو يصيب الإنسان من كل جهة فقد يشعر الإنسان أنه لن يطيق عدوه فيستحسر ويدع الجهاد وقد يشرع في الجهاد ولكن إذا أصابه الأذى استحسر وتوقف وقد يستمر ولكنه يصيبه الألم من عدوه فهذا أيضا يجب أن يصبر عليه قال الله تعالى (( إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله )) وقال تعالى (( ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما )) فإذا صبر الإنسان وصابر ورابط فإن الله سبحانه وتعالى ينصره واعلم أن الفرج مع الكرب كلما اكتربت الأمور وضاقت فإن الفرج قريب لأن الله عز وجل يقول في كتابه (( أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أأله مع الله قليلا ما تذكرون )) فكلما اشتدت الأمور فانتظر الفرج من الله سبحانه وتعالى
( وأن مع العسر يسرا ) فكل عسر فبعده يسرٌ بل إن العسر محفوف بيسرين يسر سابق ويسر لاحق قال الله تعالى (( فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا )) وقال ابن عباس رضي الله عنهما " لن يغلب عسر يسرين " فهذا الحديث الذي أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم عبدالله بن عباس ينبغي للإنسان أن يكون على ذكر له دائما وأن يعتمد على هذه الوصايا النافعة التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم ابن عمه عبدالله بن عباس رضي الله عنهما والله الموفق