شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ) حديث حسن رواه الترمذي وغيره ... " . حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن أبي هريرة رضي الله عن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ) إسلام المرء هو استسلامه لله عز وجل ظاهرا وباطنا فأما باطنا فاستسلام العبد لربه إصلاح عقيدته وإصلاح قلبه وذلك بأن يكون مؤمنا بكل ما يجب الإيمان به على ما سبق في حديث جبريل وأما الاستسلام ظاهرا فهو إصلاح عمله الظاهر كأقواله بلسانه وأفعاله بجوارحه والناس يختلفون في الإسلام اختلافا ظاهرا كثيرا كما أن الناس يختلفون في أشكالهم وصورهم: منهم الطويل ومنهم القصير ومنهم الضخم ومنهم من دون ذلك ومنهم القبيح ومنهم الجميل يختلفون اختلافا ظاهرا فكذلك أيضا يختلفون في إسلامهم لله عز وجل حتى قال الله تعالى في كتابه (( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى )) وإذا كان الناس يختلفون في الإسلام فإن مما يزيد في حسن إسلام المرء أن يدع ما لا يعنيه كما قال النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ) يعني ما لا يهمه لا في دينه ولا في دنياه فالإنسان المسلم إذا أراد أن يجعل إسلامه حسنا فليدع ما لا يعنيه الشيء الذي لا يهمك اتركه فمثلا إذا كان عملا وترددت هل تفعل أو لا تفعل انظر هل هو من الأمور الهامة في دينك ودنياك فافعله وإلا فاتركه فالسلامة أسلم كذلك أيضا ما تتدخل في شؤون الناس لا تتدخل فيها إذا كان ذلك لا يهمك وهذا خلاف ما يفعله بعض الناس اليوم تجد بعض الناس يحرص على أنه يطلع على أحوال الناس يجي اثنين يتكلمون يحاول أنه يقرب من عندهم حتى يسمع ما يقولون يجد شخصا جاء من وجه يعني من جهة من الجهات يبحث وربما يلجئ الشخص نفسه يقول له من أين جئت وماذا قال لك فلان وماذا قلت له وما أشبه ذلك في أمور لا تعنيه ولا تهمه فالشيء الذي لا يعنيك اتركه فإن ذلك من حسن إسلامك وهو أيضا فيه راحة فيه راحة للإنسان كون الإنسان لا يهمه إلا نفسه هذا هو الراحة أما الذي يتتبع أحوال الناس ماذا قيل ماذا قالوا وماذا قيل لهم فإنه سوف يتعب تعبا عظيما ويفوت على نفسه خيرا كثيرا مع أنه لا يستفيد شيئا
فأنت اجعل دأبك دأب نفسك همك هم نفسك انظر ما ينفعك افعله الذي لا ينفعك اتركه ما لك فيه سنام وليس هذا من حسن إسلامك أنت أن تبحث عن أشياء لا تهمك ولو أننا مشينا على هذا وصار الإنسان دأبه دأب نفسه لا ينظر إلا إلى فعله ماذا فعل وماذا أنتج لحصّل خيرا كثيرا أما بعض الناس تجده مشغولا بشؤون غيره فيما لا فائدة له فيه فيضيع أوقاته ويشغل قلبه ويشتت فكره وتضيع عليه مصالح كثيرة وتجد الرجل الدؤوب الذي ليس له هم إلا نفسه وما يعنيه تجده ينتج ويثمر ويحصل ويكون في راحة قلبية وراحة فكرية ولهذا يعد هذا الحديث من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أردت شيء فعلا أو تركا انظر هل يهمك أو لا إن كان لا يهمك اتركه ولا تتعرض له واسترح منه وريّح قلبك وفكرك وعقلك وبدنك إن كان يهمك فعلى كل حال كن إنسان عاقل كما جاء في الحديث السابق ( الكيس من دان نفسه ) فإن كل إنسان عاقل يحرص على أن يعمل لما بعد الموت ويحاسب نفسه على أعمالها والله الموفق
قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن أبي هريرة رضي الله عن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ) إسلام المرء هو استسلامه لله عز وجل ظاهرا وباطنا فأما باطنا فاستسلام العبد لربه إصلاح عقيدته وإصلاح قلبه وذلك بأن يكون مؤمنا بكل ما يجب الإيمان به على ما سبق في حديث جبريل وأما الاستسلام ظاهرا فهو إصلاح عمله الظاهر كأقواله بلسانه وأفعاله بجوارحه والناس يختلفون في الإسلام اختلافا ظاهرا كثيرا كما أن الناس يختلفون في أشكالهم وصورهم: منهم الطويل ومنهم القصير ومنهم الضخم ومنهم من دون ذلك ومنهم القبيح ومنهم الجميل يختلفون اختلافا ظاهرا فكذلك أيضا يختلفون في إسلامهم لله عز وجل حتى قال الله تعالى في كتابه (( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى )) وإذا كان الناس يختلفون في الإسلام فإن مما يزيد في حسن إسلام المرء أن يدع ما لا يعنيه كما قال النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ) يعني ما لا يهمه لا في دينه ولا في دنياه فالإنسان المسلم إذا أراد أن يجعل إسلامه حسنا فليدع ما لا يعنيه الشيء الذي لا يهمك اتركه فمثلا إذا كان عملا وترددت هل تفعل أو لا تفعل انظر هل هو من الأمور الهامة في دينك ودنياك فافعله وإلا فاتركه فالسلامة أسلم كذلك أيضا ما تتدخل في شؤون الناس لا تتدخل فيها إذا كان ذلك لا يهمك وهذا خلاف ما يفعله بعض الناس اليوم تجد بعض الناس يحرص على أنه يطلع على أحوال الناس يجي اثنين يتكلمون يحاول أنه يقرب من عندهم حتى يسمع ما يقولون يجد شخصا جاء من وجه يعني من جهة من الجهات يبحث وربما يلجئ الشخص نفسه يقول له من أين جئت وماذا قال لك فلان وماذا قلت له وما أشبه ذلك في أمور لا تعنيه ولا تهمه فالشيء الذي لا يعنيك اتركه فإن ذلك من حسن إسلامك وهو أيضا فيه راحة فيه راحة للإنسان كون الإنسان لا يهمه إلا نفسه هذا هو الراحة أما الذي يتتبع أحوال الناس ماذا قيل ماذا قالوا وماذا قيل لهم فإنه سوف يتعب تعبا عظيما ويفوت على نفسه خيرا كثيرا مع أنه لا يستفيد شيئا
فأنت اجعل دأبك دأب نفسك همك هم نفسك انظر ما ينفعك افعله الذي لا ينفعك اتركه ما لك فيه سنام وليس هذا من حسن إسلامك أنت أن تبحث عن أشياء لا تهمك ولو أننا مشينا على هذا وصار الإنسان دأبه دأب نفسه لا ينظر إلا إلى فعله ماذا فعل وماذا أنتج لحصّل خيرا كثيرا أما بعض الناس تجده مشغولا بشؤون غيره فيما لا فائدة له فيه فيضيع أوقاته ويشغل قلبه ويشتت فكره وتضيع عليه مصالح كثيرة وتجد الرجل الدؤوب الذي ليس له هم إلا نفسه وما يعنيه تجده ينتج ويثمر ويحصل ويكون في راحة قلبية وراحة فكرية ولهذا يعد هذا الحديث من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أردت شيء فعلا أو تركا انظر هل يهمك أو لا إن كان لا يهمك اتركه ولا تتعرض له واسترح منه وريّح قلبك وفكرك وعقلك وبدنك إن كان يهمك فعلى كل حال كن إنسان عاقل كما جاء في الحديث السابق ( الكيس من دان نفسه ) فإن كل إنسان عاقل يحرص على أن يعمل لما بعد الموت ويحاسب نفسه على أعمالها والله الموفق