تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن عمر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن معناه: تذهب أول النهار خماصا: أي ضامرة البطون من الجوع وترجع آخر النهار بطانا: أي ممتلئة البطون ... " حفظ
الشيخ : الطير رزقها على الله عز وجل لأنها طيور ليس لها مالك تطير في الجو وتغدو إلى أوكارها وتستجلب رزق الله عز وجل الطير تغدو خماصا تغدو يعني تذهب في أول النهار لأن الغدوة أول النهار خماصا يعني جائعة كما قال تعالى (( فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم )) مخمصة يعني مجاعة ( تغدو خماصا ) يعني جائعة ليس في بطونها شيء لكنها متوكلة على ربها عز وجل وتروح بطانا تروح يعني ترجع في آخر النهار لأن الرواح هو آخر النهار بطانا أي ممتلئة البطون من رزق الله عز وجل ففي هذا دليل على مسائل:
أولا أنه ينبغي للإنسان أن يعتمد على الله حق الاعتماد
ثانيا أنه ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها حتى الطير في جو السماء لا يمسكه في جو السماء إلا الله ولا يرزقه إلا الله كل دابة في الأرض من أصغر ما يكون من الدواب الذر ومن أكبر ما يكون الفيلة وأشباهها كل دابة في الأرض فإن على الله رزقها كما قال الله تعالى (( وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها )) ولقد ضل ضلالا مبينا من أساء الظن بربه فقال " لا تكثروا من الأولاد تضيق عليكم الأرزاق " كذبوا ورب العرش إذا أكثروا من الأولاد أكثر الله من رزقهم لأنه ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها رزق أطفالك وأولادك على الله عز وجل هو الذي يفتح لك أبواب الرزق من أجل أن تنفق عليهم لكن أكثر الناس بل لكن كثيرا من الناس عندهم سوء ظن بالله عز وجل ويعتمدون على الأمور المادية المنظورة ولا ينظرون إلى المدى البعيد ويتطلعون إلى الله عز وجل وأنه هو الذي يرزق ولو كثر الأولاد أكثر من الأولاد تكثر لك الأرزاق هذا هو الصحيح
وفي هذا دليل أيضا على أن الإنسان إذا توكل على الله حق التوكل فليفعل الأسباب ولقد ضل من قال " لا أفعل السبب وأنا متوكل " هذا غير صحيح المتوكل هو الذي يفعل الأسباب معتمدا على الله عز وجل ولهذا قال ( كما يرزق الطير تغدو خماصا ) تغدو تذهب تطلب الرزق ليست الطيور في أوكارها ولكنها تغدو وتطلب الرزق فأنت إذا توكلت على الله حق التوكل فلابد أن تفعل الأسباب التي شرعها الله لك من طلب الرزق من وجه حلال بالزراعة بالتجارة بالعمالة بأي شيء من أسباب الرزق اطلب الرزق اطلب الرزق معتمدا على الله ييسر الله لك الرزق
وفي هذا دليل ومن فوائد هذا الحديث أن الطيور وغيرها من مخلوقات الله تعرف الله تعرف الله نعم كما قال الله تعالى (( تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده )) يعني ما من شيء إلا يسبح بحمد الله (( ولكن لا تفقهون تسبيحهم )) (( ولله يسجد من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء )) فالطيور تعرف خالقها عز وجل وتطير تطلب الرزق بما جبلها الله عليه من الفطرة التي تهتدي بها إلى مصالحها وتغدو إلى أوكارها في آخر النهار بطونها ملأى وهكذا دواليك في كل يوم والله عز وجل يرزقها وييسر لها الرزق وانظر إلى حكمة الله كيف تغدو هذه الطيور إلى محلات بعيدة وتهتدي بالرجوع إلى أماكنها لا تخطئها لأن الله عز وجل أعطى كل شيء خلقه ثم هدى والله الموفق
أولا أنه ينبغي للإنسان أن يعتمد على الله حق الاعتماد
ثانيا أنه ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها حتى الطير في جو السماء لا يمسكه في جو السماء إلا الله ولا يرزقه إلا الله كل دابة في الأرض من أصغر ما يكون من الدواب الذر ومن أكبر ما يكون الفيلة وأشباهها كل دابة في الأرض فإن على الله رزقها كما قال الله تعالى (( وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها )) ولقد ضل ضلالا مبينا من أساء الظن بربه فقال " لا تكثروا من الأولاد تضيق عليكم الأرزاق " كذبوا ورب العرش إذا أكثروا من الأولاد أكثر الله من رزقهم لأنه ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها رزق أطفالك وأولادك على الله عز وجل هو الذي يفتح لك أبواب الرزق من أجل أن تنفق عليهم لكن أكثر الناس بل لكن كثيرا من الناس عندهم سوء ظن بالله عز وجل ويعتمدون على الأمور المادية المنظورة ولا ينظرون إلى المدى البعيد ويتطلعون إلى الله عز وجل وأنه هو الذي يرزق ولو كثر الأولاد أكثر من الأولاد تكثر لك الأرزاق هذا هو الصحيح
وفي هذا دليل أيضا على أن الإنسان إذا توكل على الله حق التوكل فليفعل الأسباب ولقد ضل من قال " لا أفعل السبب وأنا متوكل " هذا غير صحيح المتوكل هو الذي يفعل الأسباب معتمدا على الله عز وجل ولهذا قال ( كما يرزق الطير تغدو خماصا ) تغدو تذهب تطلب الرزق ليست الطيور في أوكارها ولكنها تغدو وتطلب الرزق فأنت إذا توكلت على الله حق التوكل فلابد أن تفعل الأسباب التي شرعها الله لك من طلب الرزق من وجه حلال بالزراعة بالتجارة بالعمالة بأي شيء من أسباب الرزق اطلب الرزق اطلب الرزق معتمدا على الله ييسر الله لك الرزق
وفي هذا دليل ومن فوائد هذا الحديث أن الطيور وغيرها من مخلوقات الله تعرف الله تعرف الله نعم كما قال الله تعالى (( تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده )) يعني ما من شيء إلا يسبح بحمد الله (( ولكن لا تفقهون تسبيحهم )) (( ولله يسجد من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء )) فالطيور تعرف خالقها عز وجل وتطير تطلب الرزق بما جبلها الله عليه من الفطرة التي تهتدي بها إلى مصالحها وتغدو إلى أوكارها في آخر النهار بطونها ملأى وهكذا دواليك في كل يوم والله عز وجل يرزقها وييسر لها الرزق وانظر إلى حكمة الله كيف تغدو هذه الطيور إلى محلات بعيدة وتهتدي بالرجوع إلى أماكنها لا تخطئها لأن الله عز وجل أعطى كل شيء خلقه ثم هدى والله الموفق