شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وقال تعالى (( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك )) وقال تعالى (( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت فذكر إنما أنت مذكر )) وقال تعالى (( أفلم يسيروا في الأرض فينظروا )) والآيات في الباب كثيرة ومن الأحاديث الحديث السابق الكيس من دان نفسه ... " . حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الآيات الكريمة الدالة على التفكر وقد سبقت الآيات التي في سورة سبأ (( قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا )) ثم ذكر المؤلف رحمه الله قول الله تعالى (( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم )) إلى آخره هذه الآية هي أول الآيات العشر التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤها كلما استيقظ من صلاة الليل فينبغي للإنسان إذا استيقظ من صلاة الليل أن يقرأ من هذه الآية إلى آخر سورة آل عمران العشر الأخيرة من سورة آل عمران
قوله تعالى (( إن في خلق السماوات والأرض )) يعني في خلقهما من حيث الحجم والكبر والعظمة وغير ذلك مما أودع الله فيهما في هذا الخلق آيات ففي النجوم آيات من آيات الله في الشمس آيات من آيات الله في القمر آيات من آيات الله في الأشجار آيات من آيات الله في البحار في الأنهار في كل ما خلق الله في السماوات والأرض آيات عظيمة تدل على كمال وحدانيته جل وعلا وعلى كمال قدرته وعلى كمال رحمته وعلى كمال حكمته يقول عز وجل (( إن في خلق السماوات والأرض )) وجمع السماوات وأفرد الأرض لأن السماوات سبع كما ذكره الله في عدة آيات (( الله الذي خلق سبع سماوات )) (( قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم )) أما الأرض فإن الله تعالى لم يذكرها في القرآن إلا مفردة لأن المعتبر المراد به الجنس الشامل لجميع الأراضين وقد أشار الله في سورة الطلاق إلى أن الأراضين سبع فقال (( الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن )) مثلهن في العدد وليس مثلهن في الخلقة والعظم بل السماوات أعظم من الأرض بكثير لكنهن مثل السماوات في العدد
وقد جاءت السنة صريحة في ذلك مثل قول النبي عليه الصلاة والسلام ( من اقتطع شبرا من الأرض ظلما طوقه يوم القيامة من سبع أراضين )
(( في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار )) اختلاف الليل والنهار من وجوه متعددة
أولا من جهة أن الليل مظلم والنهار مضيء كما قال تعالى (( وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة ))
ومنها اختلافهما في الطول والقصر أحيانا يطول الليل وأحيانا يطول النهار وأحيانا يتساويان كما قال تعالى (( يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل )) يدخل هذا في هذا مرة فيأخذ منه وهذا في هذا مرة فيأخذ منه هذا من اختلاف الليل والنهار
من اختلاف الليل والنهار اختلافهما في الحر والبرودة تارة تكون الجو حارا وتارة يكون باردا هذا من اختلاف الليل والنهار
من اختلافهما أيضا الخصب والجدب تارة تكون الدنيا جدبا ودهرا وسنين وتارة تكون خصبا وربيعا ورخاء هذا من اختلاف الليل والنهار
من اختلاف الليل والنهار اختلافهما في الحرب والسلم تارة تكون حربا وتارة تكون سلما وتارة تكون عزة وتارة تكون ذلة كما قال الله تعالى (( وتلك الأيام نداولها بين الناس )) ومن تأمل اختلاف الليل والنهار وجد فيهما من آيات الله عز وجل ما يبهر العقول
وقوله تعالى (( لآيات لأولي الألباب )) آيات يعني علامات واضحة بينة على وحدانية الله وكمال قدرته وعزته وعلمه وحكمته ورحمته وغير ذلك من آياته وقوله (( لأولي الألباب )) أي لأصحاب الألباب فماهي الألباب، الألباب جمع لب وهو العقل وأولو الألباب يعني أصحاب العقول وذلك لأن العقل لب والإنسان بلا عقل قشور بلا لب الأصل في الإنسان هو العقل ولهذا سمي لبا وأما إنسان بلا عقل فإنه قشور
ولكن ما المراد بالعقل هل المراد بالعقل الذكاء لا الذكاء شيء والعقل شيء آخر ربّ ذكي نابغ في ذكائه لكنه مجنون في تصرفه فالعاقل حقيقة هو ما يعقل صاحبه عن سوء التصرّف هذا العقل وإن لم يكن ذكيا فإذا منّ الله على الإنسان بالذكاء والعقل تمت عليه النعمة وقد يكون الإنسان ذكيا وليس بعاقل وعاقلا وليس بذكي جميع الكفار وإن كانوا أذكياء كلهم ليسوا عقلاء (( إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون )) كل إنسان يتصرف تصرفا سيئا فليس بعاقل فأولو الألباب هم أولو العقول الذين يتفكرون في خلق السماوات والأرض وينظرون في الآيات ويعتبرون بها ويستدلون بها على من هي آيات له هؤلاء هم أصحاب العقول هم أصحاب الألباب فاحرص يا أخي على أن تتفكر في خلق السماوات والأرض وأن تتدبر ما فيهما من الآيات وكذلك في الأيام والليالي وكيف تتغير الأحوال وكيف تنقلب من حال إلى حال وكل ذلك بيد الله عز وجل وكل ذلك من آياته والله الموفق
القارئ : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه لله تعالى في سياق ذكر الآيات في باب التفكر " وقال تعالى (( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت فذكر إنما أنت مذكر )) وقال تعالى (( أفلم يسيروا في الأرض فينظروا )) الآية والآيات في الباب كثيرة "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
قال المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الآيات الكريمة الدالة على التفكر وقد سبقت الآيات التي في سورة سبأ (( قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا )) ثم ذكر المؤلف رحمه الله قول الله تعالى (( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم )) إلى آخره هذه الآية هي أول الآيات العشر التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤها كلما استيقظ من صلاة الليل فينبغي للإنسان إذا استيقظ من صلاة الليل أن يقرأ من هذه الآية إلى آخر سورة آل عمران العشر الأخيرة من سورة آل عمران
قوله تعالى (( إن في خلق السماوات والأرض )) يعني في خلقهما من حيث الحجم والكبر والعظمة وغير ذلك مما أودع الله فيهما في هذا الخلق آيات ففي النجوم آيات من آيات الله في الشمس آيات من آيات الله في القمر آيات من آيات الله في الأشجار آيات من آيات الله في البحار في الأنهار في كل ما خلق الله في السماوات والأرض آيات عظيمة تدل على كمال وحدانيته جل وعلا وعلى كمال قدرته وعلى كمال رحمته وعلى كمال حكمته يقول عز وجل (( إن في خلق السماوات والأرض )) وجمع السماوات وأفرد الأرض لأن السماوات سبع كما ذكره الله في عدة آيات (( الله الذي خلق سبع سماوات )) (( قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم )) أما الأرض فإن الله تعالى لم يذكرها في القرآن إلا مفردة لأن المعتبر المراد به الجنس الشامل لجميع الأراضين وقد أشار الله في سورة الطلاق إلى أن الأراضين سبع فقال (( الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن )) مثلهن في العدد وليس مثلهن في الخلقة والعظم بل السماوات أعظم من الأرض بكثير لكنهن مثل السماوات في العدد
وقد جاءت السنة صريحة في ذلك مثل قول النبي عليه الصلاة والسلام ( من اقتطع شبرا من الأرض ظلما طوقه يوم القيامة من سبع أراضين )
(( في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار )) اختلاف الليل والنهار من وجوه متعددة
أولا من جهة أن الليل مظلم والنهار مضيء كما قال تعالى (( وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة ))
ومنها اختلافهما في الطول والقصر أحيانا يطول الليل وأحيانا يطول النهار وأحيانا يتساويان كما قال تعالى (( يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل )) يدخل هذا في هذا مرة فيأخذ منه وهذا في هذا مرة فيأخذ منه هذا من اختلاف الليل والنهار
من اختلاف الليل والنهار اختلافهما في الحر والبرودة تارة تكون الجو حارا وتارة يكون باردا هذا من اختلاف الليل والنهار
من اختلافهما أيضا الخصب والجدب تارة تكون الدنيا جدبا ودهرا وسنين وتارة تكون خصبا وربيعا ورخاء هذا من اختلاف الليل والنهار
من اختلاف الليل والنهار اختلافهما في الحرب والسلم تارة تكون حربا وتارة تكون سلما وتارة تكون عزة وتارة تكون ذلة كما قال الله تعالى (( وتلك الأيام نداولها بين الناس )) ومن تأمل اختلاف الليل والنهار وجد فيهما من آيات الله عز وجل ما يبهر العقول
وقوله تعالى (( لآيات لأولي الألباب )) آيات يعني علامات واضحة بينة على وحدانية الله وكمال قدرته وعزته وعلمه وحكمته ورحمته وغير ذلك من آياته وقوله (( لأولي الألباب )) أي لأصحاب الألباب فماهي الألباب، الألباب جمع لب وهو العقل وأولو الألباب يعني أصحاب العقول وذلك لأن العقل لب والإنسان بلا عقل قشور بلا لب الأصل في الإنسان هو العقل ولهذا سمي لبا وأما إنسان بلا عقل فإنه قشور
ولكن ما المراد بالعقل هل المراد بالعقل الذكاء لا الذكاء شيء والعقل شيء آخر ربّ ذكي نابغ في ذكائه لكنه مجنون في تصرفه فالعاقل حقيقة هو ما يعقل صاحبه عن سوء التصرّف هذا العقل وإن لم يكن ذكيا فإذا منّ الله على الإنسان بالذكاء والعقل تمت عليه النعمة وقد يكون الإنسان ذكيا وليس بعاقل وعاقلا وليس بذكي جميع الكفار وإن كانوا أذكياء كلهم ليسوا عقلاء (( إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون )) كل إنسان يتصرف تصرفا سيئا فليس بعاقل فأولو الألباب هم أولو العقول الذين يتفكرون في خلق السماوات والأرض وينظرون في الآيات ويعتبرون بها ويستدلون بها على من هي آيات له هؤلاء هم أصحاب العقول هم أصحاب الألباب فاحرص يا أخي على أن تتفكر في خلق السماوات والأرض وأن تتدبر ما فيهما من الآيات وكذلك في الأيام والليالي وكيف تتغير الأحوال وكيف تنقلب من حال إلى حال وكل ذلك بيد الله عز وجل وكل ذلك من آياته والله الموفق
القارئ : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه لله تعالى في سياق ذكر الآيات في باب التفكر " وقال تعالى (( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت فذكر إنما أنت مذكر )) وقال تعالى (( أفلم يسيروا في الأرض فينظروا )) الآية والآيات في الباب كثيرة "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم