تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وقال تعالى (( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك )) ..." . حفظ
الشيخ : ساق المؤلف رحمه الله الآيات التي فيها التفكر بآيات الله عز وجل وسبق لنا قوله تعالى (( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب )) وذكرنا اختلاف الليل والنهار على أي شكل يكون
ثم قال تعالى في وصف أولي الألباب (( الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم )) يعني يذكرون الله في كل حال قياما وقعودا وعلى جنوبهم وذكر الله عز وجل نوعان:
نوع مطلق في كل وقت وهو الذي يشرع للإنسان دائما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا قال له إن شرائع الإسلام كثرت علي وإني كبير فقال ( لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله ) هكذا روي عن النبي عليه الصلاة والسلام وقالت عائشة رضي الله عنها ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه ) أي في كل حين فذكر الله هذا مطلق لا يتقيد بعدد بل هو إلى الإنسان على نشاطه
والنوع الثاني ذكر مقيد بعدد أو في حال من الأحوال وهو كثير منها أذكار الصلوات في الركوع والسجود وبعد السلام وأذكار الدخول للمنزل والخروج منه وأذكار الدخول للمسجد والخروج منه وأذكار الركوب على الدابة وأشياء كثيرة شرعها الله عز وجل لعباده من أجل أن يكونوا دائما على ذكر على ذكر الله عز وجل ومنها أذكار النوم عند النوم وعند الاستيقاظ
فالمهم أن الله شرع لعباده من الأذكار ما يجعلهم إذا حافظوا عليها يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم
واعلم أن الذكر أيضا يكون على وجهين ذكر تام وهو ما تواطأ عليه القلب واللسان وذكر ناقص وهو ما كان باللسان مع غفلة القلب وأكثر الناس نسأل الله أن يعاملنا جميعا بعفوه أكثر الناس عندهم ذكر باللسان مع غفلة القلب فتجده يذكر الله وقلبه يذهب يمينا وشمالا في دكانه في سيارته في بيعه في شرائه لكن هو مأجور على كل حال ولكن الذكر التام هو الذي يكون ذكرا لله باللسان وبالقلب يعني أنك تذكر الله بلسانك وتذكر الله بقلبك أحيانا يكون الذكر بالقلب أنفع للعبد من الذكر باللسان المجرد إذا تفكر الإنسان في نفسه في قلبه في آيات الله عز وجل الكونية والشرعية بقدر ما يستطيع حصل على خير كثير قال (( ويتفكرون في خلق السماوات والأرض )) يقولون (( ربنا ما خلقت هذا باطلا )) يتفكرون في خلق السماوات والأرض لماذا خلقت وكيف خلقت وما أشبه ذلك ثم يقولون في قلوبهم وألسنتهم (( ربنا ما خلقت هذا باطلا )) أي لابد أن يكون لخلق السماوات والأرض غاية محمودة يحمد الرب عليها عز وجل ليس خلق السماوات والأرض باطلا خلقت ليوجد الناس يأكلون ويشربون ويتمتعون كما تتمتع الأنعام لا هي مقصودة لغرض عظيم قال الله تعالى (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) (( ربنا ما خلقت هذا باطلا )) وقد قال الله عز وجل إن الذين يظنون أن الله خلق هذا باطلا هم أصحاب النار قال الله تبارك وتعالى (( وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار )) فكل من ظن أن الله سبحانه وتعالى خلق هذه الخليقة لتوجد ثم تفنى فقط بدون أن يكون هناك غاية ومرجع فإنه من الذين كفروا (( ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار )) الناس لابد أن يموتوا ولابد أن يحاسبوا ولابد أن يبعثوا ولابد أن يؤولوا إلى دارين لا ثالث لهما إما الجنة وإما إلى النار نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل الجنة وأن يعيذنا من النار
يقول عز وجل (( ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك )) أي تنزيها لك أن تخلق هذه السماوات والأرض باطلا (( فقنا عذاب النار )) فيتوسلون إلى الله عز وجل بما يثنون عليه من صفات الكمال أن يقيهم عذاب النار
ووقاية عذاب النار تكون بأمرين:
الأمر الأول أن يعصمك الله من الذنوب لأن الذنوب هي سبب دخول النار والثاني أن يمن الله عليك إذا عصيت للتوبة والإقلاع لأن الإنسان بشر لابد أن يعصي لكن باب التوبة مفتوح ولله الحمد قال الله تعالى (( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا )) مهما عملت من المعاصي إذا رجعت إلى الله وتبت تاب الله عليك لكن إن كان المعصية تتعلق بالآدمي فلابد من الاستبراء من حقه إما بوفائه أو باستحلاله منه لأنه حق آدمي لا يغفر حق الله يغفره مهما عظم حق الآدمي لابد أن تستبرئ منه إما بإبراء أو أداء ومع هذا لو فرض أنك لم تدرك صاحبك ولم تعرفه أو لم تتمكن من إيفائه لكونه دراهم كثيرة ليس عندك وفاء وعلم الله من نيتك أنك صادق في توبتك فإن الله تعالى يتحمل عنك يوم القيامة ويرضي صاحبك والله الموفق
القارئ : نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق ذكر الآيات في باب التفكر " وقال تعالى (( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت فذكر إنما أنت مذكر )) وقال تعالى (( أفلم يسيروا في الأرض فينظروا )) الآية والآيات في الباب كثيرة "
ثم قال تعالى في وصف أولي الألباب (( الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم )) يعني يذكرون الله في كل حال قياما وقعودا وعلى جنوبهم وذكر الله عز وجل نوعان:
نوع مطلق في كل وقت وهو الذي يشرع للإنسان دائما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا قال له إن شرائع الإسلام كثرت علي وإني كبير فقال ( لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله ) هكذا روي عن النبي عليه الصلاة والسلام وقالت عائشة رضي الله عنها ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه ) أي في كل حين فذكر الله هذا مطلق لا يتقيد بعدد بل هو إلى الإنسان على نشاطه
والنوع الثاني ذكر مقيد بعدد أو في حال من الأحوال وهو كثير منها أذكار الصلوات في الركوع والسجود وبعد السلام وأذكار الدخول للمنزل والخروج منه وأذكار الدخول للمسجد والخروج منه وأذكار الركوب على الدابة وأشياء كثيرة شرعها الله عز وجل لعباده من أجل أن يكونوا دائما على ذكر على ذكر الله عز وجل ومنها أذكار النوم عند النوم وعند الاستيقاظ
فالمهم أن الله شرع لعباده من الأذكار ما يجعلهم إذا حافظوا عليها يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم
واعلم أن الذكر أيضا يكون على وجهين ذكر تام وهو ما تواطأ عليه القلب واللسان وذكر ناقص وهو ما كان باللسان مع غفلة القلب وأكثر الناس نسأل الله أن يعاملنا جميعا بعفوه أكثر الناس عندهم ذكر باللسان مع غفلة القلب فتجده يذكر الله وقلبه يذهب يمينا وشمالا في دكانه في سيارته في بيعه في شرائه لكن هو مأجور على كل حال ولكن الذكر التام هو الذي يكون ذكرا لله باللسان وبالقلب يعني أنك تذكر الله بلسانك وتذكر الله بقلبك أحيانا يكون الذكر بالقلب أنفع للعبد من الذكر باللسان المجرد إذا تفكر الإنسان في نفسه في قلبه في آيات الله عز وجل الكونية والشرعية بقدر ما يستطيع حصل على خير كثير قال (( ويتفكرون في خلق السماوات والأرض )) يقولون (( ربنا ما خلقت هذا باطلا )) يتفكرون في خلق السماوات والأرض لماذا خلقت وكيف خلقت وما أشبه ذلك ثم يقولون في قلوبهم وألسنتهم (( ربنا ما خلقت هذا باطلا )) أي لابد أن يكون لخلق السماوات والأرض غاية محمودة يحمد الرب عليها عز وجل ليس خلق السماوات والأرض باطلا خلقت ليوجد الناس يأكلون ويشربون ويتمتعون كما تتمتع الأنعام لا هي مقصودة لغرض عظيم قال الله تعالى (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) (( ربنا ما خلقت هذا باطلا )) وقد قال الله عز وجل إن الذين يظنون أن الله خلق هذا باطلا هم أصحاب النار قال الله تبارك وتعالى (( وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار )) فكل من ظن أن الله سبحانه وتعالى خلق هذه الخليقة لتوجد ثم تفنى فقط بدون أن يكون هناك غاية ومرجع فإنه من الذين كفروا (( ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار )) الناس لابد أن يموتوا ولابد أن يحاسبوا ولابد أن يبعثوا ولابد أن يؤولوا إلى دارين لا ثالث لهما إما الجنة وإما إلى النار نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل الجنة وأن يعيذنا من النار
يقول عز وجل (( ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك )) أي تنزيها لك أن تخلق هذه السماوات والأرض باطلا (( فقنا عذاب النار )) فيتوسلون إلى الله عز وجل بما يثنون عليه من صفات الكمال أن يقيهم عذاب النار
ووقاية عذاب النار تكون بأمرين:
الأمر الأول أن يعصمك الله من الذنوب لأن الذنوب هي سبب دخول النار والثاني أن يمن الله عليك إذا عصيت للتوبة والإقلاع لأن الإنسان بشر لابد أن يعصي لكن باب التوبة مفتوح ولله الحمد قال الله تعالى (( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا )) مهما عملت من المعاصي إذا رجعت إلى الله وتبت تاب الله عليك لكن إن كان المعصية تتعلق بالآدمي فلابد من الاستبراء من حقه إما بوفائه أو باستحلاله منه لأنه حق آدمي لا يغفر حق الله يغفره مهما عظم حق الآدمي لابد أن تستبرئ منه إما بإبراء أو أداء ومع هذا لو فرض أنك لم تدرك صاحبك ولم تعرفه أو لم تتمكن من إيفائه لكونه دراهم كثيرة ليس عندك وفاء وعلم الله من نيتك أنك صادق في توبتك فإن الله تعالى يتحمل عنك يوم القيامة ويرضي صاحبك والله الموفق
القارئ : نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق ذكر الآيات في باب التفكر " وقال تعالى (( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت فذكر إنما أنت مذكر )) وقال تعالى (( أفلم يسيروا في الأرض فينظروا )) الآية والآيات في الباب كثيرة "