شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وقال تعالى (( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت فذكر إنما أنت مذكر )) ... " . حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله تعالى ذاكرا الآيات التي فيها الدعوة إلى التفكر في آيات الله عز وحل ذكر منها ما سبق
ثم قال وقوله وقوله تعالى (( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت )) أفلا ينظرون هذا من باب الحث على النظر في هذه الأمور الأربعة:
إلى الإبل كيف خلقت كيف خلقها الله عز وجل على هذا الجسم الكبير المتحمل لحمل الأثقال كما قال تعالى (( وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس )) هذه الإبل الكبيرة الأجسام القوية ذللها الله عز وجل لعباده حتى كان الصبي يقودها إلى ما يريد مع أنها لو عتت ما استطاع الناس أن يدركوها ولهذا كان من المشروع أن الإنسان إذا استوى على ظهرها راكبا قال (( سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين )) مقرنين يعني مطيقين لأن قرين الإنسان من كان على مثله وعلى شاكلته فمعنى المقرن يعني المطيق يعني لسنا مطيقين لها لولا أن الله سخرها لنا عز وجل سخره الله عز وجل لعباده فمنها ركوبهم ومنها يأكلون منها ما يركب ويحمل عليه ويكون ممرنا على ذلك ومنها ما يؤكل يأكله الناس ينتفعون به وكذلك أيضا لهم فيها منافع ومشارب فيتخذون من جلودها بيوتا ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين إلى غير ذلك من الآيات العظيمة التي تحملها هذه الإبل
(( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت )) هذه السماء العظيمة رفعها الله عز وجل رفعا عظيما باهرا لا يستطيع أن يناله أحد من الخلق حتى الجن على قوتهم يقولون (( كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا )) ويقول عز وجل (( وجعلنا السماء سقفا محفوظا )) هذه السماوات العظيمة كيف رفعها الله تعالى بغير عمد (( الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها )) يعني ترونها كذلك مرفوعة بغير عمد فاعتبروا فيها
وفي هذه السماوات من آيات الله عز وجل الشيء الكثير فهي رفعت هذا الرفع العظيم وفيما بينها وبين الأرض آيات عظيمة من الأفلاك والنجوم الشمس القمر الرياح السحب وغير ذلك من آيات الله
قال (( وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت )) هذه الجبال الصم العظيمة الكبيرة لو أن الخلق اجتمعوا كلهم بقواهم ما كونوا مثلها الآن تجد المعدات الكبيرة والرفاعات والحمّالات وغيرها إذا أرادوا أن يردموا شيئا وردموا لا يردمون إلا شيئا بسيطا مع المشقة الشديدة هذه الجبال الصم يجب أن نتفكر فيها كيف نصبها الله عز وجل نصبها سبحانه وتعالى على حكمة عظيمة لأن الله سبحانه وتعالى جعل في هذه الجبال التي نصبها مصالح عظيمة كبيرة
منها أنها رواسي ترسّي الأرض تمسكها عن الاضطراب كما قال تعالى (( وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم )) يعني أن تضطرب فلولا أن الله رسّاها بهذه الجبال لكانت مضطربة كالسفينة على ظهر الماء في شدة الأمواج ولكن الله جعلها بهذه الجبال ساكنة قارة لا تضطرب ولا تميد بأهلها
هذه الجبال أيضا تقي من أهوية ورياح شديدة عاصفة في بعض الأماكن
تقي أيضا من برودة عظيمة تأتي من ناحية القطب وتقي أيضا من حرارة شديدة
وكذلك أيضا في سفوحها من آيات الله عز وجل من النبات والأودية والمعادن شيء عظيم كثير فلهذا قال (( وإلى الجبال كيف نصبت ))
قال (( وإلى الأرض كيف سطحت )) إلى الأرض كيف سطحها الله جعلها الله تعالى سطحا وسخرها للعباد جعلها ذلولا مذللة بحيث لم تكن تربتها لينة جدا لا يستقرون عليها ولا صلبة جدا لا ينتفعون منها بل جعلها سبحانه وتعالى رخوة مسطحة مبسوطة حتى ينتفع الناس بما حتى ينتفع الناس على سطحها بما يسر الله سبحانه وتعالى لهم من الأسباب النافعة وهذه الأرض المسطحة هي أيضا كروية يعني أنها شبه الكرة مستديرة من كل جانب إلا أنها مفرطحة من الناحية الشمالية والجنوبية من ناحية القطبين الشمالي والجنوبي ولذلك لو أن أحدا من الناس ركب طائرة متجها نحو المغرب على خط مستقيم مستقيم لكان يخرج إلى المكان الذي أقلعت منه الطائرة وهذا يدل على أنها مستديرة لأن الإنسان يصل طرفها بطرفها
ويدل على هذا قوله تعالى (( إذا السماء انشقت وأذنت لربها وحقت وإذا الأرض مدت وألقت ما فيها وتخلت )) وهذا يكون يوم القيامة فقوله (( إذا الأرض مدت )) يدل على أنها الآن ليست ممدودة لكنها مسطوحة يعني أنها كالسطح لأنها لكبر جرمها لا يتبين فيها الانحناء الذي يكون في الكرة فهذه الأشياء الأربعة (( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت )) يحثنا الله عز وجل على النظر فيها بعين البصر وعين البصيرة بعين البصر الذي هو الإدراك الحسي وعين البصيرة التي هي الإدراك العقلي حتى نستدل بها على ما تدل عليه من آيات الله من علم وقدرة وحكمة ورحمة وغير ذلك والله الموفق
القارئ : نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق ذكر الآيات في باب التفكر " وقال تعالى (( أفلم يسيروا في الأرض فينظروا )) الآية والآيات في الباب كثيرة ومن الأحاديث الحديث السابق ( الكيس من دان نفسه ) "
قال المؤلف رحمه الله تعالى ذاكرا الآيات التي فيها الدعوة إلى التفكر في آيات الله عز وحل ذكر منها ما سبق
ثم قال وقوله وقوله تعالى (( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت )) أفلا ينظرون هذا من باب الحث على النظر في هذه الأمور الأربعة:
إلى الإبل كيف خلقت كيف خلقها الله عز وجل على هذا الجسم الكبير المتحمل لحمل الأثقال كما قال تعالى (( وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس )) هذه الإبل الكبيرة الأجسام القوية ذللها الله عز وجل لعباده حتى كان الصبي يقودها إلى ما يريد مع أنها لو عتت ما استطاع الناس أن يدركوها ولهذا كان من المشروع أن الإنسان إذا استوى على ظهرها راكبا قال (( سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين )) مقرنين يعني مطيقين لأن قرين الإنسان من كان على مثله وعلى شاكلته فمعنى المقرن يعني المطيق يعني لسنا مطيقين لها لولا أن الله سخرها لنا عز وجل سخره الله عز وجل لعباده فمنها ركوبهم ومنها يأكلون منها ما يركب ويحمل عليه ويكون ممرنا على ذلك ومنها ما يؤكل يأكله الناس ينتفعون به وكذلك أيضا لهم فيها منافع ومشارب فيتخذون من جلودها بيوتا ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين إلى غير ذلك من الآيات العظيمة التي تحملها هذه الإبل
(( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت )) هذه السماء العظيمة رفعها الله عز وجل رفعا عظيما باهرا لا يستطيع أن يناله أحد من الخلق حتى الجن على قوتهم يقولون (( كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا )) ويقول عز وجل (( وجعلنا السماء سقفا محفوظا )) هذه السماوات العظيمة كيف رفعها الله تعالى بغير عمد (( الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها )) يعني ترونها كذلك مرفوعة بغير عمد فاعتبروا فيها
وفي هذه السماوات من آيات الله عز وجل الشيء الكثير فهي رفعت هذا الرفع العظيم وفيما بينها وبين الأرض آيات عظيمة من الأفلاك والنجوم الشمس القمر الرياح السحب وغير ذلك من آيات الله
قال (( وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت )) هذه الجبال الصم العظيمة الكبيرة لو أن الخلق اجتمعوا كلهم بقواهم ما كونوا مثلها الآن تجد المعدات الكبيرة والرفاعات والحمّالات وغيرها إذا أرادوا أن يردموا شيئا وردموا لا يردمون إلا شيئا بسيطا مع المشقة الشديدة هذه الجبال الصم يجب أن نتفكر فيها كيف نصبها الله عز وجل نصبها سبحانه وتعالى على حكمة عظيمة لأن الله سبحانه وتعالى جعل في هذه الجبال التي نصبها مصالح عظيمة كبيرة
منها أنها رواسي ترسّي الأرض تمسكها عن الاضطراب كما قال تعالى (( وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم )) يعني أن تضطرب فلولا أن الله رسّاها بهذه الجبال لكانت مضطربة كالسفينة على ظهر الماء في شدة الأمواج ولكن الله جعلها بهذه الجبال ساكنة قارة لا تضطرب ولا تميد بأهلها
هذه الجبال أيضا تقي من أهوية ورياح شديدة عاصفة في بعض الأماكن
تقي أيضا من برودة عظيمة تأتي من ناحية القطب وتقي أيضا من حرارة شديدة
وكذلك أيضا في سفوحها من آيات الله عز وجل من النبات والأودية والمعادن شيء عظيم كثير فلهذا قال (( وإلى الجبال كيف نصبت ))
قال (( وإلى الأرض كيف سطحت )) إلى الأرض كيف سطحها الله جعلها الله تعالى سطحا وسخرها للعباد جعلها ذلولا مذللة بحيث لم تكن تربتها لينة جدا لا يستقرون عليها ولا صلبة جدا لا ينتفعون منها بل جعلها سبحانه وتعالى رخوة مسطحة مبسوطة حتى ينتفع الناس بما حتى ينتفع الناس على سطحها بما يسر الله سبحانه وتعالى لهم من الأسباب النافعة وهذه الأرض المسطحة هي أيضا كروية يعني أنها شبه الكرة مستديرة من كل جانب إلا أنها مفرطحة من الناحية الشمالية والجنوبية من ناحية القطبين الشمالي والجنوبي ولذلك لو أن أحدا من الناس ركب طائرة متجها نحو المغرب على خط مستقيم مستقيم لكان يخرج إلى المكان الذي أقلعت منه الطائرة وهذا يدل على أنها مستديرة لأن الإنسان يصل طرفها بطرفها
ويدل على هذا قوله تعالى (( إذا السماء انشقت وأذنت لربها وحقت وإذا الأرض مدت وألقت ما فيها وتخلت )) وهذا يكون يوم القيامة فقوله (( إذا الأرض مدت )) يدل على أنها الآن ليست ممدودة لكنها مسطوحة يعني أنها كالسطح لأنها لكبر جرمها لا يتبين فيها الانحناء الذي يكون في الكرة فهذه الأشياء الأربعة (( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت )) يحثنا الله عز وجل على النظر فيها بعين البصر وعين البصيرة بعين البصر الذي هو الإدراك الحسي وعين البصيرة التي هي الإدراك العقلي حتى نستدل بها على ما تدل عليه من آيات الله من علم وقدرة وحكمة ورحمة وغير ذلك والله الموفق
القارئ : نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق ذكر الآيات في باب التفكر " وقال تعالى (( أفلم يسيروا في الأرض فينظروا )) الآية والآيات في الباب كثيرة ومن الأحاديث الحديث السابق ( الكيس من دان نفسه ) "