شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وقال تعالى (( أفلم يسيروا في الأرض فينظروا )) والآيات في الباب كثيرة ومن الأحاديث الحديث السابق الكيس من دان نفسه ... " . حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الآيات التي فيها الحث على التفكر في آيات الله (( أفلم يسيروا في الأرض فينظروا )) ولم يكمل المؤلف الآية لأن هذا ورد في عدة آيات من كتاب الله ففي عدة آيات يحث الله عز وجل عباده على أن يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم
ومنها قوله تعالى في سورة القتال (( أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها )) فأمر الله بالسير والسير ينقسم إلى قسمين سير بالقدم وسير بالقلب
أما السير بالقدم فأن يسير الإنسان في الأرض على أقدامه يعني أو على راحلته من بعير أو سيارة أو طيارة أو غيرها حتى ينظر ماذا حصل للكافرين وماذا كانت حال الكافرين
وأما السير بالقلب فهذا يكون بالتأمل والتفكر فيما نقل من أخبارهم وأصح كتاب وأصدق كتاب وأنفع كتاب نقل أخبار الأولين كتاب الله عز وجل كما قال الله تعالى (( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب )) والقرآن مملوء من أخبار الأولين المكذبين للرسل والمؤيدين للرسل وبيّن الله عاقبة هؤلاء وهؤلاء ولهذا ينبغي للإنسان أن يقرأ الآيات التي فيها أخبار من سبق وأن يسأل عن معناها ويستفسر حتى يكون على بصيرة من الأمر
وكذلك أيضا ما جاءت به السنة من أخبار الماضين فإنها جاءت بالأحاديث الكثيرة النافعة وهي إذا صحت عن النبي عليه الصلاة والسلام أصدق منقول من الأخبار ثم بعد ذلك ما نقله المؤرخون ولكن يجب أن تكون فيما نقله المؤرخون على حذر لأن غالب كتب التاريخ ليس لها أصل وليس لها إسناد وإنما هي أخبار تتناقل بين الناس فيجب الحذر منها وأن يحرص الإنسان على أن يتتبعها برفق
ثم هذه الأخبار الواردة في غير الكتاب والسنة تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول ما شهد شرعنا ببطلانه فهذا يجب رده وبيان خطئه وكذبه حتى يكون الناس منه على بصيرة
والثاني ما أيده الكتاب والسنة فهذا يقبل بشهادة القرآن والسنة له بالصحة
والثالث ما لم يؤيده القرآن ولا السنة فهذا يتوقف فيه لأن الأمم السابقة ليس بيننا وبينهم إسناد متصل حتى يمكن أن نعرف صحة ما نقل عنهم ولكنه ينقل ويكون أخبار إسرائيليات ينظر فيها ولكن يتوقف لا تقبل ولا ترد هذا هو العدل
ثم أشار المؤلف رحمه الله إلى الحديث السابع السابق وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم ( الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني ) هذا الكيس يعني الحازم الفطن المنتبه المنتهز للفرص هو الذي يدين نفسه أي يحاسبها فينظر ماذا أهمل من الواجب وماذا فعل من المحرّم وماذا أتى به من الواجب وماذا اجتنبه من المحرم حتى يصلح نفسه هذا هو الكيس أما العاجز فهو الذي يتبع نفسه هواها يدع نفسه وهواها ما هوت نفسه أخذ به وما كرهت نفسه لم يأخذ به سواء وافق شرع الله أم لا هذا هو العاجز وما أكثر العاجزين اليوم الذين يتبعون أنفسهم هواها ولا يبالون بمخالفة الكتاب والسنة ولا يهتمون بهذا نسأل الله لنا ولهم الهداية ( والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني ) ويعني يقول سيغفر لي سوف أستقيم فيما بعد سوف أقوم بالواجب فيما بعد سوف أترك هذا فيما بعد أو يقول الله يهديني وإذا نصحته قال اسأل الله لي الهداية اسأل لي الهداية وما أشبه ذلك هذا عاجز عاجز الكيّس هو الذي يعمل بحزم وجد ويحاسب نفسه ويكون عنده قوة في أمر الله وفي دين الله وفي شرع الله حتى يتمكن من ضبط نفسه وإلا فإن الله تعالى يقول في كتابه (( وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي )) نسأل الله أن يرحمنا وإياكم برحمته وأن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قال المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الآيات التي فيها الحث على التفكر في آيات الله (( أفلم يسيروا في الأرض فينظروا )) ولم يكمل المؤلف الآية لأن هذا ورد في عدة آيات من كتاب الله ففي عدة آيات يحث الله عز وجل عباده على أن يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم
ومنها قوله تعالى في سورة القتال (( أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها )) فأمر الله بالسير والسير ينقسم إلى قسمين سير بالقدم وسير بالقلب
أما السير بالقدم فأن يسير الإنسان في الأرض على أقدامه يعني أو على راحلته من بعير أو سيارة أو طيارة أو غيرها حتى ينظر ماذا حصل للكافرين وماذا كانت حال الكافرين
وأما السير بالقلب فهذا يكون بالتأمل والتفكر فيما نقل من أخبارهم وأصح كتاب وأصدق كتاب وأنفع كتاب نقل أخبار الأولين كتاب الله عز وجل كما قال الله تعالى (( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب )) والقرآن مملوء من أخبار الأولين المكذبين للرسل والمؤيدين للرسل وبيّن الله عاقبة هؤلاء وهؤلاء ولهذا ينبغي للإنسان أن يقرأ الآيات التي فيها أخبار من سبق وأن يسأل عن معناها ويستفسر حتى يكون على بصيرة من الأمر
وكذلك أيضا ما جاءت به السنة من أخبار الماضين فإنها جاءت بالأحاديث الكثيرة النافعة وهي إذا صحت عن النبي عليه الصلاة والسلام أصدق منقول من الأخبار ثم بعد ذلك ما نقله المؤرخون ولكن يجب أن تكون فيما نقله المؤرخون على حذر لأن غالب كتب التاريخ ليس لها أصل وليس لها إسناد وإنما هي أخبار تتناقل بين الناس فيجب الحذر منها وأن يحرص الإنسان على أن يتتبعها برفق
ثم هذه الأخبار الواردة في غير الكتاب والسنة تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول ما شهد شرعنا ببطلانه فهذا يجب رده وبيان خطئه وكذبه حتى يكون الناس منه على بصيرة
والثاني ما أيده الكتاب والسنة فهذا يقبل بشهادة القرآن والسنة له بالصحة
والثالث ما لم يؤيده القرآن ولا السنة فهذا يتوقف فيه لأن الأمم السابقة ليس بيننا وبينهم إسناد متصل حتى يمكن أن نعرف صحة ما نقل عنهم ولكنه ينقل ويكون أخبار إسرائيليات ينظر فيها ولكن يتوقف لا تقبل ولا ترد هذا هو العدل
ثم أشار المؤلف رحمه الله إلى الحديث السابع السابق وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم ( الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني ) هذا الكيس يعني الحازم الفطن المنتبه المنتهز للفرص هو الذي يدين نفسه أي يحاسبها فينظر ماذا أهمل من الواجب وماذا فعل من المحرّم وماذا أتى به من الواجب وماذا اجتنبه من المحرم حتى يصلح نفسه هذا هو الكيس أما العاجز فهو الذي يتبع نفسه هواها يدع نفسه وهواها ما هوت نفسه أخذ به وما كرهت نفسه لم يأخذ به سواء وافق شرع الله أم لا هذا هو العاجز وما أكثر العاجزين اليوم الذين يتبعون أنفسهم هواها ولا يبالون بمخالفة الكتاب والسنة ولا يهتمون بهذا نسأل الله لنا ولهم الهداية ( والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني ) ويعني يقول سيغفر لي سوف أستقيم فيما بعد سوف أقوم بالواجب فيما بعد سوف أترك هذا فيما بعد أو يقول الله يهديني وإذا نصحته قال اسأل الله لي الهداية اسأل لي الهداية وما أشبه ذلك هذا عاجز عاجز الكيّس هو الذي يعمل بحزم وجد ويحاسب نفسه ويكون عنده قوة في أمر الله وفي دين الله وفي شرع الله حتى يتمكن من ضبط نفسه وإلا فإن الله تعالى يقول في كتابه (( وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي )) نسأل الله أن يرحمنا وإياكم برحمته وأن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين