تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... باب المبادرة إلى الخيرات وحث من توجه لخير على الإقبال عليه بالجد من غير تردد . قال الله تعالى (( فاستبقوا الخيرات )) وقال تعالى (( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين )) ... " . حفظ
الشيخ : ( أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ) ومن هم المتقون قال الله تعالى (( الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين )) هؤلاء هم المتقون (( الذين ينفقون في السراء والضراء )) يعني يبذلون أموالهم في السراء يعني في حال الرخاء وكثرة المال والسرور والانبساط وفي الضراء ضيق العيش والانقباض ولكن لم يبيّن الله سبحانه وتعالى هنا مقدار ما ينفقون ولكنه بيّنه في آيات كثيرة فقال تعالى (( ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو )) العفو يعني ما زاد عن حاجاتكم وضروراتكم فأنفقوه وقال تعالى (( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما )) فهم ينفقون إنفاقا ليس فيه إسراف ولا تقتير وينفقون أيضا العفو أي ما عفا وزاد عن حاجاتهم وضروراتهم (( والكاظمين الغيظ )) الكاظمين الغيظ يعني الذين إذا اغتاظوا أي اشتد غضبهم كظموا غيظهم ولم ينفذوه وصبروا على هذا الكظم وهذا الكظم من أشد ما يكون على النفس كما قال النبي عليه الصلاة والسلام ( ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) الصرعة يعني الذي يصرع الناس أي يغلبهم في المصارعة ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب لأن النفس إذا غضب الإنسان ثارت انتفخت أوداجه واحمرت عيناه وصار يحب أن ينتقم فإذا كظم الغيظ وهدأ فإن ذلك من أسباب دخول الجنة
واعلم أن الغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم إذا أتاه ما يهزه ولكن النبي صلى الله عليه وسلم أعلمنا بما يطفئ هذه الجمرة:
فمن ذلك أن يتعوذ الإنسان بالله من الشيطان الرجيم إذا أحس بالغضب وأن الغضب سيغلبه قال " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "
ومنها أن يجلس إن كان قائما ويضطجع إن كان قاعدا يعني يضع نفسه ينزلها من الأعلى إلى الأدنى فإن كان قائما جلس وإن كان جالسا اضطجع
ومنها أن يتوضأ بتطهير أعضائه الأربعة الوجه واليدين والرأس والرجلين فإن هذا يطفئ الغضب
فإذا أحسست بالغضب فاستعمل هذا الذي أرشدك إليه النبي صلى الله عليه وسلم حتى يزول عنك وإلا فكم من إنسان أدى به غضبه إلى مفارقة أهله فما أكثر الذين يأتون يقول أنا غضبت على زوجتي فطلقتها ثلاثا وربما يغضب ويضرب أولاده ضربا مبرحا وربما يغضب ويكسر أوانيه أو يشق ثيابه أو ما أشبه ذلك مما يثيره الغضب فلهذا قال الله عز وجل (( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس )) يعني الذين إذا أساء الناس إليهم عفَو عنهم فإن من عفا وأصلح فأجره على الله
وقد أطلق الله العفو هنا ولكنه بيّن في الآية التي تلوتها عليكم (( فمن عفا وأصلح فأجره على الله )) أن العفو لا يكون خيرا إلا إذا كان فيه إصلاح فإذا أساء إليك شخص معروف بالإساءة والتمرد والطغيان على عباد الله فالأفضل ألا تعفو عنه أن تأخذ بحقك لأنك إذا عفوت ازداد شره أما إذا كان الإنسان الذي أخطأ عليك قليل الخطأ قليل العدوان لكن أمر حصل فهنا الأفضل أن تعفو
ومن ذلك حوادث السيارات اليوم التي كثرت فإن بعض الناس يتسرّع ويعفو عن الجاني الذي حصل منه الحادث وهذا ليس أحسن الأحسن أن تتأمل تنظر هل هذا السائق متهور مستهتر لا يبالي بعباد الله ولا يبالي بالأنظمة فهذا لا ترحمه خذ بحقك منه كاملا أما إذا كان إنسانا معروفا بالتأني وخشية الله والبعد عن أذية الخلق والتزام النظام ولكن هذا أمر حصل منه فوات الحرص فالعفو هنا أفضل لأن الله تعالى قال (( فمن عفا وأصلح )) فلابد من مراعاة الإصلاح عند العفو والله الموفق
القارئ : قال رحمه الله تعالى " باب في المبادرة إلى الخيرات وحث من توجه لخير على الإقبال عليه بالجد من غير تردد قال الله تعالى (( فاستبقوا الخيرات )) وقال تعالى (( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين ))
وأما الأحاديث فالأول عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( بادروا بالأعمال الصالحة فستكون فتنا كقطع ) "
الشيخ : فتنٌ
القارئ : " ( فستكون فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا ) رواه مسلم "
واعلم أن الغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم إذا أتاه ما يهزه ولكن النبي صلى الله عليه وسلم أعلمنا بما يطفئ هذه الجمرة:
فمن ذلك أن يتعوذ الإنسان بالله من الشيطان الرجيم إذا أحس بالغضب وأن الغضب سيغلبه قال " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "
ومنها أن يجلس إن كان قائما ويضطجع إن كان قاعدا يعني يضع نفسه ينزلها من الأعلى إلى الأدنى فإن كان قائما جلس وإن كان جالسا اضطجع
ومنها أن يتوضأ بتطهير أعضائه الأربعة الوجه واليدين والرأس والرجلين فإن هذا يطفئ الغضب
فإذا أحسست بالغضب فاستعمل هذا الذي أرشدك إليه النبي صلى الله عليه وسلم حتى يزول عنك وإلا فكم من إنسان أدى به غضبه إلى مفارقة أهله فما أكثر الذين يأتون يقول أنا غضبت على زوجتي فطلقتها ثلاثا وربما يغضب ويضرب أولاده ضربا مبرحا وربما يغضب ويكسر أوانيه أو يشق ثيابه أو ما أشبه ذلك مما يثيره الغضب فلهذا قال الله عز وجل (( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس )) يعني الذين إذا أساء الناس إليهم عفَو عنهم فإن من عفا وأصلح فأجره على الله
وقد أطلق الله العفو هنا ولكنه بيّن في الآية التي تلوتها عليكم (( فمن عفا وأصلح فأجره على الله )) أن العفو لا يكون خيرا إلا إذا كان فيه إصلاح فإذا أساء إليك شخص معروف بالإساءة والتمرد والطغيان على عباد الله فالأفضل ألا تعفو عنه أن تأخذ بحقك لأنك إذا عفوت ازداد شره أما إذا كان الإنسان الذي أخطأ عليك قليل الخطأ قليل العدوان لكن أمر حصل فهنا الأفضل أن تعفو
ومن ذلك حوادث السيارات اليوم التي كثرت فإن بعض الناس يتسرّع ويعفو عن الجاني الذي حصل منه الحادث وهذا ليس أحسن الأحسن أن تتأمل تنظر هل هذا السائق متهور مستهتر لا يبالي بعباد الله ولا يبالي بالأنظمة فهذا لا ترحمه خذ بحقك منه كاملا أما إذا كان إنسانا معروفا بالتأني وخشية الله والبعد عن أذية الخلق والتزام النظام ولكن هذا أمر حصل منه فوات الحرص فالعفو هنا أفضل لأن الله تعالى قال (( فمن عفا وأصلح )) فلابد من مراعاة الإصلاح عند العفو والله الموفق
القارئ : قال رحمه الله تعالى " باب في المبادرة إلى الخيرات وحث من توجه لخير على الإقبال عليه بالجد من غير تردد قال الله تعالى (( فاستبقوا الخيرات )) وقال تعالى (( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين ))
وأما الأحاديث فالأول عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( بادروا بالأعمال الصالحة فستكون فتنا كقطع ) "
الشيخ : فتنٌ
القارئ : " ( فستكون فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا ) رواه مسلم "