شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير . احرص على ما ينفعك ، واستعن بالله ولا تعجز . وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كان كذا وكذا ، ولكن قل : قدر الله ، وما شاء فعل ، فإن لو تفتح عمل الشيطان ) . رواه مسلم ... " . حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ) المؤمن القوي يعني في إيمانه وليس المراد القوي في بدنه لأن قوة البدن قد تكون ضررا على الإنسان إذا استعمل هذه القوة في معصية الله فقوة البدن ليست محمودة ولا مذمومة إن كان الإنسان استعمل هذه القوة فيما ينفعه في الدنيا والآخرة صارت محمودة وإن استعان بهذه القوة على معصية الله صارت مذمومة لكن القوة في قوله صلى الله عليه وسلم ( المؤمن القوي ) يعني قوي الإيمان ولأن هذا كلمة القوي تعود إلى الوصف السابق وهو والإيمان كما تقول " الرجل القوي " يعني في رجولته كذلك المؤمن القوي يعني في إيمانه لأن المؤمن القوي في إيمانه تحمله قوة إيمانه على أن يقوم بما أوجب الله عليه وعلى أن يزيد من النوافل ما شاء الله والضعيف الإيمان يكون إيمانه ضعيفا لا يحمله على فعل الواجبات وترك المحرمات فيقصر كثيرا
وقوله ( خير ) يعني خير من المؤمن الضعيف وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ثم قال عليه الصلاة والسلام ( وفي كل خير ) يعني المؤمن القوي والمؤمن الضعيف كل منهما فيه خير وإنما قال ( وفي كل خير ) لئلا يتوهم أحد من الناس أن المؤمن الضعيف لا خير فيه بل المؤمن الضعيف فيه خير خير من الكافر لا شك