تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير .احرص على ما ينفعك ، واستعن بالله ولا تعجز . وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كان كذا وكذا ، ولكن قل : قدر الله ، وما شاء فعل ، فإن لو تفتح عمل الشيطان ) . رواه مسلم ... " . حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
سبق الكلام على أول هذا الحديث حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو حديث عظيم ينبغي للإنسان أن يجعله نبراسا له في عمله الديني والدنيوي لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( احرص على ما ينفعك ) وهذه الكلمة كلمة جامعة عامة على ما ينفعك أي على كل شيء ينفعك سواء في الدين أو في الدنيا فإذا تعارضت منفعة الدين ومنفعة الدنيا فإنها تقدّم منفعة الدين لأن الدين إذا صلح صلحت الدنيا وأما الدنيا إذا صلحت مع فساد الدين فإنها تفسد فقوله على ما ينفعك يشمل منافع الدين والدنيا وعند التعارض تقدم منافع الدين على منافع الدنيا وفي قوله ( احرص على ما ينفعك ) إشارة إلى أنه إذا تعارض منفعتان إحداهما أعلى من الأخرى فإننا نقدم المنفعة العليا لأن المنفعة العليا فيها منفعة التي دونها وزيادة فتدخل في قوله ( احرص على ما ينفعك ) فإذا اجتمع صلة أخ وصلة عم كلاهما سواء في الحاجة وأنت لا يمكنك أن تصل الرجلين جميعا فهنا نقدّم صلة الأخ لأنها أفضل وأنفع وكذلك أيضا لو أنك بين مسجدين كلاهما في البعد سواء لكن أحدهما أكثر جماعة فإننا نقدم الأكثر جماعة لأنه الأفضل فقوله ( على ما ينفعك ) يشير إلى أنه إذا اجتمعت منفعتان إحداهما أعلى من الأخرى فإنها تقدّم الأخرى وبالعكس إذا كان الإنسان لابد أن يرتكب منهيا عنه ولكن هنا منهيان أحدهما أشد فإنه يرتكب الأخف فالمناهي يقدّم الأخف منها والأوامر يقدّم الأعلى منها وقوله عليه الصلاة والسلام ( واستعن بالله ) ما أروع هذه الكلمة ما أروع هذه الكلمة بعد قوله ( احرص على ما ينفعك ) لأن الإنسان إذا كان عاقلا ذكيا يتتبع المنافع ويأخذ بالأنفع ويجتهد ويحرص ربما تغرّه نفسه حتى يعتمد على نفسه وينسى الاستعانة بالله وهذا يقع كثيرا، كثير من الناس يعجب بنفسه ما يذكر الله عز وجل ويستعين به إذا رأى من نفسه قوة على الأعمال وحرصا على النافع وفعلا له أعجب بنفسه ونسي الاستعانة بالله ولهذا قال ( احرص على ما ينفعك واستعن بالله ) لا تنس الاستعانة بالله ولو على الشيء اليسير وفي الحديث ( ليسأل أحدكم ربه حتى شراك نعله ) يعني حتى الشيء اليسير لا تنسى الله حتى إذا أردت أن تتوضأ أو تصلي أو تذهب يمينا أو شمالا أو تصنع شيئا فاستحضر أنك مستعين بالله عز وجل وأنه لولا عون الله ما حصل لك هذا الشيء واستعن بالله ثم قال ( ولا تعجز ) يعني استمر في العمل لا تعجز وتتأخر تقول والله هه المدى طويل الشغل كثير ما دمت قد صممت في أول الأمر على أن هذا هو الأنفع لك واستعنت بالله وشرعت فيه فلا تعجز وهذا الحديث في الحقيقة يحتاج إلى مجلدات يتكلم عليها الإنسان لأن له من الصور والمسائل ما لا يحصى
منها مثلا طالب العلم يشرع في كتاب يرى أنه منفعة له وفيه مصلحة ثم بعد أسبوع شهر يمل وينتقل إلى كتاب آخر هذا نقول استعان بالله وحرص على ما ينفعه لكن عجز كيف عجز يعني لم يستمر لأن معنى قوله ( لا تعجز ) يعني لا تترك العمل استمر فيه ما دمت دخلت فيه على أنه نافع استمر فتجد هذا الرجل يمضي عليه الوقت لم يحصل شيئا لأنه أحيانا يقرأ بهذا وأحيانا بهذا وأحيانا بهذا
حتى في المسألة الجزئية أيضا بعض طلبة العلم مثلا يريد أن يراجع مسألة من المسائل في كتاب ثم يتصفح الكتاب يدور المسألة هذه يعرض له في أثناء تصفح الكتاب مسألة أخرى يقف عندها ثم يعرض ثانية يقف ثم ثالثة يقف ثم ضيّع الأصل الذي فتح الكتاب من أجله فيضيع عليه الوقت وهذا كثيرا ما يقع في مثل فتاوي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تجد الإنسان يطالع يأخذ مجلد المجلد على أنه يبي يراجع مسألة ثم يمر عليه مسألة تعجبه يقف عندها ثم مسألة أخرى وهكذا هذا ليس بصحيح انظر الأصل اللي أنت فتحت الكتاب من أجله
كذلك أيضا في تراجم الصحابة مثلا في الإصابة لابن حجر رحمه الله يريد الإنسان أن يطالع ترجمة صحابي من الصحابة يفتح الكتاب لأجل يصل إلى ترجمته يعرض له ترجمة صحابي آخر يقف عنده يقرأها ثم يفتح الكتاب يجد صحابي آخر ثم هكذا يضيع عليه الوقت ولا يحصل المسألة الترجمة التي من أجلها فتح الكتاب وهذا فيه ضياع للوقت فيه ضياع للوقت ولهذا كان من هدي الرسول عليه الصلاة والسلام أنه يبدأ بالأهم بالذي تحرّك من أجله
دعاه ( دعا النبي صلى الله عليه وسلم عتبان بن مالك يعني عتبان قال للرسول أريد أن تأتي لتصلي في بيتي فأتخذ من المكان الذي صليت فيه مصلى لي ) يريد أن الرسول يصلي في مكان لأجل يصلي فيه ( فخرج النبي عليه الصلاة والسلام ومعه نفر من أصحابه فلما وصلوا إلى بيت عتبان واستأذنوا ودخلوا وإذا عتبان قد صنع لهم طعاما ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يأكل الطعام قال أين المكان الذي تريد أن نصلي فيه فأراه إياه فصلى ثم قال هات الطعام ) فهذا دليل على أن الإنسان يبدأ بماذا بالأهم بالذي تحرك من أجله من أجل ألا يضيع عليه عمله سدى فقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( لا تعجز ) أي لا تكسل وتتأخر في العمل إذا شرعت فيه بل استمر لأنك إذا تركت ثم شرعت في عمل آخر ثم تركت ثم في آخر ثم تركت ما تم لك عمل ويأتي إن شاء الله بقية الكلام على هذا الحديث
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى " عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء ) "
الشيخ : قدَرُ الله
القارئ : " ( ولكن قل قدَرُ الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان ) رواه مسلم "
سبق الكلام على أول هذا الحديث حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو حديث عظيم ينبغي للإنسان أن يجعله نبراسا له في عمله الديني والدنيوي لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( احرص على ما ينفعك ) وهذه الكلمة كلمة جامعة عامة على ما ينفعك أي على كل شيء ينفعك سواء في الدين أو في الدنيا فإذا تعارضت منفعة الدين ومنفعة الدنيا فإنها تقدّم منفعة الدين لأن الدين إذا صلح صلحت الدنيا وأما الدنيا إذا صلحت مع فساد الدين فإنها تفسد فقوله على ما ينفعك يشمل منافع الدين والدنيا وعند التعارض تقدم منافع الدين على منافع الدنيا وفي قوله ( احرص على ما ينفعك ) إشارة إلى أنه إذا تعارض منفعتان إحداهما أعلى من الأخرى فإننا نقدم المنفعة العليا لأن المنفعة العليا فيها منفعة التي دونها وزيادة فتدخل في قوله ( احرص على ما ينفعك ) فإذا اجتمع صلة أخ وصلة عم كلاهما سواء في الحاجة وأنت لا يمكنك أن تصل الرجلين جميعا فهنا نقدّم صلة الأخ لأنها أفضل وأنفع وكذلك أيضا لو أنك بين مسجدين كلاهما في البعد سواء لكن أحدهما أكثر جماعة فإننا نقدم الأكثر جماعة لأنه الأفضل فقوله ( على ما ينفعك ) يشير إلى أنه إذا اجتمعت منفعتان إحداهما أعلى من الأخرى فإنها تقدّم الأخرى وبالعكس إذا كان الإنسان لابد أن يرتكب منهيا عنه ولكن هنا منهيان أحدهما أشد فإنه يرتكب الأخف فالمناهي يقدّم الأخف منها والأوامر يقدّم الأعلى منها وقوله عليه الصلاة والسلام ( واستعن بالله ) ما أروع هذه الكلمة ما أروع هذه الكلمة بعد قوله ( احرص على ما ينفعك ) لأن الإنسان إذا كان عاقلا ذكيا يتتبع المنافع ويأخذ بالأنفع ويجتهد ويحرص ربما تغرّه نفسه حتى يعتمد على نفسه وينسى الاستعانة بالله وهذا يقع كثيرا، كثير من الناس يعجب بنفسه ما يذكر الله عز وجل ويستعين به إذا رأى من نفسه قوة على الأعمال وحرصا على النافع وفعلا له أعجب بنفسه ونسي الاستعانة بالله ولهذا قال ( احرص على ما ينفعك واستعن بالله ) لا تنس الاستعانة بالله ولو على الشيء اليسير وفي الحديث ( ليسأل أحدكم ربه حتى شراك نعله ) يعني حتى الشيء اليسير لا تنسى الله حتى إذا أردت أن تتوضأ أو تصلي أو تذهب يمينا أو شمالا أو تصنع شيئا فاستحضر أنك مستعين بالله عز وجل وأنه لولا عون الله ما حصل لك هذا الشيء واستعن بالله ثم قال ( ولا تعجز ) يعني استمر في العمل لا تعجز وتتأخر تقول والله هه المدى طويل الشغل كثير ما دمت قد صممت في أول الأمر على أن هذا هو الأنفع لك واستعنت بالله وشرعت فيه فلا تعجز وهذا الحديث في الحقيقة يحتاج إلى مجلدات يتكلم عليها الإنسان لأن له من الصور والمسائل ما لا يحصى
منها مثلا طالب العلم يشرع في كتاب يرى أنه منفعة له وفيه مصلحة ثم بعد أسبوع شهر يمل وينتقل إلى كتاب آخر هذا نقول استعان بالله وحرص على ما ينفعه لكن عجز كيف عجز يعني لم يستمر لأن معنى قوله ( لا تعجز ) يعني لا تترك العمل استمر فيه ما دمت دخلت فيه على أنه نافع استمر فتجد هذا الرجل يمضي عليه الوقت لم يحصل شيئا لأنه أحيانا يقرأ بهذا وأحيانا بهذا وأحيانا بهذا
حتى في المسألة الجزئية أيضا بعض طلبة العلم مثلا يريد أن يراجع مسألة من المسائل في كتاب ثم يتصفح الكتاب يدور المسألة هذه يعرض له في أثناء تصفح الكتاب مسألة أخرى يقف عندها ثم يعرض ثانية يقف ثم ثالثة يقف ثم ضيّع الأصل الذي فتح الكتاب من أجله فيضيع عليه الوقت وهذا كثيرا ما يقع في مثل فتاوي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تجد الإنسان يطالع يأخذ مجلد المجلد على أنه يبي يراجع مسألة ثم يمر عليه مسألة تعجبه يقف عندها ثم مسألة أخرى وهكذا هذا ليس بصحيح انظر الأصل اللي أنت فتحت الكتاب من أجله
كذلك أيضا في تراجم الصحابة مثلا في الإصابة لابن حجر رحمه الله يريد الإنسان أن يطالع ترجمة صحابي من الصحابة يفتح الكتاب لأجل يصل إلى ترجمته يعرض له ترجمة صحابي آخر يقف عنده يقرأها ثم يفتح الكتاب يجد صحابي آخر ثم هكذا يضيع عليه الوقت ولا يحصل المسألة الترجمة التي من أجلها فتح الكتاب وهذا فيه ضياع للوقت فيه ضياع للوقت ولهذا كان من هدي الرسول عليه الصلاة والسلام أنه يبدأ بالأهم بالذي تحرّك من أجله
دعاه ( دعا النبي صلى الله عليه وسلم عتبان بن مالك يعني عتبان قال للرسول أريد أن تأتي لتصلي في بيتي فأتخذ من المكان الذي صليت فيه مصلى لي ) يريد أن الرسول يصلي في مكان لأجل يصلي فيه ( فخرج النبي عليه الصلاة والسلام ومعه نفر من أصحابه فلما وصلوا إلى بيت عتبان واستأذنوا ودخلوا وإذا عتبان قد صنع لهم طعاما ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يأكل الطعام قال أين المكان الذي تريد أن نصلي فيه فأراه إياه فصلى ثم قال هات الطعام ) فهذا دليل على أن الإنسان يبدأ بماذا بالأهم بالذي تحرك من أجله من أجل ألا يضيع عليه عمله سدى فقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( لا تعجز ) أي لا تكسل وتتأخر في العمل إذا شرعت فيه بل استمر لأنك إذا تركت ثم شرعت في عمل آخر ثم تركت ثم في آخر ثم تركت ما تم لك عمل ويأتي إن شاء الله بقية الكلام على هذا الحديث
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى " عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء ) "
الشيخ : قدَرُ الله
القارئ : " ( ولكن قل قدَرُ الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان ) رواه مسلم "