تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير .احرص على ما ينفعك ، واستعن بالله ولا تعجز . وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كان كذا وكذا ، ولكن قل : قدر الله ، وما شاء فعل ، فإن لو تفتح عمل الشيطان ) . رواه مسلم ... " . حفظ
الشيخ : قل ( قدر الله وما شاء فعل ) والله لو أننا سرنا على هدي هذا الحديث لاسترحنا كثيرا لكن تجد الإنسان منا
أولا ما يحرص على ما ينفعه تمضي أوقاته ليلا ونهارا بدون فائدة تضيع عليه سدى
ثانيا إذا قدّر أنه اجتهد في أمر ينفعه ثم فات الأمر ولم يكن على ما توقع تجده يندم وليتني ما سويت كذا ولو أني سويت كذا لكان كذا هذا ماهو صحيح أنت أديت ما عليك ثم بعد هذا فوّض الأمر إلى الله عز وجل
فإذا قال قائل كيف أحتج بالقدر كيف أقول قدر الله وما شاء فعل هذا احتجاج بالقدر نقول نعم الاحتجاج بالقدر في موضعه لا بأس به ولهذا قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم (( اتبع ما يوحى إليك من ربك وأعرض عن المشركين ولو شاء الله ما أشركوا )) فبيّن له أن شركهم بمشيئته والاحتجاج بالقدر على الاستمرار في المعصية هذا حرام لا يجوز لأن الله قال (( سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا )) لكن الاحتجاج بالقدر في موضعه هذا لا بأس به
( دخل النبي عليه الصلاة والسلام ذات ليلة على علي بن أبي طالب وفاطمة بنت محمد عليه الصلاة والسلام فوجدهما نائمين فقال لهما ما منعكما أن تقوما يعني تقوما تتهجدان فقال علي يا رسول الله إن أنفسنا بيد الله لو شاء أن نقوم لقمنا فخرج النبي عليه الصلاة والسلام وهو يضرب على فخذه ويقول وكان الإنسان أكثر شيء جدلا ) هذا جدال لكن احتجاج علي بن أبي طالب في محله لأن النائم ليس عليه حرج ما ترك القيام وهو مستيقظ النائم لا حرج عليه ( رفع القلم عن ثلاثة ) ( رفع القلم عن ثلاثة ) ولا يبعد أن الرسول عليه الصلاة والسلام أراد أن يختبر علي بن أبي طالب ماذا يقول في الجواب لا يبعد هذا وسواء كان ذلك أم لم يكن لكن احتجاج علي بالقدر هنا حجة وذلك لأنه أمر ليس باختياره هل النائم يستطيع أن يستيقظ إذا لم يوقظه الله لا إذن هي حجة الاحتجاج بالقدر ممنوع إذا أراد الإنسان أن يستمر على المعصية ليدفع اللوم عن نفسه نقول يا فلان صل مع الجماعة قال لو أن الله هداني صليت هذا ماهو صحيح يقال له أقلع عن حلق اللحية يقول لو هداني الله لأقلعت أقلع عن الدخان لو هداني الله لأقلعت هذا ماهو صحيح لأن هذا يحتج بالقدر لإيش ليستمر في المعصية والمخالفة لكن إنسان وقع منه الأمر وتاب إلى الله وأناب إلى الله وندم وقال والله هذا شيء مقدر عليّ ولكني أستغفر الله وأتوب إليه نقول هذا صحيح أنت تب واحتج بالقدر مافي مانع ابذل المجهود وإذا خالف الأمر فإلى الله عز وجل والله أكبر