شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة ، فأطال القيام حتى هممت بأمر سوء ، قيل : وما هممت به ؟ قال : هممت أن أجلس وأدعه . متفق عليه . عن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يتبع الميت ثلاثة: أهله وماله وعمله، فيرجع اثنان ويبقى واحد: يرجع أهله وماله، ويبقى عمله متفق عليه ... " . حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه وكان رضي الله عنه أحد الذين يخدمون رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب وسادته وسواكه رضي الله عنه فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقام النبي صلى الله عليه وسلم فأطال القيام وقد سبق من حديث عائشة أنه ( كان يقوم حتى تتفطر قدماه أو حتى تتورم ) تتفطر أحيانا وتتورم أحيانا من طول القيام
وصح من حديث حذيفة أنه قرأ في ركعة واحدة ثلاث سور من طوال السور البقرة والنساء وآل عمران
ابن مسعود رضي الله عنه صلى معه ذات ليلة فأطال النبي صلى الله عليه وسلم القيام فهم بأمر سوء يعني بأمر ليس يسرّ المرء فعله ( قالوا بم هممت يا أبا عبدالرحمن قال هممت أن أجلس وأدعه ) يعني أجلس وأدعه قائما لأن ابن مسعود تعب وأعيا مع أنه شاب والنبي عليه الصلاة والسلام لم يتعب لأنه عليه الصلاة والسلام كان أشد الناس عبادة لله عز وجل وأتقاهم لله
ففي هذا دليل على أنه من السنة أن الإنسان يقوم في الليل ويطيل القيام وأنه إذا فعل ذلك فهو مقتدٍ برسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن اعلم أنك إذا أطلت القيام فإن السنة أن تطيل الركوع والسجود والجلوس بين السجدتين والقيام بعد الركوع فإن من عادة الرسول عليه الصلاة والسلام بل من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان يجعل صلاته متناسبة إذا أطال القيام أطال بقية الأركان وإذا خفف القيام خفف بقية الأركان هذا هو السنة
ثم ذكر المؤلف حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( يتبع الميت ثلاثة ماله وأهله وعمله فيرجع اثنان ويبقى واحد ) صدق النبي صلى الله عليه وسلم الإنسان إذا مات تبعه المشيّعون له فيتبعه أهله يشيّعونه إلى المقبرة وما أعجب الحياة الدنيا وما أخسها وما أدناها يتولى دفنك من أنت أحب الناس إليه يدفنونك يبعدونك عنهم لو أنهم أعطوا أجرة على أن تبقى جسدا بينهم ما رضوا بذلك فأقرب الناس إليك ومن أنت أحب الناس إليهم هم الذين يتولون دفنك يتبعونك يشيعونك ويتبعه ماله، ماله يعني خدمه المماليك له العبيد وهذا يمثل الرجل الغني الرجل الغني الذي له خدم مماليكه يتبعونه ويتبعه عمله معه فيرجع اثنان ويدعونه وحده ولكن يبقى معه عمله نسأل الله أن يجعل عملنا وإياكم صالحا يبقى عمله عنده أنيسه في قبره ينفرد به إلى يوم القيامة
وفي هذا الحديث دليل على أن الدنيا كل زينة الدنيا ترجع ولا تبقى معك في قبرك المال والبنون زينة الحياة الدنيا كلها ترجع أما الذي يبقى فهو العمل فعليك يا أخي عليك أن تحرص على مراعاة هذا الصاحب الذي يبقى ولا ينصرف مع من ينصرف عليك أن تجتهد حتى يكون عملك عملا صالحا يؤنسك في قبرك إذا انفردت به عن الأحباب والأهل والأولاد
ومناسبة هذا الباب هذا الحديث للباب ظاهرة لأن كثرة العمل يوجب مجاهدة النفس فإن الإنسان يجاهد نفسه على الأعمال الصالحة التي تبقى بعد موته نسأل الله لنا ولكم حسن الخاتمة والعاقبة وأن يتولانا وإياكم بعنايته إنه جواد كريم
القارئ : الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين نقل المؤلف
قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه وكان رضي الله عنه أحد الذين يخدمون رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب وسادته وسواكه رضي الله عنه فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقام النبي صلى الله عليه وسلم فأطال القيام وقد سبق من حديث عائشة أنه ( كان يقوم حتى تتفطر قدماه أو حتى تتورم ) تتفطر أحيانا وتتورم أحيانا من طول القيام
وصح من حديث حذيفة أنه قرأ في ركعة واحدة ثلاث سور من طوال السور البقرة والنساء وآل عمران
ابن مسعود رضي الله عنه صلى معه ذات ليلة فأطال النبي صلى الله عليه وسلم القيام فهم بأمر سوء يعني بأمر ليس يسرّ المرء فعله ( قالوا بم هممت يا أبا عبدالرحمن قال هممت أن أجلس وأدعه ) يعني أجلس وأدعه قائما لأن ابن مسعود تعب وأعيا مع أنه شاب والنبي عليه الصلاة والسلام لم يتعب لأنه عليه الصلاة والسلام كان أشد الناس عبادة لله عز وجل وأتقاهم لله
ففي هذا دليل على أنه من السنة أن الإنسان يقوم في الليل ويطيل القيام وأنه إذا فعل ذلك فهو مقتدٍ برسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن اعلم أنك إذا أطلت القيام فإن السنة أن تطيل الركوع والسجود والجلوس بين السجدتين والقيام بعد الركوع فإن من عادة الرسول عليه الصلاة والسلام بل من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان يجعل صلاته متناسبة إذا أطال القيام أطال بقية الأركان وإذا خفف القيام خفف بقية الأركان هذا هو السنة
ثم ذكر المؤلف حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( يتبع الميت ثلاثة ماله وأهله وعمله فيرجع اثنان ويبقى واحد ) صدق النبي صلى الله عليه وسلم الإنسان إذا مات تبعه المشيّعون له فيتبعه أهله يشيّعونه إلى المقبرة وما أعجب الحياة الدنيا وما أخسها وما أدناها يتولى دفنك من أنت أحب الناس إليه يدفنونك يبعدونك عنهم لو أنهم أعطوا أجرة على أن تبقى جسدا بينهم ما رضوا بذلك فأقرب الناس إليك ومن أنت أحب الناس إليهم هم الذين يتولون دفنك يتبعونك يشيعونك ويتبعه ماله، ماله يعني خدمه المماليك له العبيد وهذا يمثل الرجل الغني الرجل الغني الذي له خدم مماليكه يتبعونه ويتبعه عمله معه فيرجع اثنان ويدعونه وحده ولكن يبقى معه عمله نسأل الله أن يجعل عملنا وإياكم صالحا يبقى عمله عنده أنيسه في قبره ينفرد به إلى يوم القيامة
وفي هذا الحديث دليل على أن الدنيا كل زينة الدنيا ترجع ولا تبقى معك في قبرك المال والبنون زينة الحياة الدنيا كلها ترجع أما الذي يبقى فهو العمل فعليك يا أخي عليك أن تحرص على مراعاة هذا الصاحب الذي يبقى ولا ينصرف مع من ينصرف عليك أن تجتهد حتى يكون عملك عملا صالحا يؤنسك في قبرك إذا انفردت به عن الأحباب والأهل والأولاد
ومناسبة هذا الباب هذا الحديث للباب ظاهرة لأن كثرة العمل يوجب مجاهدة النفس فإن الإنسان يجاهد نفسه على الأعمال الصالحة التي تبقى بعد موته نسأل الله لنا ولكم حسن الخاتمة والعاقبة وأن يتولانا وإياكم بعنايته إنه جواد كريم
القارئ : الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين نقل المؤلف