شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ...عن أنس رضي الله عنه، قال: غاب عمي أنس بن النضر رضي الله عنه، عن قتال بدر، فقال: يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت المشركين، لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع، فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون فقال: اللهم أعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني أصحابه - وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء - يعني المشركين - ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ، فقال: يا سعد بن معاذ الجنة ورب الكعبة، إني أجد ريحها من دون أحد .قال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع ! قال أنس: فوجدنا به بضعاً وثمانين ضربة بالسيف، أو طعنة برمح، أو رمية بسهم، ووجدناه قد قتل ومثل به المشركون فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه .قال أنس: كنا نرى أو نظن أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه: (( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه )) إلى آخره . متفق عليه ..." . حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما رواه عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن عمه أنس بن النضر رضي الله عنه أن أنسا لم يكن مع الرسول صلى الله عليه وسلم أعني أنس بن النضر في بدر وذلك لأن غزوة بدر خرج إليها النبي صلى الله عليه وسلم وهو لا يريد القتال وإنما يريد عير قريش وليس معه إلا ثلاثمئة وبضعة عشر رجلا معهم سبعون بعيرا وفرسان يتعاقبون عليها وقد تخلّف عنها كثير من الصحابة لأنها ليست غزوة ولم يدع إليها أحد وإنما خرج إليها الخفاف من الناس قال أنس بن النضر للنبي عليه الصلاة والسلام يبين له أنه لم يكن حضر معه في أول قتال قاتل المشركين فيه وقال " لئن أدركت قتالا ليرَين الله ما أصنع " فلما كانت أحد وهي بعد غزوة بدر بسنة وشهر خرج الناس وقاتلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم وصارت الدائرة في أول النهار للمسلمين ولكن لما تخلّف الرماة عن الموقع الذي جعلهم النبي صلى الله عليه وسلم فيه ونزلوا من الجبل كرّ فرسان المشركين على المسلمين من خلفهم واختلطوا بهم وانكشف المسلمون وصارت الهزيمة لما انكشف المسلمون تقدّم أنس بن النضر رضي الله عنه وقال " اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء " يعني أصحابه " وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء " يعني المشركين ثم تقدّم رضي الله عنه فاستقبله سعد بن معاذ فسأله إلى أين فقال " يا سعد إني لأجد ريح الجنة دون أحد " يالله من فضلك وهذا وجدان حقيقي ليس تخيلا أو توهما ولكن من كرامة الله لهذا الرجل أنه شم رائحة الجنة قبل أن يستشهد رضي الله عنه من أجل أن يقدم ولا يحجم فتقدّم فقاتل فقتل رضي الله عنه استشهد ووجد فيه بضع وثمانون ما بين ضربة بسيف أو برمح أو بسهم حتى إنه قد تمزّق جلده لم يعرفه أحد إلا أخته عرفته ببنانه رضي الله عنه فكان المسلمون يرون أن الله أنزل فيه وفي أشباهه هذه الآية (( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )) ولاشك أن هذا وأمثاله رضي الله عنهم يدخلون دخولا أوليا في هذه الآية فإنهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه قال أنس " والله ليرين الله ما أصنع " ففعل وصنع صنعا لا يصنعه أحد إلا من منّ الله عليه بمثله حتى استشهد ففي هذا دليل أو في هذا الحديث شاهد للباب وهو مجاهدة الإنسان نفسه على طاعة الله فإن أنس بن النضر جاهد نفسه هذا الجهاد العظيم حتى تقدم بعد أن انكشف المسلمون فصارت الهزيمة يقاتل أعداء الله حتى قتل شهيدا رضي الله عنه والله الموفق
قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما رواه عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن عمه أنس بن النضر رضي الله عنه أن أنسا لم يكن مع الرسول صلى الله عليه وسلم أعني أنس بن النضر في بدر وذلك لأن غزوة بدر خرج إليها النبي صلى الله عليه وسلم وهو لا يريد القتال وإنما يريد عير قريش وليس معه إلا ثلاثمئة وبضعة عشر رجلا معهم سبعون بعيرا وفرسان يتعاقبون عليها وقد تخلّف عنها كثير من الصحابة لأنها ليست غزوة ولم يدع إليها أحد وإنما خرج إليها الخفاف من الناس قال أنس بن النضر للنبي عليه الصلاة والسلام يبين له أنه لم يكن حضر معه في أول قتال قاتل المشركين فيه وقال " لئن أدركت قتالا ليرَين الله ما أصنع " فلما كانت أحد وهي بعد غزوة بدر بسنة وشهر خرج الناس وقاتلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم وصارت الدائرة في أول النهار للمسلمين ولكن لما تخلّف الرماة عن الموقع الذي جعلهم النبي صلى الله عليه وسلم فيه ونزلوا من الجبل كرّ فرسان المشركين على المسلمين من خلفهم واختلطوا بهم وانكشف المسلمون وصارت الهزيمة لما انكشف المسلمون تقدّم أنس بن النضر رضي الله عنه وقال " اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء " يعني أصحابه " وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء " يعني المشركين ثم تقدّم رضي الله عنه فاستقبله سعد بن معاذ فسأله إلى أين فقال " يا سعد إني لأجد ريح الجنة دون أحد " يالله من فضلك وهذا وجدان حقيقي ليس تخيلا أو توهما ولكن من كرامة الله لهذا الرجل أنه شم رائحة الجنة قبل أن يستشهد رضي الله عنه من أجل أن يقدم ولا يحجم فتقدّم فقاتل فقتل رضي الله عنه استشهد ووجد فيه بضع وثمانون ما بين ضربة بسيف أو برمح أو بسهم حتى إنه قد تمزّق جلده لم يعرفه أحد إلا أخته عرفته ببنانه رضي الله عنه فكان المسلمون يرون أن الله أنزل فيه وفي أشباهه هذه الآية (( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )) ولاشك أن هذا وأمثاله رضي الله عنهم يدخلون دخولا أوليا في هذه الآية فإنهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه قال أنس " والله ليرين الله ما أصنع " ففعل وصنع صنعا لا يصنعه أحد إلا من منّ الله عليه بمثله حتى استشهد ففي هذا دليل أو في هذا الحديث شاهد للباب وهو مجاهدة الإنسان نفسه على طاعة الله فإن أنس بن النضر جاهد نفسه هذا الجهاد العظيم حتى تقدم بعد أن انكشف المسلمون فصارت الهزيمة يقاتل أعداء الله حتى قتل شهيدا رضي الله عنه والله الموفق