تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... ( يا عبادي لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم، قاموا في صعيد واحد، فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ) . رواه مسلم: وروينا عن الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - قال: ليس لأهل الشام حديث أشرف من هذا الحدث ..." . حفظ
الشيخ : قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله من حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الله تبارك وتعالى أنه قال ( يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا غمس في البحر ) هذه الجملة تدل على سعة ملك الله عز وجل وعلى كمال غناه تبارك وتعالى لو أن الأولين والآخرين والإنس والجن قاموا كلهم في صعيد واحد فسألوا الله ما تبلغه نفوسهم من أي مسألة وإن عظمت فأعطى الله كل إنسان ما سأل بل أعطى الله كل سائل ما سأل فإن ذلك لا ينقص من ملك الله شيئا لأن الله جواد واجد عظيم الغنى واسع العطاء عز وجل إلا كما ينقص المخيط إذا غمس في البحر اغمس المخيط في البحر وانظر ماذا ينقص البحر إنه لا ينقص البحر شيئا ولا يمكن أن ينسب إليه ما الذي يأخذه المخيط من البحر وذلك لأنه عز وجل واسع الغنى جواد ماجد كريم سبحانه وتعالى
( يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها ) يعني إنما هي أي الشأن كله أن الإنسان بعمله يحصي الله أعماله ثم إذا كان يوم القيامة وفاه إياها (( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره )) فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه هو الذي أخطأ هو الذي منع نفسه الخير أما إذا وجد الخير فليحمد الله لأن الله تعالى هو الذي منّ عليه أولا وآخرا منّ عليه أولا بالعمل ثم منّ عليه ثانيا بالجزاء الوافر (( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها )) فهذا الحديث حديث عظيم تناوله العلماء بالشرح واستنباط الفوائد والأحكام منه وممن أفرد له مؤلفا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله شرح هذا الحديث في كتاب مستقل
فعلى الإنسان أن يتدبر هذا الحديث ويتأمله ولاسيما الجملة الأخيرة منه وهي أن الإنسان يجزى بعمله إن خيرا فخير وإن شرا فشر وهذا هو وجه وضع المؤلف هذا الحديث في باب المجاهدة أن الإنسان ينبغي له أن يجاهد نفسه وأن يعمل الخير حتى يجد ما عند الله خيرا وأعظم أجرا والله الموفق
( يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها ) يعني إنما هي أي الشأن كله أن الإنسان بعمله يحصي الله أعماله ثم إذا كان يوم القيامة وفاه إياها (( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره )) فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه هو الذي أخطأ هو الذي منع نفسه الخير أما إذا وجد الخير فليحمد الله لأن الله تعالى هو الذي منّ عليه أولا وآخرا منّ عليه أولا بالعمل ثم منّ عليه ثانيا بالجزاء الوافر (( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها )) فهذا الحديث حديث عظيم تناوله العلماء بالشرح واستنباط الفوائد والأحكام منه وممن أفرد له مؤلفا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله شرح هذا الحديث في كتاب مستقل
فعلى الإنسان أن يتدبر هذا الحديث ويتأمله ولاسيما الجملة الأخيرة منه وهي أن الإنسان يجزى بعمله إن خيرا فخير وإن شرا فشر وهذا هو وجه وضع المؤلف هذا الحديث في باب المجاهدة أن الإنسان ينبغي له أن يجاهد نفسه وأن يعمل الخير حتى يجد ما عند الله خيرا وأعظم أجرا والله الموفق