شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: كان عمر رضي الله عنه يدخلني مع أشياخ بدر، فكأن بعضهم وجد في نفسه فقال: لم يدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله ؟ فقال عمر: إنه من حيث علمتم ! فدعاني ذات يوم فأدخلني معهم، فما رأيت أنه دعاني يومئذ إلا ليريهم قال: ما تقولون في قول الله تعالى: (( إذا جاء نصر الله والفتح )) فقال بعضهم: أمرنا نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا . وسكت بعضهم فلم يقل شيئاً فقال لي: أكذلك تقول يا ابن عباس ؟ فقلت: لا . قال فما تقول ؟ قلت: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، أعلمه له قال: (( إذا جاء نصر الله والفتح )) وذلك علامة أجلك (( فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً )) فقال عمر رضي الله عنه: ما أعلم منها إلا ما تقول . ... " . رواه البخاري . حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما " أن عمر بن الخطاب كان يدخله في أشياخ بدر " وكان من سيرة عمر وهديه رضي الله عنه أنه يشاور الناس ذوي الرأي فيما يشكل عليه كما قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم (( وشاورهم في الأمر )) والشورى الشرعية ليست تكوين مجلس للشورى حتى يكون مشاركا في الحكم ولكن الشورى الشرعية أن ولي الأمر إذا أشكل عليه شيء من الأمور جمع الناس له جمع ذوي الرأي والأمانة من أجل أن يستشيرهم في القضية الواقعة فكان من هدي عمر رضي الله عنه ومن سنته المشكورة وسعيه الحميد أنه يشاور الناس يجمعهم يستشيرهم في الأمور الشرعية والأمور السياسية وغير ذلك
وكان يدخل مع أشياخ بدر أي مع كبار الصحابة رضي الله عنهم يدخل معهم عبدالله بن عباس وكان صغير السن بالنسبة لهؤلاء فكانوا وجدوا في أنفسهم كيف يدخل عبدالله بن عباس رضي الله عنهما مع أشياخ القوم ولهم أبناء مثله ولا يدخلهم فأراد عمر رضي الله عنه أن يريهم مكانة عبدالله بن عباس رضي الله عنهما من العلم والذكاء والفطنة فجمعهم ودعاه فعرض عليهم هذه السورة (( إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا )) فانقسموا إلى قسمين لما سألهم عنها ما تقولون فيها قسم سكت وقسم قال إن الله أمرنا إذا جاءنا النصر والفتح أن نستغفر لذنوبنا وأن نحمده ونسبح بحمده ولكن عمر رضي الله عنه أراد أن يعرف ما مغزى هذه السورة ولم يرد أن يعرف معناها التركيبي من حيث الألفاظ والكلمات فسأل ابن عباس رضي الله عنهما قال ما تقول في هذه السورة قال " هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم " يعني علامة قرب أجله أعطاه الله آية (( إذا جاء نصر الله والفتح )) يعني فتح مكة فإن ذلك علامة أجلك (( فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا )) فقال " ما أعلم فيها إلا ما علمت " وظهر بذلك فضل عبدالله بن عباس رضي الله عنهما وفي هذا إشارة إلى أنه ينبغي للإنسان أن يفطن لمغزى الآيات الكريمة فإن المعنى الظاهر الذي يفهم من الكلمات والتركيبات هذا أمر قد يكون سهلا لكن مغزى الآيات التي أراد الله سبحانه مغزى الآيات التي أراد الله تعالى هو الذي قد يخفى على كثير من الناس ويحتاج إلى فهم يؤتيه الله تعالى من يشاء وقوله تبارك وتعالى (( سبح بحمد ربك )) أي سبح الله مصحوبا بالحمد فالباء هنا للمصاحبة وذلك لأنه إذا كان التسبيح مصحوبا بالحمد فإنه به تتحقق يتحقق الكمال لأن الكمال لا يتحقق إلا بانتفاء العيوب وثبوت صفات الكمال فانتفاء العيوب مأخوذ من قوله سبحانك لأن التسبيح معناه التنزيه عن كل نقص وعيب وثبوت الكمالات مأخوذ من قوله وبحمدك
قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما " أن عمر بن الخطاب كان يدخله في أشياخ بدر " وكان من سيرة عمر وهديه رضي الله عنه أنه يشاور الناس ذوي الرأي فيما يشكل عليه كما قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم (( وشاورهم في الأمر )) والشورى الشرعية ليست تكوين مجلس للشورى حتى يكون مشاركا في الحكم ولكن الشورى الشرعية أن ولي الأمر إذا أشكل عليه شيء من الأمور جمع الناس له جمع ذوي الرأي والأمانة من أجل أن يستشيرهم في القضية الواقعة فكان من هدي عمر رضي الله عنه ومن سنته المشكورة وسعيه الحميد أنه يشاور الناس يجمعهم يستشيرهم في الأمور الشرعية والأمور السياسية وغير ذلك
وكان يدخل مع أشياخ بدر أي مع كبار الصحابة رضي الله عنهم يدخل معهم عبدالله بن عباس وكان صغير السن بالنسبة لهؤلاء فكانوا وجدوا في أنفسهم كيف يدخل عبدالله بن عباس رضي الله عنهما مع أشياخ القوم ولهم أبناء مثله ولا يدخلهم فأراد عمر رضي الله عنه أن يريهم مكانة عبدالله بن عباس رضي الله عنهما من العلم والذكاء والفطنة فجمعهم ودعاه فعرض عليهم هذه السورة (( إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا )) فانقسموا إلى قسمين لما سألهم عنها ما تقولون فيها قسم سكت وقسم قال إن الله أمرنا إذا جاءنا النصر والفتح أن نستغفر لذنوبنا وأن نحمده ونسبح بحمده ولكن عمر رضي الله عنه أراد أن يعرف ما مغزى هذه السورة ولم يرد أن يعرف معناها التركيبي من حيث الألفاظ والكلمات فسأل ابن عباس رضي الله عنهما قال ما تقول في هذه السورة قال " هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم " يعني علامة قرب أجله أعطاه الله آية (( إذا جاء نصر الله والفتح )) يعني فتح مكة فإن ذلك علامة أجلك (( فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا )) فقال " ما أعلم فيها إلا ما علمت " وظهر بذلك فضل عبدالله بن عباس رضي الله عنهما وفي هذا إشارة إلى أنه ينبغي للإنسان أن يفطن لمغزى الآيات الكريمة فإن المعنى الظاهر الذي يفهم من الكلمات والتركيبات هذا أمر قد يكون سهلا لكن مغزى الآيات التي أراد الله سبحانه مغزى الآيات التي أراد الله تعالى هو الذي قد يخفى على كثير من الناس ويحتاج إلى فهم يؤتيه الله تعالى من يشاء وقوله تبارك وتعالى (( سبح بحمد ربك )) أي سبح الله مصحوبا بالحمد فالباء هنا للمصاحبة وذلك لأنه إذا كان التسبيح مصحوبا بالحمد فإنه به تتحقق يتحقق الكمال لأن الكمال لا يتحقق إلا بانتفاء العيوب وثبوت صفات الكمال فانتفاء العيوب مأخوذ من قوله سبحانك لأن التسبيح معناه التنزيه عن كل نقص وعيب وثبوت الكمالات مأخوذ من قوله وبحمدك