شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... باب بيان كثرة طرق الخير . قال الله تعالى : (( وما تفعلوا من خير يعلمه الله )) وقال تعالى : (( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره )) وقال تعالى: (( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره )) وقال تعالى (( من عمل صالحا فلنفسه )) والآيات في الباب كثيرة ... " . حفظ
الشيخ : قال المؤلف رحمه الله تعالى " باب كثرة طرق الخير " الخير له طرق كثيرة وهذا من فضل الله عز وجل على عباده من أجل أن تتنوع لهم الفضائل والأجور والثواب الكثير
وأصول هذه الطرق ثلاثة: إما جهد بدني وإما بذل مالي وإما مركب من هذا وهذا هذه أصول طرق الخير
أما الجهد البدني فهو أعمال البدن مثل الصلاة والصيام والجهاد وما أشبه ذلك وأما البذل المالي فمثل الزكوات والصدقات والنفقات وما أشبه ذلك
وأما المركب فمثل الجهاد في سبيل الله بالسلاح فإنه يكون بالمال ويكون بالنفس ولكن أنواع هذه الأصول كثيرة جدا من أجل أن تتنوع للعباد الطاعات حتى لا يملوا لو كان الخير طريقا واحدا لملّ الناس من ذلك وسئموا ولما حصل الابتلاء ولكن إذا تنوع كان ذلك أرفق بالناس وأشد في الابتلاء قال الله تعالى في هذا الباب (( فاستبقوا الخيرات )) (( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات )) وهذا يدل على أن الخيرات ليست خيرا واحدا بل طرق كثيرة ثم ذكر المؤلف آيات تشير إلى أن الخير له طرق فقال وقال الله تعالى (( وما تفعلوا من خير يعلمه الله )) (( وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم )) (( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره )) والآيات في هذا كثيرة تدل على أن الخيرات ليست صنفا واحدا أو فردا واحدا أو جنسا واحدا ويدل لما قلنا أن من الناس من تجده يألف الصلاة فتجده كثير الصلوات ومنهم من يألف قراءة القرآن فتجده كثيرا يقرأ القرآن ومنهم من يألف الذكر والتسبيح والتحميد وما أشبه ذلك فتجده كثيرا يفعل ومنهم الكريم الطليق اليد الذي يحب بذل المال فتجده دائما يتصدق ودائما ينفق ينفق على أهله ويوسع عليهم في غير إسراف ومنهم من يرغب العلم وطلب العلم الذي هو في وقتنا هذا قد يكون أفضل أعمال البدن لأن الناس في الوقت الحاضر في عصرنا محتاجون إلى العلم الشرعي لغلبة الجهل وكثرة المتعالمين الذين يدعون أنهم علماء وليس عندهم من العلم إلا بضاعة مزجاة فنحن بحاجة إلى طلبة علم يكون عندهم علم راسخ ثابت مبني على الكتاب والسنة من أجل أن يردوا هذه الفوضى التي أصبحت منتشرة في القرى والبلدان والمدن كل إنسان عنده حديث أو حديثان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتصدر للفتيا ويتهاون بها وكأنه شيخ الإسلام ابن تيمية أو الإمام أحمد أو الشافعي أو غيره من الأئمة وهذا ينذر بخطر عظيم إن لم يتدارك يتدارك الله الأمة بعلماء راسخين عندهم علم قوي وحجة قوية