شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عنه أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان متفق عليه ... " حفظ
الشيخ : أما الحديث الثالث حديثه فهو قول النبي عليه الصلاة والسلام: ( الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء من الإيمان أو شعبة من الإيمان ) فهذا الحديث بين فيه الرسول عليه الصلاة والسلام ليس خصلة واحدة أو شعبة واحدة، ولكنه شعب كثيرة، بضع سبعون يعني: ثلاثة وسبعون إلى تسع وسبعين أو بضع وستون شعبة، ولكن أفضلها كلمة واحدة وهي لا إله إلا الله، هذه الكلمة لو وزنت بها السموات والأرض لرجحت بهن، لأنها كلمة الإخلاص كلمة التوحيد، الكلمة التي أسأل الله أن يختم لي ولكم بها، من كانت آخر كلامه من الدنيا دخل الجنة، هذه الكلمة هي أفضل شعب الإيمان، أدناها إماطة الأذى عن الطريق يعني: إزالة الأذى عن الطريق، وهو كل ما يؤذي المارِّين من حجر أو شوك أو زجاج أو خرق أو غير ذلك، كل ما يؤذي المارِّين إذا أزلته فإن ذلك من الإيمان ( والحياء شعبة من الإيمان ) وفي حديث آخر ( الحياء من الإيمان ) الحياء حالة نفسية تعتري الإنسان عند فعل ما يخجل منه، وهي صفة حميدة كانت خلق النبي عليه الصلاة والسلام، كان من خلق الرسول عليه الصلاة والسلام الحياء، حتى إنه أحيا من العذراء في خدرها عليه الصلاة والسلام، إلا إنه لا يستحي من الحق، فالحياء صفة محمودة لكن الحق لا يستحيى منه، فإن الله يقول: (( وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ))، وقال: (( إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا )) الحق لا تستحي منه، ولكنَّ ما سوى الحق فإن من الأخلاق الحميدة أن تكون حييًّا، ضد ذلك من لا يستحي لا يبالي بما فعل ولا يبالي بما قال، ولهذا جاء: ( مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت ) والله الموفق.