شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطر الماء فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقيا من الذنوب فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقيا من الذنوب ) رواه مسلم ... " . حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم.
قال المؤلف رحمه الله فيما نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه في فضائل الوضوء، الوضوء الذي أمر الله به في كتابه في قوله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ )) هذا الوضوء تطهر فيه هذه الأعضاء الأربعة الوجه واليدان والرأس والرجلان وهذا التطهير يكون تطهيرًا حسيًّا وتطهيرًا معنويًّا، أما كونه تطهيرًا حسيًّا فظاهر، لأن الإنسان يغسل وجهه ويديه رجليه ويمسح الرأس وكان الرأس بصدد أن يغسل كما تغسل بقية الأعضاء، ولكن الله خفف في الرأس لأن الرأس يكون فيه الشعر والرأس هو أعلى البدن، فإذا غسل الرأس ولاسيما إذا كان فيه الشعر لكان في هذا مشقة على الناس ولاسيما في أيام الشتاء، ولكن من رحمة الله عز وجل أن جعل فرض الرأس المسح فقط، فالإنسان إذا توضأ لا شك أنه يطهر أعضاء الوضوء تطهيرًا حسيًّا، وهو يدل على كمال على كمال الإسلام حيث فرض على معتنقيه أن يطهروا هذه الأعضاء التي هي غالبًا ظاهرة بارزة، أما الطهارة المعنوية وهي التي ينبغي أن يقصدها المسلم فهي تطهيره من الذنوب، فإذا غسل وجهه خرجت كل خطايا نظر إليها بعينه، وذكر العين والله أعلم على سبيل التمثيل، وإلا فالأنف قد يخطئ، والفم قد يخطئ، قد يتكلم الإنسان بكلام حرام، وقد يشم أشياء ليس له حق أن يشمها، ولكن ذكر العين لأن.